بمناسبة الإنتصارات التى تعيشها الكرة المصرية بتفوق الاهلى والزمالك ووصولهما إلى نهائى بطولة دورى أبطال أفريقيا والكونفدرالية واقترابهما من فرض سيطرتهما على البطولات القارية.
لفت نظرى وانتبهت لحكاية تستحق الدراسة ومناقشتها، لبحثها بمنتهى الحيادية وبتجرد شديد لمعرفة ما هى النتائج والإيجابيات التى تعود على المنتخب من هذه الانتصارات المتتالية.
ويخطر فى بالى السؤال الذى أقف أمامه مع كل بطولة نسعد ونفتخر ونتغنى بها جميعا بفوز أى فريق مصرى ببطولة قارية لماذا هذا التفوق الواضح والرائع للأندية على الصعيد القاري،لا يتناسب مع وضع المنتخب ونشاهد إخفاقاته عكس الواقع.
وهنا لا أرغب فى إحداث مقارنة بين نجاحات الأندية والمنتخب باعتبار أن المنطق يحتم ضرورة استفادة المنتخب من كل هذا التفوق الواضح للأندية المصرية ولكن هذا لايحدث ونرى مستوى المنتخب ونتائجه فى «واد «ونتائج الأندية فى «واد »آخر.
فشيء مبهج ومفرح أن تتزعم أنديتنا بطولات أفريقيا ولكن الأجمل أن يستفيد منتخبنا من كل هذا الوضع فإحساس نصرة المنتخب ورفع علم مصر والتغنى بها وسط العالم عربيا وقاريا ودوليا حدث جليل يستحق من كل القائمين تضحيات بدون أغراض.
وإذا كنا نرغب فى معرفة ما نحن عليه الآن لابد من ترسيخ مبدأ تسخير كل القرارات والقوانين واللوائح لصالح المنتخب فهناك أمور كثيرة تحتاجها الكرة المصرية للإصلاح وتكون بدايتها بتوجه عام ومحكم من وزارة الشباب والرياضة وكل الجهات المنوطة بذلك، ومراقبة كل الخطوات بعناية للتأكد من جودة التنفيذ.. بعيدا عن الوعود الخادعة وألاعيب اصحاب المصالح.
وأظن أن الجميع يعلم مشاكل الكرة المصرية ويعرف حلولها أيضا والتى تحتاج إلى أصحاب القرارات الجريئة، فى وضع استراتيجية طويلة المدى مبنية على ابتكارات علمية متنوعة وليست على «الفهلوة والغش والكلام المعسول فقط «ومنها على سبيل المثال وليس الحصر اعداد اللاعب وصقل موهبته وإكسابه صفات اللاعب الدولى وفتح المجال أمام صناعة الاحتراف الخارجى لمواكبة تطور القارة الأفريقية التى ننتمى إليها وتوجيه الخطاب الإعلامى لتعزيز الانتماء والغيرة على مصلحة المنتخب وحل مشاكل قطاعات الناشئين لإفراز مواهب حقيقية.. فالمسئولية ليست وحدها على مجالس إدارات اتحاد الكرة أو الأجهزة الفنية للمنتخبات أو اللاعبين فالكل مشارك وكل عنصر من منظومة اللعبة لديه واجبات.
وأعتقد أن إحكام «سيستم « مدروس لحل «اللغز» الذى يعشعش فى الكرة المصرية بعيدا عن الأهواء قد يقربنا مما كانوا يتعلمون مننا فى السابق قبل أن يسبقونا الآن..ونحقق حلم شعب يعشق الانتصار ويتنفس كرة قدم.