نتنياهو يسرع خطة الهجوم المرتقب.. ويجدد تمسكه بـ «صفقة شاملة»
المكتب الإعلامى: الاحتلال يتعمد تجويع أكثر من 100 ألف طفل ومريض
بالتزامن مع القصف الوحشى على قطاع غزة، ووسط أوضاع إنسانية كارثية، يعتزم جيش الاحتلال الإسرائيلى بدء تنفيذ خططه الرامية إلى تهجير سكان غزة نحو الجنوب فى إطار عدوان برى واسع النطاق ينتهى باحتلال القطاع بالكامل..
الخطط الإسرائيلية قوبلت برفض فلسطينى وتحذيرات دولية واسعة .
من جانبه ندد المتحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشئون الإنسانية، بالخطط الإسرائيلية لنقل الفلسطينيين إلى جنوب غزة، قائلاً إن ذلك «لن يؤدى إلا إلى زيادة المعاناة. وقال مسئولون فلسطينيون وآخرون من الأمم المتحدة، إنه «لا يوجد مكان آمن فى القطاع، بما فى ذلك المناطق الواقعة فى جنوب غزة التى أمرت إسرائيل سكان القطاع بالانتقال إليها.
من جانبه، أدان رئيس المجلس الوطنى الفلسطينى روحى فتوح خطة التهجير القسرية المقرر تنفيذها من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلى لنحو مليون فلسطينى من مدينة غزة، واصفا اياها بأنها جريمة تهجير جماعى تكشف مخططا للإبادة التطهير العرقى بهدف اقتلاع الشعب الفلسطينى من أرضه وتدمير ما تبقى من الحياة فى القطاع.
ووصفت حركة حماس خطط إسرائيل لتهجير الفلسطينيين إلى جنوب قطاع غزة بأنها «موجة جديدة من الإبادة الوحشية وعمليات التهجير الإجرامي. وأضافت الحركة أن «إدخال إسرائيل خياماً إلى جنوب غزة تحت عناوين الترتيبات الإنسانية يعد تضليلاً مفضوحاً.
أشارت حماس إلى أن محاولات بنيامين نتنياهو وحكومته لتهجير الشعب الفلسطيني، واقتلاعه من أرضه يتزامن مع الكشف الصريح عن نواياه الخبيثة بإقامة ما يسمى بإسرائيل الكبري.
بدورها، قالت حركة «الجهاد الإسلامي» فى فلسطين، إن إعلان الجيش الإسرائيلي، إدخال خيام إلى جنوب قطاع غزة «استهزاء فجّ ووقح بالمواثيق الدولية وامتهان صارخ لما يسمى بالمؤسسات الأممية التى تدّعى أنها وُجدت لحماية المدنيين وضمان حقوق الشعوب تحت الاحتلال.
شدد رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو، على أن إسرائيل «لن توافق على وقف اطلاق النار فى قطاع غزة إلا فى سياق «صفقة شاملة»، مشروطة بـ»نزع سلاح حركة حماس، واحتفاظ إسرائيل بالسيطرة الأمنية على القطاع»، حسبما نقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن مكتب نتنياهو.
قال أفيخاى أدرعي، الناطق باسم الجيش الإسرائيلى فى منشور على منصة «إكس»: «سيتم نقل المعدات عن طريق معبر كرم أبوسالم بواسطة الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة الدولية، بعد خضوعها لتفتيش دقيق من قبل أفراد سلطة المعابر البرية التابعة لإسرائيل.
فى سياق متصل، أعلنت إذاعة الاحتلال أن رئيس الأركان إيال زأمري، يعقد اجتماعًا موسعًا فى مقر قيادة المنطقة الجنوبية للتصديق على الخطط العسكرية الرامية إلى تنفيذ عملية برية واسعة النطاق فى مدينة غزة.
وفق الإذاعة، فإنه من المقرر تجنيد عشرات الآلاف من جنود الاحتياط للمشاركة فى هذه العملية، التى من المتوقع أن تبدأ خلال الأسابيع المقبلة، بالتزامن مع عمليات إجلاء السكان من بعض المناطق داخل المدينة.
فى سياق متصل، ذكرت الإذاعة أنه سيُطلب من الجيش الانسحاب من مساحة محددة يسيطر عليها فى جنوب قطاع غزة، بهدف تحويلها إلى «منطقة إنسانية» مخصصة للنازحين.
ميدانياً واصلت طائرات الاحتلال الإسرائيلى قصفها لمختلف مناطق قطاع غزة فى اليوم 154 لعودة الحرب مخلفة أعداداً كبيرة من الشهداء والجرحي. وحسب مصادر طبية فقد ارتقى أكثر من أربعين شهيداً منذ فجر السبت فى مختلف مناطق القطاع.
سجّلت وزارة الصحة فى قطاع غزة خلال24 ساعة الماضية 11 حالة وفاة نتيجة المجاعة وسوء التغذية. وارتفع العدد الإجمالى لضحايا المجاعة وسوء التغذية إلى 251 شهيدًا، من بينهم 110 أطفال.
بدوره، أعلن المكتب الإعلامى الحكومى فى غزةأن الاحتلال يتعمد تجويع أكثر من 100ألف طفل ومريض بشكل مركز، ويستمر فى منع إدخال اللحوم والأسماك ومئات المواد الغذائية الأساسية إلى القطاع.
أشار المكتب إلى أن هذه الإجراءات تشكل تصعيداً متعمداً للأزمة الإنسانية، وتزيد معاناة المدنيين، خصوصاً الفئات الأكثر ضعفا مثل الأطفال والمرضى الذين يعتمدون على المساعدات الغذائية للبقاء على قيد الحياة.
أضاف المكتب الإعلامى أن سلطات الاحتلال تواصل تنفيذ سياسة ممنهجة تقوم على هندسة التجويع والقتل البطيء بحق أكثر من 2.4 مليون إنسان فى قطاع غزة، بينهم أكثر من 1.2 مليون طفل فلسطيني، فى جريمة إبادة جماعية مكتملة الأركان.
أشار إلى أن الأخطر فى هذه الجريمة المتواصلة أن ضحاياها الرئيسيين الأطفال والمرضي، منبها إلى أن أكثر من 40,000 طفل رضيع «أقل من عام» مصابون بسوء تغذية حاد وحياتهم مهددة بالموت تدريجياً.
من جانبها، قالت جولييت توما مديرة التواصل والإعلام فى وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين «الأونروا» أمس إن نظام المساعدات «الإسرائيلى الأمريكي» فى غزة تجريد من الإنسانية ويجلب الفوضى والموت.
أضافت توما إن «المجاعة تشكلت ملامحها إلى حد كبير من خلال المحاولات المتعمدة لاستبدال نظام المساعدات الإنسانية الذى تُنسقه الأمم المتحدة من خلال «صندوق الإغاثة العالمي» ذى الدوافع السياسية».