بدأت معرفتى مع المخرج خالد جلال منذ ما يقرب من 30 سنة عندما تولى إدارة مسرح الشباب وكان عمره «28سنة».. ومع توالى المناصب وحتى يومنا لم أكن من ضمن رجالته فلم انضــم إلى أى لجنــة فى مهرجـان أو مؤتمر. كتبت عنه كثيراً لما يستحقه كإدارى ناجح ومخرج عبقرى.. وامتدت علاقتنا وما زالت صداقة وأخوة ومحبة بدون أى مصلحة.. ولذلك أكتب عنه براحتى وبدون أى ضغوط إما بإشادة أو بانتقاد.
إحدى أهم المحطات فى مسيرة خالد جلال عام 2001 عندما أقنع فاروق حسنى وزير الثقافة الأسبق بتحويل مخزن مساحته 40 متراً إلى مركز الإبداع لتبدأ رحلته عام 2002 فى اكتشاف المواهب وتخريجهم فى جميع المجالات الفنية من تمثيل وإخراج وغناء وإلقاء وأصبح معظمهم نجوماً صف أول.. وبات المركز قبلة لأصحاب الحلم فى النجومية.. وحتى عندما تولى رئاسة قطاع الإنتاج الثقافى منذ 10 سنوات لم يترك المركز لأنه ابنه المحبب الذى يجد نفسه فيه ومنحه العديد من الألقاب.
أحدث عروض الإبداع هى مسرحية «حواديت» التى يواصل فيها «جلال» عبقريته فى الصياغة والإخراج والتحكم فى حركة 38 ممثلاً على خشبة مسرح أرضيته لا تتعدى مساحتها 15 متراً.. والعرض فعلاً عبارة عن حواديت يعيشها الناس كل لحظة فى حياتهم لذلك تجد الجمهور سارحاً لأن ما يشاهده سبق أن حدث معه فى الواقع.. وفجأة تشاهد حالة من البهجة والرقص والتصفيق على أغنيات لكبار المطربين أو أغنية شعبية وأنت مبهور بأداء فرقة لم تكن تعلم عن الفن شيئاً وحصلوا على تدريب مكثف لفترة طويلة وبينهم عناصر من دول عربية.. ويظهر نجوم ستضئ الحياة الفنية وكل منهم يحتفظ بشخصيته المستقلة.. مثل صلاح الدالى.. نادين خالد.. أحمد شرف «الصوت الذهبى».. فتحى محمود.. سالى رشاد.. شهاب العشرى.. نيفين رفعت «الخبرة الكبيرة».. هند حسام الدين.. طارق الشريف.. وببساطة فإن خالد جلال يصنع 38 نجماً جديداً فى عالم الفن.
لا يكتفى «ابن جلال» بالعبقرية الفنية بل يجاورها مواقف إنسانية واجتماعية فقد اطلق اسم «على فايز» على هذه الدورة وهو أحد المواهب الذى توفى أثناء التحضيرات للعرض.. كما انتظر فترة طويلة حتى شفاء أحمد هانى ليشارك بعد تعرضه لحادث صعب.. ثم دعوة بعض أبطال عرض «قهوة سادة» للحضور.. وبالتوفيق.