هل كانت عملية «طوفان الأقصي» تحمل في جعبتها أهدافا لصالح القضية الفلسطينية؟
والسؤال الأكثر وضوحا هو: هل ثأر الفلسطينيون لشهدائهم، وحرروا سجنائهم المعتقلين في سجون الصهاينة، وتحسنت أوضاعهم، ونالوا حرياتهم؟
والسؤال الآخر هو: هل حقق الصهاينة أهدافهم من عملياتهم العسكرية ضد سكان غزة العُزّل، وأفرجوا عن المعتقلين المدنيين والأسري العسكريين وحصلوا علي رفات موتاهم، وقضوا علي حماس: قيادة وقوات وأسلحة ومعدات، وحصلوا علي السلام؟
والسؤال «الفرضي» وهو: إذ لم يحقق كل من «حماس» والصهاينة» أهدافهما، وإذا كان هذا هو حال «غزة» الدمار والموت.. فهل تلاقت أهداف «حماس» مع «الصهاينة» أم تعارضت؟
ومع تشابه متطابق لما حدث في دلالة مصطلح «تفجير البرجين» خلال هجمات 11 سبتمبر 2001، حيث استهدفت أربع طائرات ركاب مخطوفة مباني مركز التجارة العالمي في نيويورك، اصطدمت طائرتان ببرجي مركز التجارة العالمي، مما أدي إلي انهيارهما ومقتل الآلاف، كما استهدفت طائرة ثالثة مبني البنتاغون في واشنطن، بينما تحطمت الطائرة الرابعة في ولاية بنسلفانيا… ومن هنا كان المبرر أمام الرأي العام العالمي للثأر الأمريكي من الإرهاب واحتلال «افغانستان» والانقلاب علي «بن لادن» صنيعة الغرب لمواجهة الاتحاد السوفيتي ـ سابقا ـ وكما قتل بن لادن تم قتل قادة حماس «التاريخيين» وكما احتلت امريكا أفغانستان، هكذا احتل الصهاينة غزة، وقد أوضحت التسريبات حينها ـ التي لا محل من سردها الآن ـ أن تفجير البرجين كان عملية «هوليودية» فهل كذلك عملية «طوفان الأقصي»؟!
التسريبات ـ الأن تشيرـ إلي ما نشرته صحيفة «الخليج» صباح الخامس من أغسطس 2025 عنوانا صريحا يقول:» كشفت زوجة رئيس أركان الجيش الإسرائيلي السابق، شارون هاليفي، كواليس اللحظات الأولي عقب عملية «طوفان الأقصي»، مشيرة إلي أنها شعرت بـ»الرعب» بعدما توعدها زوجها بـ»تدمير غزة»، موضحة أنها لم تشعر أن هناك حرباً قادمة إلا في هذه اللحظة.. وروت شارون تفاصيل اللحظات الأولي عقب هجوم السابع من أكتوبر خلال بودكاست مع صحيفة «يديعوت أحرونوت» قائلة: «عندما غادر هرتسي المنزل أدركتُ أنها حرب، لم نكن نستوعب ما حدث بعد، ولم نشغل التلفاز لأنه كان يوم عطلة، غادر مبكراً جداً، قبل السابعة صباحاً بكثير، قبّلني أنا والأطفال علي عجل».. ولفتت شارون إلي أن زوجها متدين بطبعه، حيث حرص علي أن يحمل معه «التيفيلين»، وهي تمائم خاصة بالصلاة الصباحية.. وتابعت: «عندما كان يأخذ «التيفيلين» في مناسبات مماثلة، كان قلبي يخفق بشدة، وكنتُ أعلم أنه ذاهب إلي مهمة خطِرة، قبّل المزوزة »هي مصطلح لفافة صغيرة من الورق« مكتوب عليها آيات من التوراة» وقال لي: «ستُدمر غزة».
وليس هناك أكثر صدقا من زوجة رئيس أركان الجيش الصهيوني عندما تصف حال زوجها وتكرر مقولته»ستُدمر غزة».. وليس هذا فقط بل كذلك ظهرت وثائق قد نشرت بعد شهرين من «طوفان الأقصي» في الأول من ديسمبر 2023 علي موقع «سكاي نيوز» نقلا عن صحيفة «نيويورك تايمز» التي قد نشرت وثائق «جدار اريحا» وقدمت سردا: «اتبعت حماس المخطط بدقة مذهلة»، وفق الوثيقة التي دعت إلي إطلاق وابل من الصواريخ في بداية الهجوم، وطائرات من دون طيار لتدمير الكاميرات الأمنية والمدافع الرشاشة الآلية علي طول الحدود، وتدفق المسلحين إلي إسرائيل بشكل جماعي في طائرات شراعية ودراجات نارية وعلي الأقدام»، وكل ذلك حدث بالفعل في هجوم 7 أكتوبر» وتستطرد الصحيفة».. تضمنت الخطة أيضا تفاصيل بشأن موقع وحجم القوات العسكرية الإسرائيلية ومراكز الاتصالات وغيرها من المعلومات الحساسة» وقدمت الصحيفة تساؤلاً في غاية الأهمية» وهو مما أثار تساؤلات بشأن كيفية قيام حماس بجمع معلوماتها الاستخبارية، وما إذا كانت هناك تسريبات داخل المؤسسة الأمنية الإسرائيلية؟»، تم تداول الوثيقة علي نطاق واسع بين القادة العسكريين والمخابرات الإسرائيليين، لكن الخبراء قرروا أن هجوما بهذا الحجم والطموح «يتجاوز قدرات حماس».