في حياة الإنسان منا مراحل مختلفة تبدأ بالطفولة ثم مرحلة الدراسة ثم زمالة العمل بها شخصيات الزهور لكل منها لون وشكل مختلف لكن هذه الشخصيات تترك اثرا بالغا في حياتنا من الممكن ان تجد اخا لم تلده امك يساندك ويؤازرك ويصادقك وتجد منه كل الود والحب والوفاء والانسانية وبمناسبة هذا الحديث تحل هذه الايام الذكري الثامنة لاخي وابي وأستاذي وصديقي المرحوم الحاج فاروق عبد العزيز نائب رئيس تحرير جريدة الجمهورية والمشرف العام علي الأقسام.
الحاج فاروق كما أطلق عليه كان إنساناً متصالحاً مع النفس لا يعرف الخصام أو الحقد أو كلمة أخذ حقي أو أرد اعتباري وانما كان قمة التسامح صبر أيوب وكرم حاتم الطائي لا يوجد أحد في مؤسسة دار التحرير لا يعرف الحاج فاروق عبد العزيز بل في الوسط الصحفي واسع الانتشار كثير العلاقات علي أعلي المستويات ومع ذلك لم يطلب من أي مسئول شيئاً لنفسه أو لاسرته بل يحارب ويجاهد من اجل عامل في الجراج.
عندما التحقت بجريدة الجمهورية تحققت دعوة والدي وامي ربنا يوقف لك ولاد الحلال وتحققت مع الحاج فاروق عبد العزيز فهو الذي استقبلني بجريدة الجمهورية وكان بالنسبة لي نعم الأخ والأب والمعلم لم يتلفظ في يوم من الأيام بكلمة تجرحني بل كنت في بعض الاحيان اختلف معه واقول له لا ينفع التسامح لهذه الدرجة وتكون اجابته عند الله افضل.
اما الصديق الثاني هو الأستاذ الدكتور الفنان سمير الإسكندراني الذي تحل ذكراه الخامسه هذه الأيام ومن المفارقات ان الحاج فاروق توفي يوم 12/8 والفنان سمير الاسكندراني يوم 13/8 في نفس الشهر وتختلف السنة وتعرفا من خلالي وكانت صداقتنا قوية.
تعرفت علي الفنان سمير الإسكندراني في التسعينيات وهو شخصية مركبة تجد فيها كل الأطياف مثقف جدا حاد الذكاء قليل الكلام كثير الاستماع ابن الدرب الاحمر والغورية متواضع جدا خالط الملوك والأمراء والرؤساء ولم يتغير لحظة قمة الحنية يبكي امام طفل صغير أو سيدة مسنة صاحبة مظلمة ولا يهدأ له بال الا ان يأخذ حقها من الذي ظلمها أيا كان حتي لو وصلت الي أعلي القيادات اما من جهة حبه للوطن لم أشاهد أحداً بهذا الوصف يعشق تراب مصر عن قناعة درس في ايطاليا تم تجنيده لصالح المخابرات الإسرائيلية وهو في سن صغيرة وعندما عاد الي مصر نزل من المطار الي رئاسة الجمهورية قبل ان يصل الي بيته وطلب مقابلة الرئيس جمال عبد الناصر وقوبل بصعاب كثيرة وتحمل ولم يفصح لأحد بما في داخله الا للرئيس جمال عبد الناصر وطلب منه الاستمرار وتم القبض علي أكبر شبكة جاسوسية إسرائيلية في مصر ولكن الحق يقال هذا الرجل لم ياخذ حقه في الحياة ولم يكرم بعد وفاته توفي أيام كورونا وتمت الصلاة عليه في الشارع أمام مسجد السيدة نفيسة وعدد الفنانين لا يتعدي الأربع أصابع لسوء وضع كورونا.. سمير الإسكندراني أستاذ بكلية الفنون الجميلة وقدم أجمل الأغاني الوطنية لمصر ومنها يا رب اجعلني طوبة يعلو بها الجدار تحية لروحه الطاهرة في ذكراه وأتمني من المسئولين ترشيح اسمه علي أحد الشوارع الرئيسية بالمدن الجديدة وهذا اقل القليل له فهو اعطي واعطي الكثير للبلد ويستحق التكريم بعد حياته وكثير أقل منه وطنية تم تخليد ذكراهم.
