سياسات «تل أبيب» فى غزة والضفة تُقوِّض فرص السلام
أكد الدكتور بدر عبدالعاطى وزير الخارجية والهجرة وشئون المصريين بالخارج، رفض مصر وإدانتها الكاملة لتوجهات الحكومة الإسرائيلية لتوسيع نطاق عملياتها العسكرية فى قطاع غزة والتوسع الاستيطانى فى الضفة الغربية، فى مسعاها لتكريس الاحتلال بالأراضى الفلسطينية، مشددا على أن تلك السياسات تقوض فرص التهدئة وتحقيق السلام، منوها بضرورة تحرك الاتحاد الأوروبى لوضع حد للتصعيد الإسرائيلي.
جاء ذلك خلال الاتصال الهاتف الذى أجراه د. بدر عبدالعاطى مع «يوهان فاديفول» وزير خارجية ألمانيا، وذلك فى إطار التشاور الدورى حول التطورات الإقليمية، وفى مقدمتها الأوضاع فى غزة.
اطلع الوزير عبدالعاطى نظيره الألمانى خلال الاتصال بمستجدات الأوضاع الإنسانية والطبية الكارثية فى قطاع غزة وتطورات مفاوضات التوصل إلى صفقة لوقف اطلاق النار وجهود مصر لضمان نفاذ المساعدات الإنسانية للقطاع، وضرورة العمل على إزالة كافة العراقيل التى تضعها إسرائيل أمام النفاذ الكامل وغير المشروط للمساعدات.
كما تناول الاتصال التداعيات شديدة السلبية للتصريحات والسياسات الإسرائيلية الأخيرة، حيث أشار الوزير عبدالعاطى إلى خطورة تلك الخاصة بأوهام «إسرائيل الكبري» وإنشاء وحدات استيطانية فى القدس المحتلة، واتفق الوزيران على الخطورة البالغة لهذه السياسات والتصريحات على الأمن والاستقرار فى المنطقة.
كما جدد الوزيران رفضهما الكامل لسياسة التجويع للشعب الفلسطيني، والتسبب فى تدهور بالغ للأوضاع الإنسانية فى القطاع، حيث أكد الوزير عبدالعاطى أن هذه الانتهاكات الإسرائيلية المتكررة تعد خرقًا صارخا للقانون الدولى والقانون الدولى الإنسانى وكافة المواثيق والأعراف الدولية.. وثمن عبدالعاطى مجددا إعلان الحكومة الألمانية تعليق صادرات الأسلحة والمعدات العسكرية إلى إسرائيل التى قد تستخدم فى العمليات العسكرية فى غزة، مؤكدا أنها تعد خطوة فى الطريق الصحيح.. من جانبه، رحب وزير الخارجية الألمانى بجهود مصر الدءوبة للتوصل لوقف اطلاق النار ونفاذ المساعدات الإنسانية إلى غزة.
كما تناول الاتصال آخر مستجدات الملف النووى الإيراني، حيث جدد الوزير عبدالعاطى على الأهمية البالغة للحل السلمى لهذا الملف والعمل على خفض التصعيد فى المنطقة والابتعاد عن الحلول العسكرية.
أكد د. بدر عبدالعاطى وأحمد عطاف وزير الشئون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج فى الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية الشقيقة، خلال اتصال هاتفى جرى بينهما، موقفهما الثابت برفض قرار المجلس الوزارى الإسرائيلى بتوسيع نطاق العدوان الاسرائيلى على غزة باعتباره خطوة تصعيدية تهدف إلى تكريس الاحتلال غير المشروع للأراضى الفلسطينية، واستمرار الإبادة الممنهجة التى تُمارس ضد الشعب الفلسطينى الأعزل، فى انتهاك فاضح لأحكام القانون الدولى والقانون الدولى الإنساني، وفى مسعى لتقويض حق الشعب الفلسطينى الأصيل فى تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة.
استهل الوزير عبدالعاطى الاتصال بالإعراب عن خالص التعازى إلى حكومة الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية وشعبها الشقيق فى حادث سقوط حافلة من جسر بالعاصمة الجزائرية مما أسفر عن وفاة عدد من الاشخاص وإصابة آخرين، متمنيا الشفاء العاجل للمصابين ومؤكدا تضامن مصر الكامل مع الجزائر الشقيقة فى هذا المصاب الأليم.
كما تبادل الوزيران التقديرات بشأن الأوضاع الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، وخاصة الوضع فى ليبيا، حيث أكد الوزير عبدالعاطى أهمية احترام السيادة الليبية ووحدة وسلامة أراضيها، ودعم الجهود الأممية والمسار الليبى الليبى للوصول إلى تسوية سياسية شاملة تضمن خروج جميع القوات الأجنبية والمرتزقة وتفكيك الميليشيات. وفى ذات السياق، تناول الاتصال آلية دول الجوار الثلاثية بين مصر والجزائر وتونس، حيث تم التأكيد على مواصلة تفعيل اللجنة وضمان انتظام اجتماعاتها الدورية، وتعزيز التنسيق بين نقاط الاتصال والتحضير للاجتماع الوزارى المقبل.
شدد الدكتور بدر عبدالعاطي، خلال تلقيه اتصالاً هاتفيًا من «فيفيان بالاكريشنان»، وزير خارجية سنغافورة، على أهمية الدفع نحو أفق سياسى حقيقى يحقق تسوية عادلة وشاملة للقضية الفلسطينية، ويضمن استعادة الشعب الفلسطينى لحقوقه المشروعة، وعلى رأسها حقه فى تقرير المصير، وإقامة دولته المستقلة على خطوط الرابع من يونيو 1967، وعاصمتها القدس الشرقية..
وفى ختام الاتصال، أعرب وزير خارجية سنغافورة عن تقديره الكبير للدور المحورى الذى تضطلع به مصر فى التعامل مع الأزمة الإنسانية فى قطاع غزة، بما فى ذلك ادخال المساعدات المقدمة من سنعافورة إلى الشعب الفلسطينى عبر مطار العريش، ولجهودها المتواصلة من أجل تحقيق الأمن والاستقرار فى المنطقة.