تعمل وزارة السياحة والآثار جاهدة على تحسين المقصد السياحى المصرى ومناخ الاستثمار الفندقى واستكمال بناء الغرف الفندقية المطلوبة لاستيعاب الأعداد السياحية المستهدفة فى ضوء تنفيذ الاستراتيجية الوطنية للسياحة فى مصر والمخطط لها استقبال 30 مليون سائح بحلول عام 2028.. فى الوقت نفسه بلغت أعداد الغرف الفندقية الجديدة، سواء ثابتة أو عائمة، التى تم افتتاحها أو إعادة تشغيلها خلال الربع الأول من العام الجارى 2024 على مستوى الجمهورية 4012 غرفة فندقية، ليصبح بذلك إجمالى الطاقة الفندقية الموجودة فى مصر نحو 223 ألف غرفة فندقية حتى نهاية مارس الماضي.
فهل يمكن تحقيق هدف الاستراتيجية، خاصة أنه باق فقط 4 سنوات على ما أعلنته وزارة السياحة والآثار للوصول إلى 30 مليون سائح فى 2028 الاستراتيجية.
يقول علاء عاقل رئيس لجنة تسيير أعمال غرفة المنشآت الفندقية: إن المستهدف هو الوصل الى 30 مليون سائح و30 مليار دولار، فلو استطعنا ان نصل الى 30 مليار دولار نكون قد حققنا الهدف الاكبر، لذلك تعمل الدولة حاليا على مبادرة تتضمن حزمة من الاجراءات لتشجيع المستثمرين على انشاء غرف فندقية وفنادق جديدة، وهى حاليا فى طور الاعداد حيث تعمل الحكومة على وضع اللائحة التنفيذية استعداداً لطرحها قريبا أمام المستثمرين.
تمييز المنتج السياحي
أوضح عاقل انه لو لم نستطع ان نصل الي3 أضعاف الطاقة الفندقية الموجودة حاليا، فاننا نحتاج الى تمييز المنتج السياحى المصرى بمعنى ألا يكون منتجاً سياحياً رخيصاً لان المنتج الرخيص لا يوفر عائداً، فلو وصلنا الى 30 مليون سائح بدون منتج سياحى مميز فلن نحقق العائد المطلوب، مشيرا الى انه على الدولة ان تعمل على تحسين المنتج الخاص بها حتى تستطيع ان تبيعه بسعر اعلى حتى لو بعدد سياح اقل من المستهدف، وبهذا المسار من الممكن ان نحقق ما هو اكثرمن 30 مليار دولار.
طالب رئيس لجنة تسيير أعمال غرفة المنشآت الفندقية بضرورة تطوير المنتج السياحى من فنادق ومعابد وخدمات سياحية بالاضافة الى تسهيل عمل السياحة النيلية من مراسي، مشيرا الى ان الدولة صنعت طفرة قوية ومهمة فى الطرق والكبارى توفر للسائح حرية التنقل من مدينة الى اخرى بشكل اسهل واسرع, مؤكدا ان الدولة بدون بنية تحتية لن تتمكن من تحقق التنمية المستهدفة.
من جانبه اوضح الخبير السياحى سامح سعد مستشار وزير السياحة الأسبق ورئيس شركة مصر للسياحة السابق، انه لكى نصل الى المستهدف الذى حددته الدولة فنحن مطالبون بضعف كل ما هو موجود حاليا من فنادق وعمالة وطيران لاستيعاب الطاقة المستهدفة، قائلا كيف لنا ان نتخيل اننا نحتاج الى ضعف العمالة الموجود حاليا والتى تحتاج الى شهور فى التدريب لاكتساب الخبرة اللازمة وحتى الان لم نبدأ فى ذلك فمثلا نحتاج الى 27 الف «Housekeeping» عامل نظافة الغرف فى الفنادق وحتى الان لم يتم اختيارهم وتدريبهم ، وكذلك نحتاج الى شبكة طيران قوية داخلية تكفى لاستعاب هذا العدد لنقل السياح عبر المدن السياحية والاثرية.
جيل جديد
طالب الخبير السياحى سامح سعد بضرورة العمل فورا على تأسيس شركات مساهمة وخلق جيل جديد من المستثمرين، بحيث تكون تلك الشركات بالشراكة ما بين الحكومة والقطاع الخاص من المستثمرين الصغار وكذلك المواطنين، فلا ننتظر دخول المستثمر الكبير بل نخلق جيلاً جديداً من المستثمرين يضخ الاموال اللازمة لبناء الفنادق والمنشآت السياحية، بالاضافة الى اننا نحتاج الى خلق مناطق سياحية جديدة على غرار «رأس الحكمة»، بعيدا عن الغردقة وشرم الشيخ التى تكدست، مشيرا الى ان 72٪ من الطاقة الفندقية موجودة ما بين البحر الاحمر وجنوب سيناء وحان الوقت للتفكير خارج الصندوق بإنشاء قرى ومناطق سياحية جديدة.
يقول رامى فايز نائب رئيس جمعية مستثمرى مرسى علم اننا نستطيع ان نصل الى 30 مليون سائح بحلول عام 2028، وذلك من خلال العمل فى عدة مسارات اهمها مضاعفة الطاقة الفندقية الموجودة حالياً، قائلاً ان مصر تملك حاليا 220 الف غرفة فندقية بطاقة استيعابية من 16 الى 17 مليون سائح سنويا، وهو ما يقتضى وضع خطة عاجلة لبناء الفنادق والغرف لتحقيق المستهدف, من خلال تحفيز المستثمرين من خلال الاعفاءات الضريبية او القروض الميسرة،
أشار فايز الى ضرورة استغلال الجزر المتواجدة فى نطاق البحر الاحمر سياحيا والتى تقدر بـ 43 جزيرة، مثل ما قامت به اليونان ليكون لدينا شكل جديد من الفنادق السياحية فى مصر.
مدينة لذوى الاحتياجات الخاصة
أوضح رئيس جمعية مستثمرى مرسى علم انه يجب ان ننظر كذلك الى سياحة ذوى الاحتياجات الخاصة والذين يقدر عددهم بمليار نسمة حول العالم، وذلك من خلال تبنى رؤى مختلفة وأفكار خارج الصندوق، فمثلا يمكن ان تعلن مصر عن اختيار مدينة سياحية تكون صديقة لذوى الاحتياجات الخاصة ويتم الترويج والاعلان عنها عالميا كأول مدينة فى العالم لذوى الاحتياجات الخاصة.. تكون مجهزة لهم بشكل كامل بحيث يكونون قادرين على ممارسة حياتهم داخلها بدون اى مساعدة، وحينها لو ان استهدفنا نسبة معينة واستطعنا ان نحصل على ١٪ فقط من المليار نسمة ٪١ سيكون نجاحاً كبيراً جداً، مشيراً إلى أن على الدولة ان تعتبر السياحة خلال الفترة القادمة مشروعاً قومياً تتكاتف فيها كل الوزارات.
الوعي
أوضح ان ما ينقصنا كذلك هو الوعى بأهمية السائح الذى يصل الينا وما يساهم فيه من الدخل القومي، فعلى الدولة ان تقوم بحملة اعلامية واعلانية كبرى لزيادة مفهموم الوعى لدى المواطن وذلك على كافة المراحل من النشأة مرورا بمراحل التعليم المختلفة وحتى داخل الجامعات وكذلك فى الجوامع والكنائس لتغيير المفهوم لدى المواطن، مطالبا ايضاً بضرورة التعاقد على طائرات منخفضة التكاليف باعداد كبيرة تستوعب العدد المستهدف من السياح، والعمل على فتح اسواق وخطوط طيران جديدة لاستقطابهم.
التسويق السياحى
ويؤكد أحمد الشيخ رئيس شعبة السياحة والفنادق بجنوب سيناء انه لكى نصل الى 30 مليار دولار من السياحة لابد ان نبدأ اولا بالطيران حيث يجب ان يكون لدينا طيران يغطى العالم اجمع وذلك من خلال عمل مشاركة مع شركات الطيران الاخري، وتأجير اكبر عدد طائرات تستقطب السياح من مطارات الدول الأخري، حيث ان من امتلك وسيلة الانتقال امتلك السائح فى كل شيء، مع تسهيل إجراءات السفر وتقديم اسعار تنافسية للتأشيرات.
وطالب بإنشاء هيئة مستقلة للتسويق السياحى تدار بنظام اللامركزية، بمعنى كل محافظة سياحية يكون لها إدارتها التسويقية، بالاضافة الى تخصيص ميزانية ضخمة فى التسويق خاصة التسويق الالكترونى لما له من مردود قوى يصل لكافة اسواق العالم، مع مراعاة ان يتم توجيه تلك الاعلانات الى الاسواق السياحية الكبرى فى الدول المنافسة نظراً لان المواطنين بها مهتمون بالسفر والسياحة.
فرصة جدية للاختيار
أشار إلى ضرورة إنشاء شركات حجوزات وتسويق online تقوم بتسويق المقومات السياحية التى تمتلكها كل مدينة ونطاق عملها لجلب اكبر عدد من السياح والعملة الاجنبية بحث يتم القضاء على الشركات الأجنبية التى تحتكر السائح وهو ما يعطى فرصة جيدة لتحصيل العملة من الخارج عن طريق تحويل السائح للعملة من البنك فى بلده على البنوك المصرية.
طالب بضرورة دعم جميع المشغولات اليدوية والسلع المصرية التى يهتم السائح بشرائها كالهدايا فلا يعقل ان يشترى السائح منتجات مدوناً عليها صنع فى الصين وهو ما يجعلنا نفقد اكتر من 3 مليار دولار سنويا بسبب سلع يتم استيرادها من الصين.
أوضح ايضا انه لابد من تعظم المنتج السياحى المصرى وبيعه بسعر جيد من خلال رفع سعر الإقامة والخدمات بما يتناسب مع ما يقدم للسائح، مع ضرورة اقامة برامج تدريبية لكل العاملين بالسياحة بداية من سائق التاكسى وانتهاء بمن يقوم بإيجار الجمال والاحصنة للسياح فى الاهرامات.
طالب بضرورة عمل تسويق للمحميات والوديان والأماكن السياحية فى كل مدينة على حدة ليكون امام السائح فرصة جدية للاختيار، مع أجندة لجميع الأنماط السياحية التى تمتلكها مصر من نمط بيئى واثرى ودينى وصحى وعلاجى ورياضى وتاريخى وترفيهى ومؤتمرات وتسويق تلك الأنماط باجندات سنوية بتواريخ ثابتة فى جميع المواقع الإلكترونية والمعارض السياحية.
يشار الى ان إجمالى الطاقة الفندقية الموجودة فى مصر 222716 غرفة فندقية حتى نهاية مارس الماضي, من المتوقع أن يتم افتتاح 25 ألف غرفة فندقية بنهاية عام 2024. وبلغت نسب الإشغال الفندقى خلال الربع الأول من العام الجارى على مستوى المدن السياحية بالمحافظات المختلفة، نسبة 54.78٪، وذلك بنسبة نمو بلغت نحو 8٪ مقارنة بنفس الفترة من عام 2023 والتى كانت 47.20٪. وخلال الفترة من مارس 2023 وحتى مارس 2024 تم اضافة 67 مطعماً سياحياً للعدد الموجود حالياً حتى بلغ 1490 مطعماً سياحياً، وإضافة 493 بازاراً حتى وصلت الأعداد الحالية لها إلى 3120 بازارا، وزيادة عدد 32 مركز غوص حتى وصلت إلى 344 مركزاً، وإضافة 37 مركز أنشطة بحرية لتصل إلى 241 مركزاً، كما تمت زيادة 8 يخوت سفارى ليصل عددها إلى 208 يخوت سفاري، و17 مركز سفارى جبلي.