تساءلنا نحن مجموعة الأصدقاء عن سبب دعوة صديقنا للاحتفال معه دون أن يذكر المناسبة!، وعندما اجتمعنا بادره أحدنا بسؤال عن مفاجأة الدعوة لنا فابتسم ووجهه ينطق بسعادة غامرة وفرح طفولي قائلاً: ” يا للطف الله لا تتخيلوا عندما قمت صباحاً في حالة رائعة من السرور والانشراح وبينما نتأمله في فضول لمعرفة الأمر”. استمر في حديثه قائلاً: “سنوات طوال كنت أدعوا الله أن يرزقني به والحمد لله تمت الاستجابة منذ يومين”. فسألته مباشرة: ما هو؟ هز رأسه كأنه يستعيد ما جرى وموجهاً حديثة إلىّ أكرمني الله واستطعت أن أحلم!
ثم استطرد في كلامه يا جماعة منذ سنوات وأنا لا أحلم وحالتي النفسية في غاية السوء وأشعر أني على حافة الهاوية وأني سأموت دون أن أحلم!
ماذا يعني الحلم بالنسبة للإنسان؟ يطرح الفيلسوف الأمريكي (أوين فلانجن) في كتابه نفوس حالمة: النوم والأحلام وتطور العقل الواعي الصادر عام 2000 أربعة أسئلة حول الحلم:
- 1- كيف أتأكد من أنني لا أحلم دائماً؟
- 2- هل يمكن أن يكون حلمي غير أخلاقي؟
- 3- هل الأحلام تجارب واعية تحدث أثناء النوم؟
- 4- هل يوجد للحلم وظيفة تطورية؟
وينتج عن السؤال الأول سؤال الشك في أي وضعية نكون هل هو الحلم أم اليقظة من يفرض سيطرته علينا في موقف معين؟
ومن السؤال الثاني تأتي فكرة المسؤولية الأخلاقية أثناء الحلم، هل يجب أن تكون أحلامك مرتبطة بالمبادئ الأخلاقية؟
والسؤال الثالث إمكانية أن يكون الحلم حالة واعية أم لا؟
وأخيراً يناقش السؤال الرابع أفكار (فرويد) و(يونج) في أن للحلم وظيفة بينما يرى (فلانجن) وكثرة من علماء الأعصاب أن الحلم لا وظيفة له على الإطلاق!
هل الأحلام كما رأى (فرويد) وسيلة تلجأ إليها النفس لإشباع رغباتها ودوافعها المكبوتة التي يحول الواقع دون تحققها وكما يقول المثل الشعبي: الجوعان يحلم بسوق العيش وهنا تكون وظيفة الحلم هي تحويل اللاشعور إلى إمكانية الإشباع الذهني ولو جزئياً أو مؤقتاً.
ويقدم الذكاء الاصطناعي إمكانية تحويل الأحلام إلى صور وإعادة تشغيلها مرة ثانية من خلال تقنية (أبتلى) التي تستخدم نموذج فيديو يترجم العبارات إلى صور ليتيح للمستخدمين رؤية مشاهدة بصرية لأحلامهم فقط سجل أحلامك في الجهاز عن طريق زر التسجيل وأوصف حلمك وبعد ذلك سيعرض حلمك أمامك أو على الآخرين لو أحببت!
إنه أداة قادرة على تصوير ما يدور في العقل الباطن وتحويل الخفي إلى مرئي. ويعبر المبدع (سيد حجاب) عن الحلم بصوت على الحجار ولحن ياسر عبد الرحمن فنسمع صوت الحجار يشدو: الحلم في الليل الطويل عليل والحب في الزمن البخيل قليل بس احنا ماشين إيد في إيد قناديل هوانا المستحيل تقيد..