تتولى الصهيونية العالمية وجماعات الإخوان خلال الفترة الحالية إصدار العديد من الفيديوهات المفبركة والمقالات على السوشيال ميديا مستهدفين شباب مصر لتشكيكهم فى كفاءة قيادات الدولة خلال الثمانون عاماً الماضية وسوء الوضع الحالى ومستقبلهم وتحفيزهم على عدم انتمائهم للوطن وهجرة النابغين من الشباب إلى خارج مصر كوسيلة رئيسية لإسقاط الوطن خلال الحقبة الزمنية القادمة.. وهنا أريد التوضيح لشبابنا وأولادنا وأحفادنا قصة كفاح المصريين منذ عام 1948 وحتى الآن.. نريد توضيح قصة شعب قاوم ومازال يقاوم التحديات المحلية والدولية.. قصة شعب نجح بإرادة وعزيمة فى تحويل مصر إلى دولة متقدمة بمعنى الكلمة.. كانت نكبة 1948 وهزيمة الجيوش العربية وإنشاء دولة إسرائيل السبب الرئيسى لولادة شعب جديد كافح لإسقاط النظام الملكى وتحقيق جلاء المستعمر الإنجليزي، وكانت مباركة الشعب المصرى لثورة يوليو 1952 الشرارة الرئيسية لتحول الشعب المصرى الذى كان يعانى من تركز المال والسلطة فى أيدى 3 ٪ من إجمالى 18 مليون نسمة ووجود 97 ٪ من الشعب أجراء لدى الاقطاعيين فى الزراعة والصناعة والتجارة.. كان الشعب يعانى من عدم وجود كهرباء ولا مياه شرب نقية ولا صرف صحى أو مدارس ومستشفيات بالقرى والمراكز ولا طرق مرصوفة تربط القرى والمراكز وكان يعانى من تفشى الأوبئة والأمراض الفتاكة مثل الكوليرا والبلهارسيا وانخفاض ملحوظ فى متوسط أعمار المصريين وارتفاع نسبة وفاة حديثى الولادة ولكن مع قيام ثورة 1952 واهتمام الحكومات بكل طوائف الشعب المصرى وبداية تسليح القوات المسلحة بالأسلحة الحديثة والاهتمام بتطوير الكليات العسكرية وإنشاء الكلية الفنية العسكرية وتأهيل مجموعات من شباب مصر النابغين فى مجالات علوم وتكنولوجيا المعدات العسكرية المتطورة.. وإصدار قانون الإصلاح الزراعى وتحويل المصريين الأجراء إلى ملاك للأراضى الزراعية.. كل ذلك أدى إلى اهتمامهم بتعليم الأبناء والأحفاد خاصة مع توافر المدارس ومجانية التعليم وتوافر المدرسين المنتمين للوطن، ونجاح الدولة فى توفير فرص عمل لكل الخريجين نظراً للتوسع فى إنشاء مئات المصانع الجديدة بسواعد المصريين والنجاح فى تأميم قناة السويس وإدارتها وإنشاء السد العالى الملحمة المصرية الوطنية واقتحام الصحراء الغربية والشرقية واستصلاح ملايين الأفدنة بسواعد أجدادنا وآبائنا حيث لم يكن هناك مياه ولا سكان ولا بشر فى المناطق التى نراها الآن فى معظم مراكز شرق وجنوب محافظة الشرقية وغرب محافظة البحيرة وشمال محافظة كفر الشيخ.. وكافح الشعب المصرى بالهجرة الداخلية إلى الوادى الجديد ومديرية التحرير وقرى الابيسات وقرى بنجر السكر.
كافح الأجداد والآباء لتدبير مياه الرى والسكان والصناعة فى المناطق الجديدة من خلال شق الترع والرياح الناصرى وامتداد ترعة النوبارية وترعة الناصر والحمام.. وخلال حكم السادات اهتم بإنشاء المدن الصناعية الجديدة من خلال اقتحام المناطق الصحراوية وتعميرها بالسكان والصناعة والزراعة لأول مرة فى تاريخ مصر حيث تم البدء بإنشاء مدينة العاشر من رمضان عام 1976 التى ساعدت فى تعمير كل مناطق شرق القاهرة حتى قناة السويس وما نراه حالياً من مدن العبور والشروق ومدينتى والرحاب وبدر والروبيكى ونور ثم العاصمة الإدارية الجديدة فى عهد الرئيس عبدالفتاح السيسى خير دليل على كفاح الشعب المصرى لتعمير أراضى مصر المعمورة.. وتم النجاح فى إنشاء مدينة السادس من أكتوبر وتعمير الأراضى الصحراوية حتى الفيوم واستيعابها لحوالى 6 ملايين فرد وجامعات ومصانع ومدارس ومستشفيات وتعمير راق ثم إنشاء مدينة السادات وبرج العرب والعامرية والنوبارية وإنشاء الهيئة العربية للتصنيع من خلال التعاون مع السعودية وقطر والإمارات كوسيلة لتحقيق وتعميق الصناعات الحربية العربية.. وهنا لا ننسى كفاح الآباء والأجداد فى مقاومة التمدد الإسرائيلى نحو الأراضى المصرية بحرب 1956 وحرب 1973.. واستمر نجاح كفاح الشعب المصرى بعد وفاة السادات عام 1981 واهتمام الرئيس مبارك بتطوير الوادى الجديد وتوشكى والعوينات وشق ترعة السلام لتوصيل مياه النيل إلى سيناء لأول مرة فى التاريخ وكافح الشعب المصرى ورجال الأعمال الوطنيون من خلال إنشاء مئات المصانع ومدن صناعية جديدة فى الصالحية الجديدة بالشرقية وكوم أبوراضى وبياض العرب وبنى سويف الجديدة وكوم أوشيم بالفيوم وامتداد المناطق الزراعية حتى قناة السويس وغرب الطريق الصحراوى بين القاهرة والإسكندرية.. واستمر الشعب المصرى فى كفاحه بإنشاء عشرات المصانع الحربية فى تخصصات متعددة ومئات المصانع بالقطاع الخاص والعام وإنشاء وتطوير جهاز مشروعات الخدمة الوطنية شاملاً مصانع إنتاجية حربية ومدنية وشركات خدماتية لتوفير مطالب أفراد القوات المسلحة الحياتية من المأكل والمشرب وتقليل الضغوط على المصانع المدنية.. وبعد ثورة 30 يونيو 2013 ظهر معدن الشعب المصرى الأصيل من خلال تمويل مشروع ازدواج قناة السويس وإنشاء الهيئة الاقتصادية لقناة السويس كهيئة اقتصادية صناعية والاهتمام بتطوير الموانئ فى دمياط وشرق بورسعيد والعريش والإسكندرية وسفاجا والأدبية والسويس والعين السخنة وجرجوب….. إلخ.. وتطوير السكك الحديدية والطرق والكبارى ووسائل النقل الجماعى وتطوير التعليم من خلال إنشاء مئات المدارس والجامعات التكنولوجية والأهلية والدولية والخاصة لاستيعاب ملايين المصريين كل عام.. مع التركيز على استصلاح الأراضى الصحراوية.. وهنا ظهر كفاح الشعب المصرى للهجرة الداخلية واقتحام المناطق الصحراوية وزراعتها لتأمين المطالب اليومية من الغذاء لكل الشعب المصري.
قصة كفاح الشعب المصرى هى قصة وملحمة تاريخية ولن ننسى كفاح الأجداد والآباء ونحن علينا جميعاً شباب مصر أن نكون فخورين بالأجداد والآباء والقادة السابقين والحاليين نظراً لتفانيهم فى العمل وكفاحهم المستمر لمدة ثمانين عاماً للحفاظ على استقلال وتنمية مصر الوطن الغالى لصالح الأبناء والأحفاد والأجبال القادمة.