يبدو أن البعض يتوقف فقط عند حدود توجيه الانتقادات وإظهار العيوب وإظهار الصورة القاتمة دون أن يتجاوز ذلك إلى رؤية النقاط البيضاء التى أصبحت مساحتها تزداد اتساعاً على الثوب الأبيض.
ونقولها بكل الصدق.. نقولها من الواقع.. ومن خلال قرارات اقتصادية جديدة مثيرة.. نقول إن هناك إنفراجاً.. وهناك بوادر على الخروج من النفق الذى كان معتماً.. وهناك نجاحات ينبغى أن نتحدث عنها.
وأول ما يمكن الإشارة إليه هو قرار البنك المركزى المتعلق برفع القيود المفروضة على استخدام البطاقات الائتمانية بالخارج.. وحيث كنا لمدة عامين نعانى من أن البطاقات الائتمانية المصرفية الصادرة عن بنوك مصرية لا يمكنها أن تساعد فى تلبية احتياجات صاحبها فى الخارج وأنها كانت بدون صلاحية تقريباً..!
والآن تغير الوضع كلياً.. تستطيع السفر وفى مقدورك استخدام البطاقة البنكية لحدود عشرة آلاف دولار وأن تكون قادراً على تلبية كل احتياجاتك فى الخارج بترتيبات ميسرة مع البنوك.
ويأتى ذلك فى رسالة طمأنة للأسواق ولصندوق النقد الدولى الذى طالبنا مراراً وتكراراً بمرونة أكبر فى إدارة سعر الصرف.. ورسالة تؤكد نجاح إجراءات البنك المركزى المصرى فى خفض سعر الدولار وفى توافره أيضاً.
ولا يتوقف النجاح عند توافر الدولار للمسافرين ولحاملى البطاقات الائتمانية، فالنجاح الأكبر يتمثل فى انخفاض ملحوظ فى أسعار الكثير من السلع.. هناك تخفيضات تعلن الآن فى الأسواق وهى تخيفضات حقيقية.. هناك توقف عن الارتفاع الذى كان مستمراً فى أسعار بعض المنتجات وثبات فى الأسعار.. والثبات فى حقيقته يمثل أيضاً نوعاً من الانخفاض.
ودعونا لا نحتفل كثيراً.. دعونا نواصل المشوار ونأمل أن تكون مرحلة جنى الثمار قد بدأت فعلاً.. ولن تتوقف.
>>>
وأكتب فى قضية قديمة جديدة بلا حل وبلا أمل حتى الآن فى وجود حل لها..!
أكتب عن العجز فى إزالة المعوقات القائمة حول تشجيع المواطنين إلى التسجيل العقارى لوحداتهم السكنية.. أكتب عن اجراءات مازالت معقدة تهدر على الدولة مليارات الجنيهات من حصيلة التسجيل العقاري.
أكتب عن عدم استطاعة وزارتى العدل والإسكان إيجاد حلول تتعلق بأراضى المدن الجديدة التى يعجز ملاك الوحدات السكنية فيها (فى الكومبوندات والمنتجعات) عن التسجيل لأن هناك خلافات بين أجهزة المدن وشركات المقاولات حول الأراضى التى تم بيعها لهم والتى لم يتم تسجيلها حتى يتمكن أصحاب الوحدات السكنية من تسجيل وحداتهم السكنية الخاصة.
ولقد ناشدنا فى ذلك المسئولين فى العديد من المقالات وقلنا ان القضية تحتاج إلى قرارات خارج الصندوق.. وإلى تعديل فى الإجراءات حتى يمكن الإقبال على التسجيل العقارى وضمان حقوق الجميع.
ويبدو.. يبدو أن أحداً لا يهتم.. ويبدو أيضاً أن المسئولية موزعة بين القبائل.. ولا يوجد من يتدخل ولا نملك إلا أن نعيد مخاطبة رئيس الوزراء فى هذه القضية وهو أيضاً الأكثر علما وادراكاً بها منذ أن كان وزيراً للاسكان والمجتمعات العمرانية الجديدة.. وتدخل يا دولة رئيس الوزراء.. الناس فقدت الأمل فى امكانية تسجيل وحداتها السكنية والشهر العقارى يقف حائراً ما بين النظرية والتطبيق..!
>>>
وذهب الرجل مع أسرته يبحث عن مكان هادئ على أحد شواطئ الإسماعيلية.. وحيث عدد من مطاعم الأسماك المعروفة.. وهبط الرجل من سيارته ليجد فى مواجهته صبياً صغيراً.. عنيفاً يطالبه بسداد مبلغ من المال مقدماً مقابل وقوف سيارته فى الشارع العمومي.. وعندما قال الرجل انه لا يمانع ولكن بعد خروجه من المطعم فإن الصبى الصغير أجاب بأنه لن يكون موجوداً.. والدفع وإلا..!! والرجل الذى خاف على أسرته وعلى سيارته لم يستجب للابتزاز الواضح.. وقرر الانسحاب وإيثار السلامة.. وعاد إلى سيارته.. وانطلق عائداً إلى بيته.. ومن خرج من داره اتقل مقداره على ما يبدو..!
>>>
أما صاحبنا فقد جلس يشاهد برنامجاً تليفزيونياً يتحدث فيه أحد مشاهير الأطباء ويشير فيه إلى العديد من الأعراض التى قد تنبئ عن أمراض خطيرة.. والرجل أصابته قشعريرة رعب فكل هذه الأعراض موجودة لديه.. وكلما تحدث الطبيب عن أحد الأعراض أقسم بأنه يعانى منه.. والرجل أصابه إحباط ما بعده إحباط من حديث الطبيب، والرجل كبير السن دخل فى حالة من الإحباط واليأس.. ولم يكن لهذه الحالة من علاج إلا إغلاق التليفزيون.. والاكتفاء »بالتيك توك«.. والمقالب..! إحباط آخر ولكنه يعالج الإحباط الأول..!
>>>
والحياة أجمل.. الحياة أجمل عندما نحمد الله على ما ذهب منا وما بقى لدينا وما سيأتى إلينا.. الحمد لله دائماً وأبداً.
>>>
وبعض الأثرياء عندما تجلس معهم تتساءل دائماً كيف استطاعوا تكوين هذه الثروات مع أن قدراتهم الشخصية ضعيفة جداً.. وعقولهم »فارغة« تماماً وكلامهم يتسم بالسطحية..!! وتسأل وتتساءل.. ولكنك لن تجد إلا إجابة واحدة. أنها أرزاق.. وعليك أن تؤمن بذلك.. يرزق من يشاء بغير حساب.
>>>
والأم المقهورة من ابنها المهمل فى دروسه سألته: تعرف نيوتن؟ قال.. لا.. من هو نيوتن؟ قالت لو كنت بتنتبه لدروسك كنت عرفته! قال الولد: طيب تعرفين بدرية؟ قالت.. لا.. من هى بدرية؟ قال.. لو كنت تنتبهين لزوجك كنت عرفتيها..!
>>>
وفى »هذه ليلتي« لأم كلثوم هذا المقطع الرائع: بعد حين يبدل الحب دارا. والعصافير تهجر الأوكار وديار كانت قديماً دياراً، سترانا.. سترانا كما نراها.. نراها قفارا.. سوف تلهو بنا الحياة.. سوف تلهو بنا الحياة وتسخر.. فتعالي.. تعالى أحبك الآن، الآن، الآن أكثر.
>>>
وأخيراً:
>> ليس هناك أجمل من صوت من يحب
>>>
>> والبعض من رقته يتحدث معك وكأنه يخيط جراحك
>>>
>> وأقسى ما قد يمر بنا هو أن نفهم الأشياء فى وقت متأخر جداً