يا عزيزى إياك أن تأمن مكر الماكرين وخداع المخادعين وانتهازية الانتهازيين وتحول المتحولين، وإياك إياك أن تثق فيمن يتملقك وينافقك من أجل تحقيق أطماعه الشخصية، يا عزيزى احذر مرة من عدوك الظاهر وألف مرة من هؤلاء المتلونين الذين يظهرون عكس ما يبطنون، يا سيدى اعلم أن من غدر مرة بأولياء نعمته السابقين وأدار لهم ظهره مع أول أزمة أو محنة سيدير لك ظهره مع أول سحابة صيف، يا سادة من تربى على الخيانة لن يقوى على استيعاب معنى الأمانة ولو شرح الشارحون، ومن كفر بوطنه مرة لا تنتظر منه أن يكون قديساً فى محرابه ولو كذبا، ومن كشف عن وجهه الحقيقى أمامك فى لحظة ضعفك وأظهر علامات الشماتة والتشفى تجاهك واصطف مع أعدائك أرجوك يا عزيزى لا تأمن جانبه واعلم أن من خان مرة تسممت أخلاقه ولن يعود مجددا إلى مربع الشرف، هنا أتذكر المثل العربى الشهير، كيف أعاودك وهذا أثر فأسك، عندما أراد الفلاح أن يقتل الحية فضربها بفأسه على رأسها فجرحها ولم يصبها فى مقتل فهربت ودخلت جحرها، فجاءها الفلاح طالبا منها الصلح والعودة إلى سابق علاقاتهما، فقالت الحية «كيف أعاودك وهذا أثر فأسك؟»، وهنا يقول النبى صلى الله عليه وسلم «لا يلدغ مؤمن من جحر مرتين»، أقول هذا وقد استفزتنى حالة من العبث من محاولة البعض استدعاء بعض الكوادر المارقة التى ناصرت الإخوان على حساب الدولة الوطنية، يا سادة يا كرام يا أبناء الدولة الوطنية والجمهورية الجديدة، يا من وقفتم ضد حكم المرشد وفضحتم عاصرى الليمون، وانتصرتم فى ثورتكم المباركة فى 30 يونيو، حافظوا على بلدكم وإياكم إياكم أن تأمنوا مكر الإخوان ونهاياتهم الطرفية التى ما زالت تعشش خاملة فى أعماق مؤسساتنا المختلفة، إنهم لا يرفعون رؤوسهم إلا وقت أن يكون الوطن مأزوما فقط، يخرجون ألسنتهم للأمة فرحين فى أحزاننا وملماتنا وحزانى على إنجازاتنا المختلفة، يقلقنى الكثيرون الذين يغيرون جلدهم ومفرداتهم ومواقفهم بحسب موضعهم فى جملة السلطة، فإن كانوا جزءا من السلطة تحدثوا بحديث سعد زغلول ومصطفى كامل وقالوا تحيا مصر، وإن كانوا خارج السلطة لعنوها فى كل مكان وحولوا كل إنجازاتها إلى قصص فشل غير مسبوقة، وعندما يتم استدعاؤهم مجددا نجد استدارة وتموضعاً جديداً، إنهم أناس لا تتمكن من إعراب مواقفهم إلا بعد أن تعرف موقعهم فى جملة السلطة أولا.