أحيانًا لا تُقاس السعادة بالأحداث الكبيرة، وإنما تكمن فى استجابة صادقة لمطلب بسيط، أو فى لحظة يشعر فيها المواطن أن صوته مسموع، وأن شكواه تجد من يهتم ويتفاعل معها، وهذا ما شعر به أهالى مركز قلين بمحافظة كفر الشيخ، بعد الاستجابة الفورية من الهيئة القومية لسكك حديد مصر لما نشرته صفحة «الجمهورية معاك»، حول أزمة التكدس والمشاحنات اليومية على تذاكر قطار قلين ــ الإسكندرية المكيّف.
الفرحة كانت مضاعفة، لأن الهيئة تحركت بسرعة، وردّها الرسمى حمل قدرًا كبيرًا من التوضيح، وأكد حرصها على راحة الركاب، وتقديم التسهيلات لتجنب تكرار الأزمة، حيث أوضحت الهيئة أن الإقبال المفاجئ من الركاب على محطة قلين قبل دقائق من انطلاق القطار ــ بعد غلق الحجز الإلكترونى هو السبب الرئيسى فى صرف تذاكر دون حجز مقاعد، مما يؤدى فى بعض الأحيان إلى الزحام داخل القطار.
لكن الأجمل فى هذا الرد أنه لم يكتفِ بتفسير المشكلة، بل قدّم حلولًا عملية ومبسطة للجمهور، منها: إمكانية حجز التذاكر إلكترونيًا قبل موعد السفر بـ15 يومًا، مع ضمان حجز مقاعد الدرجة الثانية المكيّفة قبل الموعد بـ48 ساعة، كما ذكّرت الهيئة بأن التذاكر متاحة من خلال شبابيك المحطات، والمكاتب الخارجية المنتشرة فى المدن، والجامعات، والنوادي، فضلًا عن إمكانية الحجز عبر الإنترنت، مما يسهّل الإجراءات، ويجنب الركاب التكدس والزحام.
هذا التحرك الفورى من الهيئة يعكس صورة مشرّفة لمؤسسات الدولة، حين تكون قريبة من المواطن، تستمع له، وتستجيب سريعًا، وتعمل على راحته، ففى زمن أصبح فيه التواصل الفعّال ضرورة، تأتى مثل هذه الاستجابات لتعيد الثقة، وتعزز الإحساس بالمواطنة.
كما أن دور جريدة «الجمهورية» فى نقل نبض الناس، وإيصال شكواهم إلى المسؤولين، يؤكد أن الصحافة حين تكون فى صف المواطن، تصبح جزءًا من الحل، وجسرًا بين الناس وصُنّاع القرار.
أهالى قلين اليوم أكثر اطمئنانًا، وأكثر ثقة فى أن حقهم لن يضيع، طالما هناك من يسمع، ومن يستجيب، ومن يتحرك.
وهذه التجربة فتحت باب الأمل لكل مواطن، حيث وصفها الأهالى بإنها سكة السعادة، ودفعت الكثيرين من أبناء محافظة كفر الشيخ لإرسال قصصهم الإنسانية ورسائلهم إلى جريدة الجمهورية، على أمل أن تجد مطالبهم الاستجابة السريعة ذاتها.