الوفد الأمنى يؤكد تلقى ردود إيجابية من الطرفين..
حماس تعلن موافقتها على مقترح الهدنة «المصرى – القطرى».. وإسرائيل ترسل وفداً للقاهرة اليوم
جيش الاحتلال يواصل قصف شرق رفح الفلسطينية بزعم التعامل مع أهداف للمقاومة
تواصل مصر جهودها المكثفة لوقف إطلاق النار وتجنب التصعيد غير المحسوب فى غزة وحقن دماء الأبرياء، وحسب مصدر رفيع المستوى فإن الوفد الأمنى المصرى تلقى ردوداً إيجابية من الطرفين ويواصل تكثيف اتصالاته وجهوده للتهدئة وإنجاح الهدنة، وأشار المصدر إلى ان بنود الاتفاق المقترح بين حماس واسرائيل تشمل ثلاث مراحل وتتضمن اتفاقاً لتبادل الأسرى والمحتجزين وهدنة إنسانية، يأتى ذلك فيما أعلنت حماس ان رئيس الحركة إسماعيل هنية اتصل باللواء عباس كامل رئيس المخابرات المصرية ورئيس الوزراء القطرى محمد بن عبدالرحمن آل ثان وابلغهما موافقة حماس على المقترح بشأن وقف إطلاق النار.
وقالت الحركة ان موافقتها على المقترح جاءت بعد الضمانات التى تلقتها من القاهرة وواشنطن.
ومن جانبها أعلنت إسرائيل عبر مكتب نتنياهو ان المقترح الذى وافقت عليه حماس لا يلبى طموحاتها وانها سترسل وفد للقاهرة اليوم الثلاثاء للقاء الوساطة وبحث التواصل إلى صفقة مقبولة.
بينما أعلنت الولايات المتحدة انها تدرس المقترح الذى وافقت عليه حماس وتدرسه مع الشركاء.. فى نفس الاطار رحب الرئيس الفلسطينى محمود عباس أبومازن بالاعلان بنجاح الجهود المصرية والقطرية فى التوصل لوقف إطلاق النار معرباً عن أمله فى أن تلتزم إسرائيل بوقف العدوان والانسحاب الكامل من قطاع غزة.
على جانب آخر واصل مجلس الحرب الإسرائيلى اجتماعه مساء أمس لبحث الوضع معلناً اقراره بالاجماع مواصلة العملية العسكرية برفح للضغط على حماس لتبادل الأسري.
بينما شهدت تل ابيب اعتصاماً لأسر المحتجزين امام منزل نتنياهو لمطالبته بالقبول بصفقة الهدنة، من أجل الافراج عن ذويهم.
يأتى ذلك فى الوقت الذى أعلن فيه المتحدث باسم جيش الاحتلال ان قواتهم تهاجم وتعمل ضد أهداف لحركة حماس بشكل مركز شرقى رفح الفلسطينية، وكشفت وسائل إعلام استمرار القصف الجوى الإسرائيلى لشرق رفح.
وكان جيش الاحتلال قد أعلن – صباح الأمس – غزة كمنطقة قتال خطيرة وطلب من سكان رفح الإجلاء من المدينة وألقى جيش الاحتلال منشورات يطالب فيها المدنيين بمغادرة المنطقة مهددًا بتدميرها بالكامل.
التحرك الإسرائيلى الذى شمل قصفاً بالمدفعية والطيران للقطاع أثار حالة من الغضب العالمي..من جانبه أعلن مصدر أمريكى مطلع على المحادثات ان واشنطن ملتزمة بمنع اجتياح رفح ولكن إسرائيل لا تزال مصرة على خطتها للاجتياح.
وطالبت الرئاسة الفلسطينية الإدارة الأمريكية بالتحرك فورًا لمنع الإبادة الجماعية والتهجير الذى يتعرض له أبناء غزة، ومحاسبة الاحتلال على انتهاكاته الخطيرة.
وحذرت مصر جميع الأطراف من خطورة التصعيد الحالى بين إسرائيل وحماس.
واكدت وزارة الخارجية المصرية فى بيان لها مساء أمس أن العملية العسكرية الإسرائيلية المحتملة فى رفح الفلسطينية تمثل مخاطر إنسانية بالغة تهدد أكثر من مليون ونصف المليون فلسطينى يوجدون فى تلك المنطقة.
وطالبت مصر بممارسة أقصى درجات ضبط النفس وتجنب المزيد من التصعيد فى هذا التوقيت بالغ الحساسية فى مسار مفاوضات وقف اطلاق النار وحقناً لدماء المدنيين الفلسطينيين الذين يتعرضون لكارثة إنسانية غير مسبوقة منذ بدء الحرب على قطاع غزة.
وأكد بيان الخارجية أن مصر تواصل اتصالاتها على مدار الساعة مع كافة الاطراف من أجل الحيلولة دون تفاقم الوضع أوخروجه على السيطرة.
وطالبت فرنسا بعقد جلسة طارئة لمجلس الأمن لبحث مشروع قرار لوقف إطلاق النار ورفض العملية العسكرية فى رفح الفلسطينية.
وأعلنت منظمة الاونروا عدم مغادرتها مواقعها فى غزة مطالبة بالوقف الفوري، لإطلاق النار لأن اجتياح رفح سيؤدى إلى كارثة انسانية ومجاعة.
وفى داخل دولة الاحتلال، ضرب الانقسام الإسرائيليين، مع وجود اتهامات عديدة لنتنياهو بأنه يصر على إفشال المفاوضات حفاظاً على مستقبله السياسي، من خلال موافقة مجلس وزراء الحرب بالإجماع على خطة اجتياح رفح رغم المعارضة الدولية لها.
فى نفس السياق أعلن البيت الأبيض أن الرئيس الأمريكى جو بايدن أجرى أمس اتصالا هاتفيا بنتنياهو وأن المحادثة بين الجانبين استمرت قرابة نصف الساعة.
وقال ناطق باسم مجلس الأمن القومى الأمريكى لوكالة «فرانس برس»: أخبرنا الحكومة الإسرائيلية بوضوح برأينا حول اجتياح برى كبير لرفح وأننا مازلنا نعتقد أن اتفاقاً بشأن عملية إفراج عن الرهائن هو أفضل وسيلة للحفاظ على حياة الرهائن وتجنب حدوث كارثة فى رفح.
من جانبه أكد أحمد أبو الغيط أمين عام جامعة الدول العربية أنه رغم قبول حماس بالعرض المصرى القطرى للهدنة إلا أن مناورات إسرائيل تشير إلى نواياها السيئة، مطالبًا مجلس الأمن وبشكل خاص الولايات المتحدة الأمريكية والدول الغربية بتحمل مسئولياتها وكبح جماح قوة الاحتلال للحيلولة دون المزيد من تأزم الموقف لأن ملايين الفلسطينيين هم من يدفعون الثمن.
فى نفس السياق توافق وسامح شكرى وزير الخارجية ونظيره الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان خلال اتصال جرى بينهما أمس على أهمية عدم اضاعة الفرصة المتاحة للتوصل الى اتفاق هدنة تسمح بتبادل الأسرى والمحتجزين وضرورة مواصلة الاتصالات مع مختلف الاطراف للحيلولة دون استمرار التصعيد والانزلاق بالمنطقة الى صراع أوسع واكد شكرى خلال الاتصال على التحذير مجددا من مخاطر التصعيد العسكرى الإسرائيلى فى رفح الفلسطينية، والتى تعتبر آخر منطقة آمنة نسبياً بقطاع غزة والملاذ الأخير لأكثر من مليون فلسطيني، الأمر الذى قد يسفر عن كارثة إنسانية غير مسبوقة ينبغى تجنبها.