نحن مكانة وخبرة وعلماً وعملاً أكبر بكثير من العجز عن مجرد وضع أسلوب يسير وسهل لتعامل التأمين الصحى مع كبار السن والمرضى من المصنفين إجباراً للتعامل مع هيئات ومستشفيات التأمين الصحى وتحصيل نسبة و لو ضئيلة من المعاش المحدود يدفعها للتأمين شهرياً.. مقابل أن يحصل على خدمة طبية بسهولة ومصر الآن اصبحت نموذجاً عالمياً فى تعزيز ودعم الصحة العامة.. وينتظر الكثير من الدول نقل تجربتها فى القضاء على العديد من الامراض المزمنة التى كانت تهدد اجيالاً بأكملها.. ووفقاً لتصريحات الدكتور خالد عبدالغفار نائب رئيس الوزراء وزير الصحة ان مصر اصبحت الاولى التى تحصل على التصنيف الذهبى من منظمة الصحة العالمية للقضاء على فيروس الالتهاب الكبدى الوبائى «سي».. وأن هذا الانجاز التاريخى جاء ثمرة لمبادرة «100 مليون صحة» التى نجحت فى فحص اكثر من 64 مليونا وتقديم العلاج لأكثر من 4.3 مليون مصاب وذلك يعكس بوضوح التزام الدولة الراسخ بتعزيز الصحة العامة.. والسعى الدءوب لتوطين صناعة الدواء.. والنهوض بكل القطاعات الطبية عامة أو خاصة.. والتزام الدولة الكامل بحماية حقوق المرضى وتقديم خدمات طبية بجودة عالية.. فكيف اذن تكون لدينا هذه المكانة العالمية.. بينما نعجز عن وضع اسلوب بسيط يحصل من خلال مريض التأمين المسن على حاجته.. ولماذا اترك اكثر من مائة مريض او اكثر للتعامل مع نافذة واحدة عند تسجيل بطاقة التأمين ثم العرض ثم التكدس على نافذة واحدة ايضا لاستلام شريط برشام للسكر أو الضغط أو الكوليسترول.. ولماذا لا يتم تخصيص اكثر من نافذة بحيث يتعامل كل 20 مريضا مثلاً مع نافذة أو طبيب.. وكذلك صرف العلاج.
>>>
وإذا كان عدد مستشفيات التأمين الصحى محدوداً وغير كاف لماذا لا يتم عمل اكشاك طبية او وحدات صحية على طريقة اكشاك أمان فى الميادين العامة وكل الاحياء والارصفة الواسعة والتى ساهمت فى حل ازمة السلع والتزاحم على الجمعيات التعاونية لصرف السلع التموينية.. تجربة فريدة من نوعها ساهمت فى توفير احتياجات المواطنين دون تزاحم او تكدس او شكوى من نقص سلعة.
لماذا لا نستفيد من هذه التجربة فى عمل وحدات صحية ثابتة فى الميادين والشوارع العامة بحيث لا يحتاج مريض التأمين للانتقال من اقصى الشرق إلى الغرب للحصول على حاجته.. ولماذا لا نستفيد ايضاً من تجربة «100 مليون صحة» عندما تم استخدام السيارات المتنقلة كوحدة صحية لاجراء الكشف والتحاليل وصرف الادوية لمرضى التأمين.. فكانت نموذجاً لتيسير الخدمة الطبية.. وقدمت افضل الخدمات الطبية لأكثر من 64 مليون مواطن فى فترة زمنية وجيزة وكانت منتشرة فى كل الاحياء والمدن.. وعالجت ما يقرب من 4.5 مليون مريض بكل سهولة ويسر.
>>>
ولا ينكر أحد الاهتمام الكبير الذى توليه الدولة المصرية لقطاع الصحة وزيادة مخصصات الصحة العامة.. وتنفيذ تجربة التأمين الصحى الشامل والتى بدأت فى محافظة بورسعيد وحققت نجاحاً كبيراً وانتقلت من محافظة لأخرى لتلبية احتياجات المواطنين.. وليس من المعقول ان تظل ازمات مرضى التأمين دون حل وهى ابسط بكثير من التعجيز وعدم الوصول لحلول مثالية وأفكار خارج الصندوق لإنهاء أزمة المرضى من المسنين فى التعامل مع التأمين الصحي.
>>>
ان تجربة الوحدات المتنقلة خلال المبادرات الصحية حققت نجاحاً كبيراً.. فلماذا لا تساهم مع التأمين الصحى فى تقديم الخدمات الطبية للمرضي.. فى الميادين العامة والشوارع الرئسية على غرار اكشاك «أمان» للسلع الغذائية التى تنتشر فى كل الميادين والشوارع.. وكانت وحدات مكيفة ومثالية لتقديم الخدمة الطبية.
>>>
لم أتوقع هذا الكم من الرسائل والتعليقات على مقال الاسبوع الماضى الذى أثار بعض مشكلات وشكاوى مرضى التأمين الصحي.. والمطالبة بتبنى هذه المشكلة للوصول إلى حلول ميسرة لتقديم الخدمة الطبية للمسنين.. مما جعلنى اطرح بعض الافكار البسيطة.. فتلك امانة حملها كثير من رسائل الاصدقاء.