المتأمل فى رؤية مصر منذ بداية الازمة الفلسطينية الاسرائيلية والحرب الشاملة التى يخوضها الاحتلال الاسرائيلى ضد الشعب الفلسطينى الاعزل وسياسة التجويع والعقاب الجماعى ثم الابادة الشاملة والتدمير واسع النطاق الذى ترتكبه قوات الاحتلال ضد البشر والحجر والمنشآت يدرك تماما التشخيص المبكر للازمة والحلول المناسبة التى تضع حدا حاسما ليس للازمة الطارئة بعد عملية طوفان الاقصى ولكن للصراع الفلسطينى الاسرائيلى او بالاحرى العربى الاسرائيلى على مدار 75 عاما ومنذ نكبة 48 وحتى الآن لم تتوقف دولة الاحتلال عن استخدام كل ما تملك من اسلحة ضد الشعب الفلسطينى الاعزل وضد جيرانها العرب وممارسة العديد من سياسات الترهيب والقتل والاغتيال ولم تحقق الامن ولا الاستقرار الذى تريده وتسعى اليه ومن خلال تحذيرات مصر من خطورة تفاقم الاوضاع شخصت مصر الازمة بوضوح وقدمت الحلول للجانب الاسرائيلى مؤكدة على حل الدولتين و للشعب الفلسطينى الحق فى اقامة دولته المستقلة وعلى حدود الرابع من يونيو 67 وعاصمتها القدس الشرقية هو السبيل الوحيد والمسار الامثل لامن واستقرار اسرائيل قبل غيرها وجاءت الاحداث لتثبت ان هذه الرؤية صائبة وان العالم باسره بات مقتنعا بان حل الدولتين هو السبيل لانهاء الازمة وهو جسر العبور لامن واستقرار منطقة الشرق الاوسط بل العالم بأسره.
ان المتتبع ايضا للصحافة الاسرائيلية وما يردده كبار المحللين المعتدلين فى الاعلام العالمى يدرك انهم باتوا على قناعة تامة بان الرؤية المصرية وان السلام والامن والاستقرار بات مرهونا بالحل العادل والشامل للقضية الفلسطينية ومنح الشعب الفلسطينى حقه واقامة دولته المستقلة لتعيش الدولتان الاسرائيلية والفلسطينية جنبا الى جنب فمهما طال الصراع لن يتحقق امن اسرائيل الا فى ظل وجود الدولة الفلسطينية ان المتابع ايضا للازمة الراهنة يدرك ان دولة الاحتلال لم تقض على حماس كما تريد ولم تحقق اى هدف استراتيجى كانت تهدف اليه وباعتراف جنرالات اسرائيل أنفسهم لان القضاء على حماس ليس سهلا وليس قريبا ومهما طالت الحرب وما دمرت اسرائيل فلن تحقق شيئا ملموسا من اهدافها الا الخراب والدمار فى الاراضى الفلسطينية، وان الشعب الفلسطينى لن يتهاون فى الدفاع عن ارضه مهما طال الزمن وان الاثار السلبية للازمة الفلسطينية الاسرائيلية امتدت لتشمل الجانب الاقتصادى فيكفى ان اسرائيل حسب الاحصاءات الرسمية لديها تتكبد خسائر لا تقل عن 300 مليون دولار يوميا بسبب الحرب ناهيك عن تعطل كافة الانشطة الاقتصادية والانتاجية فى دولة الاحتلال
>>>
حذرت مصر مرارا وتكرارا من خطورة استمرار الانتهاكات الاسرائيلية وممارسة الابادة الجماعية ضد الشعب الفلسطينى الاعزل وطالبت المجتمع الدولى فى العديد من المناسبات والمؤتمرات بضرورة الاضطلاع بمسئولياته فى حماية الشعب الفلسطينى الاعزل وتنفيذ القرارات الاممية بوقف اطلاق النار الا ان الفيتو الامريكى فى العديد من جلسات مجلس الامن يقف حائلا دون تنفيذ القرارات الملزمة لاسرائيل بوقف الحرب ضد الشعب الاعزل.
ان هذه الجرائم الدامغة جرائم حرب تستدعى ان ينتفض ضمير العالم لوقف هذه المجازر ودعم حق الشعب الفلسطينى باقامة دولته المستقلة على حدود الرابع من يونيو 67 وعاصمتها القدس الشرقية وان تعيش الدولتان فى امن وسلام ويعم الاستقرار على المنطقة باسرها.