نظمت مؤسسة بصيرة لرعاية ذوي الإعاقة البصرية رحلة مميزة لأبنائها من المكفوفين وضعاف البصر إلى متحف الفن الإسلامي بالقاهرة، في إطار رسالتها الرامية إلى تمكينهم من التفاعل مع الفنون والتراث الإنساني، حيث عاش الطلاب تجربة فريدة جمعت بين التعلم والاكتشاف والإبداع
رحلة إلى عالم الفن عبر القلم الناطق
خلال الجولة، استكشف أبناء بصيرة مقتنيات المتحف النادرة من خلال القلم الناطق الذي وفر لهم شروحًا تفصيلية ومبسطة، مما أتاح لهم فرصة التفاعل الكامل مع المعروضات والاندماج في أجواء الثقافة والفن الإسلامي، في تجربة وُصفت بأنها غير مسبوقة من حيث شمولية الإتاحة.
كسر الحواجز ودمج ذوي الإعاقة
أكدت السيدة دعاء مبروك، المدير التنفيذي لمؤسسة بصيرة، أن المؤسسة تعمل دائمًا على كسر الحواجز أمام أبنائها وإيجاد طرق مبتكرة لدمجهم في الأنشطة الثقافية والفنية. وقالت: “رحلتنا اليوم إلى متحف الفن الإسلامي تؤكد أن التكنولوجيا الحديثة يمكن أن تكون جسرًا حقيقيًا لفتح أبواب المعرفة والجمال أمام أولادنا.”
“أنامل بصيرة”.. من المشاهدة إلى الإبداع الملموس
من جانبها، أوضحت أماني داود، مسؤول الإتاحة بمؤسسة بصيرة، أن الزيارة توجت بإطلاق ورشة “أنامل بصيرة”، التي حوَّل فيها الأبناء مشاهداتهم وانطباعاتهم إلى أعمال فنية ملموسة تجسد تفاعلهم مع المعروضات، مما يعكس قدرة الفن على أن يكون لغة عالمية للتعبير دون قيود.
وأضافت داود: “ورشة ‘أنامل بصيرة’ لم تكن مجرد نشاط فني، بل كانت مساحة لأبنائنا ليترجموا إحساسهم بالجمال إلى إبداعات يلمسونها ويعبرون من خلالها عن رؤيتهم الخاصة.” موضحة أن توفير أدوات مثل القلم الناطق يعكس التزام المؤسسة بإتاحة المعرفة والثقافة للجميع على قدم المساواة. وتابعت: “هذه الوسائل تجعل المتاحف فضاءات مفتوحة لأبنائنا، لا يكتفون بسماع الشرح فقط، بل يتفاعلون ويشاركون في تجربة تعليمية وثقافية كاملة.”
تأكيد على حقوق ذوي الإعاقة
تأتي زيارة أبناء بصيرة لمتحف الفن الإسلامي ضمن سلسلة من الأنشطة التي تنفذها المؤسسة لتعزيز دمج الأشخاص ذوي الإعاقة البصرية في المجتمع، تماشيًا مع توجهات الدولة المصرية في دعم حقوقهم وضمان وصولهم إلى الثقافة والفنون باعتبارها حقًا أصيلًا من حقوق الإنسان.


