كشفت العملية التى قادتها فصائل المقاومة الفلسطينية فى السابع من أكتوبر الوجه الاستعمارى القبيح للكيان الإسرائيلى الذى يمارس جرائمه البشعة منذ أن تمت زراعته فى أرض فلسطين فى قتل عشرات الآلاف من الأبرياء وسرقة الأراضى الفلسطينية وبناء المستعمرات يوما بعد يوم لإضفاء الشرعية المزعومة عليها تحت ستار من الأساطير التوراتية الدينية التى يؤمن بها قادته حول مزاعم حق العودة والمجئ الثانى التى يخدع بها كثير من قادة الغرب، كما يؤمن بها كل من تم استقدامهم لإغتصاب أرض فلسطين وطرد أصحابها الحقيقيين ونقلهم كما تنقل الدواب من أرض لأخرى بحثا عن الكلأ تحت مسمى العودة لأرض الميعاد.
ورغم مرور ما يقارب العامين من العــدوان على قطــاع غزة لا يزال الكيان الإسرائيلى يسير على نفس النهج ونفس العقيدة الإجرامية التى يؤمن بها قادته ويجاهرون بها ليلا ونهارًا من أجل تنفيذ مخططهم دونما توقف رغم التنديدات العالمية من كل من ساندوه ودعموه فى جريمته، أو وعى أو إدراك بالعواقب التى قد تقع من حرائق قد تشتعل فى الشرق الأوسط كله رغم التحذيرات المصرية الرصينة والحاسمة برفض تصفية القضية الفلسطينية والتهجير من قطاع غزة ولكن غروره وصلفه جعله يطلق عملية جديدة لاحتلال قطاع غزة والبدء بطرد ما يقارب من المليون من مدينة غزة وحدها تجاه جنوب القطاع ومن ثم الحدود المصرية الفلسطينية التى هى خط أشد احمرارًا من السعير.
ربما لا يعلم الكيان الإسرائيلى أن الحقوق لا تضيع ولا تنتهى وأن أرض فلسطين تنبت رجالاً لديهم قدرات تفوق الأسلحة الفتاكة وأن الأرض التى تنغرس بها أشجار الزيتون تنغرس فيها أقدام وأفئدة أبنائها الذين يصنعون كل يوم ملاحم من البطولات التى يرهبون بها جنود العدو، وما عملية خان يونس البطولية التى قادها مجموعة من أبطال المقاومة ضد لواء إسرائيلى بأكمله غير مبالين بالحياة ما هى إلا نموذج من نماذج البطولات التى ستتزايد يوما بعد يوم، وأن الاجتياح الكامل لقطاع غزة سيكون مغامرة وستتزايد العمليات المركبة والقتال الصفرى سيكون سيد الموقف، وأن العمليات القادمة ستكون كبيرة ومفاجئة لدرجة عودة الاستشهاديين لساحة المعركة دون أى تردد أو حرص على الحياة.
ما يقوم به الكيان الإسرائيلى من جرائم موثق فى سجلات التاريخ والأجيال لا تنسى وسيأتى اليوم الذى سيذوق فيه الاحتلال ويلات ما صنع فى الآباء والأجداد طالما ظلوا باقين على أرض فلسطين حينما تهب رياح الحرية لاستئصال هذا النبت الخبيث ليذوب فى الهواء كذرات الرمال المتطايرة.