أوضحت خلال السنوات العشر الماضية فى مقالات عديدة عن تخطيط وتنفيذ الصهيونية العالمية مع الولايات المتحدة الأمريكية أهدافهم لإنشاء إسرائيل الكبرى على مراحل وتحديد توقيتها اعتماداً على قوة المقاومة العربية وتأثيرها الإيجابى من عدمه على مواجهة التمدد الصهيونى العالمى نحو الأراضى العربية.
ما قاله نتنياهو الأسبوع الماضى عن رؤيته بشأن إسرائيل الكبرى ليس أوهاماً ولا أحلاماً بل هى خطط أمريكية ــ إسرائيلية صهيونية مدروسة وكلهم يعملون على تنفيذها وكلهم يحاولون تقليل مقاومة العرب والمسلمين لهذه المخططات الشيطانية.
بالرجوع إلى الوراء قليلاً نرى قيامهم بتضليل العرب خلال الفترة من 1917 تاريخ إعلان وعد بلفور وحتى 1948 من خلال الهجرة المستمرة لليهود من الدول الأوروبية وشراء الأراضى أو الاستيلاء عليها بالقوة من الفلسطينيين وتكوين الجماعات المسلحة الصهيونية وتدريب شبابهم على تصنيع السلاح والقتال وأسلوب التدمير والقتل الممنهج للفلسطينيين ونجاحهم فى الحصول على الموافقة الدولية ومجلس الأمن على تقسيم فلسطين وإنشاء دولة إسرائيل عام 1948 واستمرارهم فى التوسع من خلال إنشاء مدينة إيلات بحيث يكون لهم منفذ بحرى على خليج العقبة ثم هجومهم على مصر بالتعاون مع انجلترا وفرنسا عام 1956 ولولا نجاح المقاومة المصرية والموقف السياسى الإيجابى للاتحاد السوفيتى والولايات المتحدة الأمريكية فى ذلك الوقت لاستمرت القوات الإسرائيلية داخل سيناء وحتى قناة السويس تحقيقاً لمخططاتهم لإنشاء إسرائيل الكبرى على مراحل وانسحبت القوات الإسرائيلية والإنجليزية والفرنسية من سيناء بالكامل وبورسعيد ولم تهدأ إسرائيل حيث ركزت أعمالها الحربية نحو سوريا ولبنان للاستيلاء على منابع الأنهار فى شمال إسرائيل.. ونجح التعاون العربى ونشر الوعى بين العرب عن أهمية مقاومة إسرائيل وتمددها نحو الأراضى العربية وإنشاء صناعات حربية عربية وتأهيل العنصر البشرى العربى تأهيلاً علمياً وتكنولوجياً وقيام الوحدة بين سوريا ومصر والتعاون المصرى العراقى السورى الليبى الجزائرى العسكرى والاقتصادى والسياسى ودور مصر مع دول أفريقيا.. نقول نجح التعاون العربى فى إحدات تباطؤ فى تنفيذ مخططات إسرائيل التوسعية وتركيزها على كسر الحصار الاقتصادى والسياسى بواسطة الدول الأفريقية والآسيوية وأمريكا الجنوبية ولذلك خططت الصهيونية العالمية والولايات المتحدة الأمريكية للهجوم على مصر وسوريا والأردن عام 1967 للاستيلاء على أراض فلسطينية وسورية وأردنية ولبنانية ومصرية فى إطار خططهم الشيطانية لإنشاء دولة إسرائيل الكبرى على مراحل.
ومع الإصرار والعزيمة المصرية بالتعاون مع الدول العربية نجحت مصر وسوريا فى إعادة تأهيل قواتها المسلحة والنجاح فى عبور قناة السويس عام 1973 والقضاء على العنجهية الإسرائيلية وإعادة سيناء بالكامل مرة أخرى لحضن الوطن المصري.. بينما استمرت إسرائيل فى احتلالها للجولان فى سوريا والضفة الغربية وقطاع غزة بالكامل.. وحصولها من خلال اتفاقية كامب ديفيد على حق مرور سفنها من قناة السويس.
أظهرت المقاومة الفلسطينية ونجاح الفلسطينيين فى هجومهم على غلاف غزة يوم ٧ أكتوبر 2023 مخططات إسرائيل التوسعية وأعمالهم التنفيذية التى تمت قبل الهجوم الفلسطينى بخمس سنوات من خلال زرع الجواسيس داخل إيران وسوريا وحزب الله والمقاومة الفلسطينية وإعداد خطط توسعية بالتعاون مع الولايات المتحدة الأمريكية والقضاء على كل صور المقاومة بالدول المحيطة بإسرائيل لفتح الطريق أمام الجيش الإسرائيلى للتمدد نحو الدول العربية لإنشاء إسرائيل الكبرى وهو ما حدث وما زال يحدث داخل سوريا واليمن حيث انتشرت البحرية الإسرائيلية داخل البحر الأحمر ووصلت إلى باب المندب وتمركزت أمام الساحل اليمنى وضربت الأهداف الأرضية بالموانئ اليمنية بالصواريخ الموجهة من الوحدات البحرية الإسرائيلية.
تؤكد كل أعمال إسرائيل العسكرية والتجسسية وتصريحات القادة والمعارضة الإسرائيلية على إصرار إسرائيل شعباً وحكومة ومعارضة على مواصلة عدوانهم على الدول العربية والتوسع والتمدد لإنشاء إسرائيل ما قبل الكبرى عام 2041 ثم إسرائيل الكبرى والامبراطورية الإسرائيلية الصهيونية عام 2072.
هنا نؤكد أن الوقت قد حان لنعمل جميعاً نحن المصريين والعرب بأسلوب جماعى نحو التخطيط لإعداد الدول العربية وعلى رأسها مصر والشباب العربى لمواجهة التمدد الإسرائيلى وحماية حدود الدول العربية وإنشاء دولة فلسطينية على الضفة الغربية وغزة عاصمتها القدس الشرقية بحدود 4 يونيو 67.
مطلوب من الشباب العربى التعرف على الموقف الحالى والمستقبلى بوضوح والتزود بالعلم والتكنولوجيا لاعتماد الحروب الحالية والمستقبلية على حروب المعلومات والتكنولوجيا.
دقت ساعة العمل العربى للتخطيط الجيد وإعداد الأوطان لمواجهة التمدد الإسرائيلى لأن العدو على أبوابنا ومصمم على تنفيذ خططه التوسعية.. حيث إن أمريكا وإسرائيل لا توافقان على إنشاء دولة فلسطينية مستقلة بل هما ضد حل الدولتين بكل وضوح.
نرى أهمية التركيز على تنمية سيناء بالكامل كأولوية أولى واستكمال هذا المشروع الوطنى الذى اطلقه الرئيس السيسى وتوفير كل السبل الممكنة لتشجيع المواطنين على الأنتقال والعمل والأستثمار فى سيناء.