لا أوافق البعض الذى يرى أن هناك كثرة فى أيام الأجازات التى تمنحها الدولة للعاملين بمناسبة الأعياد الدينية والأيام الوطنية التى تعد مثار عزة وفخر للمصريين.
إن هذه الأجازات ليست بدعة مصرية بل هى أمور متعارف عليها فى معظم دول العالم المتقدم.. ويمكن الاستدلال على ذلك من خلال أبنائنا المقيمين فى هذه الدول.
وفى اعتقادى أن المشكلة ليست فى كثرة الأجازات.. ولكن الأمر يتعلق بجدية الشعوب واحترامها لساعات العمل المقررة فى المصالح والشركات والالتزام بأداء كل موظف أو عامل لمهامه بجدية وأمانة واحترافية تضيف فى المعادلة الإنتاجية وتجعل الوطن يحقق قدراً معقولاً من الاكتفاء الذاتى فى السلع والخدمات.. ويحقق فائضاً مما يتمتع به بلده من ميزات تنافسية تسمح له بالتصدير إلى الخارج.
بل على العكس. من هذه النظرة السلبية للأجازات كما يراها البعض.. فإن هذا العالم المتقدم يرى فى هذه الأجازات تعويضاً إنسانياً وفسيولوجياً ونفسياً للعامل يجعله مؤهلاً لأداء عمله بعد عودته من تلك «الراحة» مشحوناً بالهمة والحماس.
وقد يقارن البعض بشيء من جلد الذات بين إنتاجية المواطن فى بلد مثل بلدنا وآخر من دول شرق آسيا أو ما يطلق عليها النمور الاقتصادية حتى أن بعض العاملين فى هذه الدول يجبرون جبراً على الاستفادة من أجازاتهم وتقليل ساعات العمل.. ولكن هذه المقارنة غير أمينة أو تنقصها المعرفة الكافية بالخصائص النفسية للعاملين فى تلك المجتمعات التى يصدرون أهلها أنهم ملائكة من السماء ودون الدخول فى تفاصيل لعل المختصين من علماء النفس أدرى بها.
>>>
والحقيقة أنى أرى منذ فترة أن تعامل الحكومة الحالية مع موضوع الأجازات فيه قدر كبير من التحضر والشفافية على عكس ما كان موجوداً فى الماضي.. حيث كان العاملون يتركون وشأنهم يرتبون أيام عملهم وأجازاتهم وفقاً لما يتراءى لهم ولضمائرهم الشخصية حيث كانوا يضمون أيام العمل إلى أيام الأجازات فى خلط مريب يتسم أحياناً بالشطارة والفهلوة والالتفاف.
أما الآن فقد جاءت قرارات الأجازات مدروسة بدقة وعناية مع الأخذ بنظام ترحيل أجازات بعض الأعياد الوطنية والمناسبات الرسمية إلى نهاية الأسبوع وذلك لتحقيق استدامة أيام العمل دون قطع، وفى نفس الوقت توفير أجازة مناسبة تضم لأجازة نهاية الأسبوع لما يمكن أن يطلق عليه الـ week END بحيث تسمح للعاملين باستغلال تلك الأجازة فى منافع مفيدة تعود عليه وعلى أسرته نفسياً واجتماعياً وعملياً.
>>>
ولعل تلك الأجازة الطيبة التى يتمتع بها المصريون على مدى الأيام الثلاثة الأخيرة بمناسبة أعياد العمال وعيد القيامة المجيد ويوم شم النسيم.. هى أجازة سنوية اعتاد أن يشعر فيها المصريون بالفرحة والسعادة والتلاحم الوجدانى الذى يربط بين أبناء الشعب المصرى الواحد الذى يتطلع مع الحياة الكريمة.. فى ظل دولة جادة وقائد حكيم مخلص يتطلع على شعبه إلى بناء جمهورية جديدة يسودها الأمن والاستقرار باعتباره الركيزة لبناء الدولة العصرية الحديثة التى تستطيع أن تأخذ مكانها المستحق بين دول العالم.. ورغم الظروف والتغيرات والتحديات التى تجابه جهود وسعى الدولة المصرية بعدد سكانها غير المحدود أرى حكاما ومحكومين على قدر المسئولية التى توفر لهذا الوطن القدرة على الاستمرارية ومواجهة التقلبات بل وأيضاً المؤامرات والفتن والأطماع التى تحيط بالمنطقة بأسرها.
>>>
باختصار.. ما أريد أن أقوله لأنفسنا.. نرجوكم دعونا من جلد النفس، وتصيد التفاعلات غير المقصودة للحكومة وهى تدير دولاب العمل وتحميل للأمور أكثر مما تحتمل.. فالخلاصة التى رأيناها على مدى أيام الأجازات الثلاثة الماضية هى سعادة المصريين وتلاحمهم وآمالهم فى الأيام المقبلة رغم الظروف الاقتصادية الصعبة التى تحيط بالعالم كله بسبب الصراعات والمتغيرات السياسية والكونية.. والمهم أن نعود جميعاً إلى العمل أكثر همة وحيوية فى أداء واجبنا نحو بلدنا ونحو أنفسنا.. وكلنا ثقة فى الله أنه لا يضيع أجر من أحسن عملا.
>>>
> أمال ماهر
مع أعياد الربيع استمتعنا بحفل الفنانة المصرية الموهوبة آمال ماهر وهى تبدأ حفلها بتقديم أغانِ خالدة للراحلة العظيمة أم كلثوم والعندليب عبدالحليم حافظ.
ولكن أتصور أن الاستمتاع كان سيكون أكثر وأفضل لو أن هناك ملحناً قديراً فى حجم مكتشفها الموسيقار عمار الشريعى أو رياض السنباطى وبليغ حمدى لكى يقدم لهذا الصوت الغنائى المميز عريض الطبقات أعمالاً غنائية تليق بموهبتها الكبيرة، ما يجعل منها امتداداً لكوكب الشرق.. وإن عشاق الطرب الأصيل لفى انتظار.