أول أمس 19 أغسطس كان اليوم العالمى للعمل الانسانى.. مر اليوم بلا عمل ولا انسانية ولا رد فعل.. ليؤكد من جديد اننا نعيش فى عالم منزوع الانسانية!!
أين الانسانية يا سادة فى هذا العالم الذى يشاهد علنا مذابح الاطفال والنساء فى غزة ولا يتحرك له جفن.. اين الانسانية فى عالم يئن وينزف وما بلا رحمة.. اين الانسانية ونتنياهو يقول انه يسعى لاسرائيل الكبرى من النيل إلى الفرات..!!!
فى اليوم العالمى للعمل الانسانى يتم تكريم العاملين فى المجال الانسانى والذين ضحوا بحياتهم من اجل القضايا الانسانية ويهدف إلى زيادة الوعى العام بأنشطة المساعدة الانسانية فى العالم والتعاون الدولى فى هذا المجال الانسانى وتكريم الذين عملوا فى العالم كله على تعزيز القضايا الانسانية ومن ضحوا بحياتهم فى سبيل الواجب ويصادف هذا اليوم.. ذلك اليوم الذى قتل فيه الممثل الخاص للامين العام للامم المتحدة فى العراق فى هجوم ارهاب على الامم المتحدة عام 2003 وهو الدبلوماسى البرازيلى سيرجيو فييرا مسئول المساعدات الانسانية.
وإذا كان العالم يؤمن ايمانا راسخا بالعمل الانسانى من خلال النزاهة والاستغلال وعدم التسييس فإن ما يحدث فعلا فى هذا العام حاليا يؤكد انه اصبح عالم بلا انسانية والعمل الانسانى مجرد عمل مغرض مسيس غير مستقل بدليل ما يحدث مع أهل غزة.
ويعلم العالم كله ان مصر.. الدولة الانسانية الاعلى فى هذه المنطقة وقدمت كل العون الانسانى لاخوانهم فى غزة ومصر هى الاكبر عالميا فى تقديم المساعدات وهى اول من رفض رفضا قاطعا كل محاولات التهجير وتصفية القضية الفلسطينية.. وستظل مصر دوما مع العمل الانسانى فى كل المجالات ومع كل الدول.. ومن يتابع مواقف مصر دوما يعلم حقيقة دورها الانسانى.. سواء فى فلسطين او السودان او سوريا او العراق او اى دولة تعرضت لمواقف واعتداءات.
فى الوقت نفسه يعيش العالم منزوع الانسانية مغمض العين وهو يرى التصرفات الصهيونية والاعتداءات الصهيونية فى كل اتجاه وكأنه لا يرى شيئاً.. وهو نفس العالم الذى تحرك ضد حماس عندما تحركت فى 7 اكتوبر لإحياء قضية فلسطين من جديد والعالم كله يتابع الظلم والعدوان والابادة.. والتجويع وفرض الحصار بلا حراك وبدون تدخل اللهم الا الشجب والرفض وبيانات الكلام بلا فعل!
المريب بل والغريب ان نتنياهو ممثل الصهيونية فى العالم يعلن عن مشروعه الارهابى وهو ما يسمى اسرائيل الكبرى من النيل إلى الفرات مع احتفال العالم الوهى باليوم العالمى للعمل الانسانى وكأنه يخرج لسانه للعالم وللقيم والمبادىء ويؤكد اننا نعيش فى عالم منزوع الانسانية.
والمثير بل والمريب ايضا اننا نشاهد ونتابع عالما غريبا يحتفل باليوم العالمى للعمل الانسانى.. بل يحتفل كل يوم بيوم عالمى يؤكد الاخلاق.. والغريب اننا نحن المسلمين.
نوافق ونتابع بلا رفض هذه المسميات.. وتناسى اننا نحن الذى اسسنا للاخلاقيات التى قتلوها والاخلاق التى محوها من العالم ويدعون ان لها يوما عالميا.. بينما الاسلام والعقيدة الاسلامية جعلت من هذه الاخلاق اياما تمثل العام كله بل العمر كله.. بدليل بسيط جداً وهو ان الله سبحانه وتعالى خالق كل شىء رفع شأنه نبى الاسلام المصطفى صلى الله عليه وسلمو فقال فى القرآن فى حق سيدنا محمد «وانك لعلى خلق عظيم»
ومن يقرأ القرآن الكريم ويتأمل اوامره ونواهيه جيدا ومن يقرأ الاحاديث الشريفة بفهم ويتابع السيرة النبوية بحب سيعرف جيدا ان الاسلام هو الهادى لحسن الاخلاق وللعمل الانسانى كله.
انها دعوة لعالم انسانى ليعيد روح الاسلام فى العالم ويواجه العالم كله بحقيقته ليعرف العالم انه كل دعوات العمل الانسانى والاخلاقى انما هى نابعة من الدين الإسلامى وان الاسلام يرفض الظلم والعدوان وما يحدث الآن فى هذا العالم.
تعالوا نعيد روح الاسلام الحقيقى المتهم ظلما وعدوانا بالارهاب والتسيس ليعرف العالم كله حقيقة الاسلام الذى يدعونا للاخلاق والعمل الانسانى ويعيد للانسان انسانيته وللعالم أخلاقياته هو المنقذ وهو الامل الاول والاخير.