تعد أكاديمية السادات للعلوم الإدارية واحدة من أبرز وأهم المؤسسات التعليمية فى مصر، حيث لعبت دورًا محوريًا فى تطوير الفكر الإدارى والقيادى داخل المجتمع المصري. منذ تأسيسها، نجحت الأكاديمية فى تقديم برامج تعليمية وإدارية مبتكرة، تركز على تطوير مهارات الطلاب والشباب لإعدادهم لتولى المناصب القيادية فى المستقبل. لا تقتصر أهمية الأكاديمية على ما تقدمه من برامج أكاديمية عالية الجودة، بل تمتد لتشمل الدور الحيوى الذى تقوم به فى تدريب وتطوير الكوادر الأكاديمية والإدارية على مستوى مختلف التخصصات.
رئيس الأكاديمية الدكتورمحمد صالح هاشم تولى زمام الأمور فيها خلال فترة حاسمة، كان له دور محورى فى تطوير رؤيتها وبرامجها التعليمية وأسهم فى خلق بيئة تعليمية متميزة، له رؤية واضحة فى تطوير النظام الإدارى داخل الأكاديمية، عبر إنشاء برامج تدريبية لرفع كفاءة أعضاء هيئة التدريس والإداريين والاستعانة بالقيادات الشابة كمعاونين للعمداء والوكلاء ورؤساء الفروع .
نجح رئيس الأكاديمية فى تطبيق سياسات جديدة تهدف إلى تمكين الشباب من تولى المناصب القيادية فى المستقبل. تلك المبادرات أكسبت الأكاديمية سمعة متميزة باعتبارها مؤسسة تعليمية تُعنى بتطوير القدرات القيادية والإدارية، وهو ما جعلها نموذجًا يحتذى به فى سعيها المستمر لتقديم تعليم يرتقى إلى أعلى المعايير الأكاديمية والإدارية.
وبفضل هذه الرؤية الثاقبة، تحولت أكاديمية السادات إلى صرح تعليمى رائد يواكب احتياجات العصر ويخدم تطلعات الأجيال القادمة فى مجالات الإدارة والقيادة.
الجمهورية التقت الدكتور محمد صالح هاشم رئيس اكاديمية السادات فى حوار شامل
> ما هى رؤيتكم لتفعيل دور اكاديمية السادات فى الفترة الحالية ؟
>> رؤيتنا ان نحافظ على التراث الطويل الخاص بالأكاديمية ونقوى دورها الأكاديمى واعادة أمجاد الأكاديمية فى منطقة الخليج مثلما كانت موجودة فى التسعينات، عندما لم تكن لأى جامعة مصرية تواجد فى الخارج فقد كانت لدينا فروع. فى الإمارات والسعودية وعمان وقطر ثم توقفت عن النشاط لاسباب متعددة ونسعى لاعادة فتح هذه الفروع والحمد لله نجحنا فى الوقت الحالى أن نركز على استقطاب الطلاب من الدول العربية إلى مصر. نجحنا فى استقطاب أعداد كبيرة من الطلاب من دول الخليج العربي، مثل السعودية والإمارات، وهو ما يساهم فى دفع الاقتصاد المحلى فى مصر من خلال دعم القطاعات مثل الفنادق، والمطاعم، وخدمات النقل.
إعداد قيادات شابة
> لديكم تجربه جديدة فى استحداث صف ثانى من القيادات الاكاديمية فى المقر الرئيسى والفروع.. كيف تحققت؟
>> هذه التجربة تأتى ضمن رؤيتنا فى تمكين الشباب بشكل كبير جدا من خلال خلق اجيال متعددة لخدمة العملية التعليمية بحيث يكون هناك صف ثانى وثالث من القيادات والحرص على الاستفادة من الكوادر الشابة الموجودة والفكر الجديد. فطالبت من كل مسئول إدارى سواء عميد أو وكيل أو رئيس قسم، مدير فرع ان يعين له واحد أو اثنين أو ثلاثة معاونين بهدف ان يعمل المعاون مع المسئول الأول فى ملفات موكلة اليهم خلال العام الدراسى بحيث تتكون لديه خبرات. كبيرة جدا فى كل أعمال الكلية، لدينا حوالى 40 قيادة شابة تم دفعها لمناصب إدارية متنوعة مثل معاونين للعمداء، ومديرى الفروع، ورؤساء الأقسام. نحن بصدد تقييم هذه القيادات هذا الشهر لتحديد ما إذا كان سيتم تجديد تعيينهم للعام الجديد. هدفنا هو ضمان تطور القيادات الشابة ليكونوا قادة فى المستقبل.
> فى ضوء هذه السياسات، كيف يتم اختيار المعاونين فى الأكاديمية، وهل هناك شروط معينة؟
>> نحرص على أن يكون هناك توافق بين المعاونين ومديرى الفروع أو العمداء، حيث يتم منحهم حرية اختيار الأشخاص الذين يرغبون فى العمل معهم. هذه العملية تضمن أن يتكون فريق عمل متجانس يكون قادرًا على التعاون معًا وتوزيع المهام بشكل جيد. نحن نؤمن أن هذا الخيار يعزز قدرة الأكاديمية على تهيئة الأفراد للقيادة المستقبلية، لأن هذه الكوادر تتدرب على مواجهة التحديات، وحل المشاكل بفعالية، وتقديم الأفكار المبدعة التى تُسهم فى تحسين العمل الأكاديمى والإداري.
> هل يمكننا القول إنها الوحيدة التى تقدم برامج لتدريب المعاونين للعمداء والوكلاء؟
>> لا أستطيع القول إننا الوحيدون، لكن الأكاديمية قامت بهذا الدور من منطلق قناعتنا الراسخة بأهمية وجود صف ثانى وثالث من القيادات فى المؤسسات. هذه القناعة لا تقتصر على الأكاديمية وحدها، بل هى قضية طويلة الأمد عانت منها الكثير من المؤسسات فى مصر. منذ أكثر من عشر سنوات، عندما تم دعوتى لإحدى الأجهزة السيادية، تحدثت عن ضرورة وجود كوادر متميزة فى الصفوف الثانية والثالثة لتولى المناصب القيادية فى المستقبل. وفى الحقيقة، هذا الموضوع كان أحد محاور الحوار الذى بدأ مع سيادة الرئيس منذ عام 2014، حيث بدأت المبادرات التى ركزت على تنمية مهارات الشباب وإعدادهم للمناصب القيادية.
اليوم، نرى أن هذه الرؤية قد تحققت فى أكاديمية السادات من خلال برنامج المعاونين للعمداء والوكلاء. نحن نعمل على تدريب هؤلاء الشباب وتجهيزهم لأداء مهامهم بكفاءة، ليصبحوا قادرين على تولى المناصب القيادية فى المستقبل.. لدينا اليوم معاونين من الشباب الذين يمكنهم تولى مناصب قيادية مثل وكلاء الكليات أو حتى عمداء الكليات فى المستقبل. ونحن واثقون أن هذه السياسة ستثمر عن نتائج مميزة فى تطوير الكوادر التعليمية والإدارية فى الأكاديمية.
> وهل النظام التعليمى فى الأكاديمية يختلف عن الجامعات الأخري؟
>> فى الحقيقة ان الاكاديمية لديها نظام تعليمى يختلف عن باقى الجامعات المصرية كل البرامج عندنا ساعات معتمدة، ليس لدينا مسار عام مثل معظم كليات التجارة أو المتخصصة فنحن كل البرامج التى عندنا برامج ساعات معتمدة من عام 1981بالاضافة الى تنوع كبير جدا فى البرامج
> ما هو النظام المالى والإدارى المتبع فى الأكاديمية؟
>> النظام المالى فى الأكاديمية يشهد تطورًا مستمرًا، حيث أننا نعمل وفقًا لقرار جمهورى خاص بالأكاديمية منذ عام 1954، رغم أن لدينا بعض التداخل مع الجامعات فى بعض الجوانب، إلا أن هناك خصوصيات تنظمها قرارات جمهورية تحدد طبيعة عمل الأكاديمية. نحن نحرص على تكوين كوادر قادرة على التعامل مع هذه الخصوصيات بشكل فعّال.
> كيف تساهم الأكاديمية فى تنمية الموارد المالية للدولة؟
>> الأكاديمية تسعى لتعظيم موارد الدولة من خلال استغلال كافة إمكانياتنا المتاحة، سواء المادية أو البشرية. نحن نعمل على زيادة التواصل مع مؤسسات المجتمع المدنى فى كافة أنحاء مصر لضمان أن يمتد دور الأكاديمية من داخل أسوار الجامعة إلى المجتمع المحلي. الأكاديمية تقدم خدمات مجتمعية متخصصة، مثل التدريب والاستشارات، مما يعزز من دخل الدولة.
> ما هى مراكز الخدمة المجتمعية التى أنشأتها الأكاديمية؟
>> الأكاديمية أنشأت عددًا من المراكز المجتمعية مثل مركز الحاسب الآلى فى كلية الحاسبات والمعلومات، ومركز اللغات والترجمة فى كلية اللغات. كما قمنا بإنشاء مركز «إعداد شباب الجمهورية الجديدة» لتزويد الشباب بمهارات المستقبل. هذه المراكز تقدم خدمات تدريبية واستشارية، وتساهم فى تطوير المجتمع المحلي.
> ما رؤيتكم فيما يخص إعداد الطلاب لسوق العمل؟
>> نعمل على تأهيل الطلاب بشكل عملي، مما يعزز فرصهم فى سوق العمل المحلى والدولي. الأكاديمية تمنح الطلاب المهارات اللازمة للمستقبل، سواء من خلال التدريب أو التعليم الأكاديمى المتخصص. نحن نسعى للحصول على اعتمادات دولية، مما يضمن تخرج شباب جاهز للعمل بكفاءة عالية.
> هل هناك أى تطورات أخرى فى الأكاديمية؟
>> نحن مستمرون فى تطوير جميع جوانب الأكاديمية، سواء من حيث البرامج الأكاديمية أو التفاعل المجتمعي. الأكاديمية تواصل مسيرتها فى تأهيل الأجيال القادمة من خلال برامج متميزة تهدف إلى تطوير المهارات القيادية وتزويد الطلاب بالمعرفة التى تمكنهم من مواجهة تحديات المستقبل.
> ما هو دور الأكاديمية فى البحث العلمى وهل ستقوم بتوسيع البرامج التعليمية لتشمل مجالات جديدة مثل الإدارة الرياضية والإدارة الصحية؟
>> الأكاديمية تم تأسيسها كمركز لإعداد قادة للدولة المصرية والمجتمع العربى والأفريقي. فى البداية، بدأنا بتقديم برامج نادرة ومتخصصة منذ عام 1981 مثل التسويق الإلكتروني، إدارة المنشآت البترولية، وإدارة شركات التأمين. اليوم، الأكاديمية تواصل تطوير هذه البرامج لتواكب التوجهات الحديثة. على سبيل المثال، فى العامين الاخيرين أضفنا ماجستير ودكتوراه فى إدارة المستشفيات نظرًا لاحتياج السوق إلى كوادر مهنية فى هذا المجال. كما أضفنا برامج فى الإدارة الرياضية، نظرًا لحجم الاستثمارات الضخم فى الرياضة، وكذلك برنامج إدارة التأمين الطبي، الذى يواكب تزايد الطلب على التأمين الطبى فى مختلف المؤسسات.»
> هل تتجه الأكاديمية للتعاون مع الجامعات أو المعاهد الأخرى لتطوير برامج تعليمية مشتركة مثل التى تقدمها وزارة التعليم العالى فى مجال العلوم المصرفية؟
>> فى الحقيقة، الأكاديمية لديها خبرة واسعة جدًا فى مجال إدارة البنوك، حيث بدأنا تقديم برنامج إدارة البنوك منذ عام 1981، وهذا البرنامج، الذى يعنى بتدريب كوادر متخصصة فى القطاع المصرفي.
> هل هناك خطة لتوسيع الأكاديمية لتشمل برامج أكاديمية جديدة فى مجالات أخرى تتماشى مع متطلبات السوق؟
>> الأكاديمية تستمر فى توسيع برامجها لتلبية احتياجات السوق. أضفنا مؤخراً برامج فى مجالات مثل إدارة المستشفيات، والإدارة الرياضية، وإدارة التأمين الطبي، وهى برامج تحظى بإقبال كبير سواء من داخل مصر أو من دول الخليج. وفى المستقبل القريب، نخطط لتوسيع هذه البرامج بما يتماشى مع التوجهات الاقتصادية والسياسية فى المنطقة، مما سيساعد فى تطوير المهارات القيادية فى مختلف المجالات.»
> الأكاديمية تواصل توسيع فروعها فى مختلف المحافظات، ما هى التحديات التى تواجهكم فى هذا المجال؟
>> نهتم بشكل خاص بتوسيع فروع الأكاديمية فى مختلف المحافظات. منذ أن توليت منصب عميد الكلية فى 2020، كنت أركز على تطوير فروع الأكاديمية فى المحافظات المختلفة. أحد التحديات الكبرى هو التأكد من أن هذه الفروع توفر نفس المستوى الأكاديمى والتدريبى المتاح فى مقر الأكاديمية الرئيسى فى القاهرة. لذلك، أنشأنا لجنة مراجعة داخلية لضمان التنسيق التام بين هذه الفروع وفروع القاهرة. بالإضافة إلى ذلك، فإن الأكاديمية تركز على تلبية احتياجات السوق المحلى فى كل محافظة، مثل فتح برامج باللغة الإنجليزية فى بعض الفروع بناءً على رغبات الطلاب.
> كيف ترى تأثير الذكاء الاصطناعى على العلوم الإدارية بشكل عام وعلى تخصص المحاسبة بشكل خاص؟
>> بالتأكيد الذكاء الاصطناعى سيغير ملامح بيئة الأعمال بشكل جذري، ونحن فى الأكاديمية نواكب هذا التطور الكبير. الأكاديمية كانت من أوائل المؤسسات التى قدمت برامج فى نظم المعلومات والحاسب الآلى منذ بداية الثمانينيات. حتى اليوم.
> ما هى خطط الأكاديمية المستقبلية لتطوير التعليم الأكاديمى وبرامج التدريب؟
>> نسعى باستمرار لتطوير التعليم الأكاديمى والتدريب بما يتناسب مع احتياجات السوق. خلال السنوات الأخيرة، قمنا بإضافة برامج جديدة فى مجالات حيوية مثل إدارة المستشفيات والإدارة الرياضية، فضلاً عن برامج الدكتوراه فى نفس المجالات. كما أن لدينا شراكات مع العديد من المؤسسات مثل وزارة الشباب والرياضة، ونقابة الأطباء وغيرها، لدعم تنفيذ البرامج التدريبية فى مختلف أنحاء الجمهورية. نخطط للاستمرار فى هذا المسار وتنفيذ مزيد من البرامج التى تواكب احتياجات المجتمع، سواء فى المجالات الأكاديمية أو التدريبية.
> الأكاديمية تركز على تدريب قادة المستقبل، كيف تركزون على البرامج المختلفة ؟
>> نحن فى الأكاديمية ندرك جيدًا أهمية إعداد قادة مؤهلين قادرين على التعامل مع التحديات المستقبلية. لذلك، طورنا العديد من البرامج التى تركز على القضايا الحاسمة مثل الإدارة المحلية، القيادة الاستراتيجية، وتأهيل قادة الفكر والرأى العام.
> ماذا عن تنمية قدرات أعضاء هيئة التدريس والإداريين فى الأكاديمية؟ وكيف تتم متابعة تطورهم؟
>> تنمية القدرات داخل الأكاديمية تمثل جزءًا أساسيًا من استراتيجيتنا. نحن لا نقتصر فقط على تطوير الطلاب، بل أيضًا نهتم بتطوير أعضاء هيئة التدريس والإداريين من خلال برامج تدريبية مستمرة. نخصص مكافآت للبحث العلمي، ونشجع على نشر الأبحاث فى المجلات الأكاديمية. كما أن لدينا آلية لتقييم هذه الأبحاث وتوفير الدعم اللازم للزملاء الذين يبدعون فى هذا المجال.
> فى ختام حديثنا كيف ترى المستقبل الأكاديمى لأكاديمية السادات فى ظل هذه التحولات؟
>> المستقبل أمام الأكاديمية مشرق، خاصة مع التوسع المستمر فى برامجها والتدريب المتواصل للكوادر التعليمية والإدارية. نحن نركز على إعداد قادة حقيقيين فى جميع المجالات، سواء كانت أكاديمية أو إدارية.