978 قطعة أثرية مصرية تجوب القارات الثلاث للترويج السياحى
من عاصمة إلى أخرى تنتقل معارض الآثار المصرية المؤقتة، ما بين باريس وبرلين وكولون الألمانية ومتروبوليتان فى الولايات المتحدة، وتستعد الآن وزارة الآثار لتجهيز معرض بالعاصمة الصينية بكين خلال يوليو القادم يضم 787 قطعة تمثل مختلف عصور الحضارة المصرية فى مبنى سيتم افتتاحه خصيصاً لهذه القطع المصرية.
المعارض المؤقتة للآثار المصرية أصبحت كما يؤكد مسئولو وزارة الآثار مطلوبة فى الكثير من العواصم، خاصة وأن نسبة الإقبال عليها متزايدة وهو ما يشجع على قبول طلبات تنظيم تلك المعارض لأنها أيضاً تحقق عوائد جيدة وفى الوقت نفسه ترويج كبير للآثار المصرية.
مؤمن عثمان رئيس قطاع المتاحف يقول إن معارضنا الخارجية بوابة للترويج السياحى وجاذبة للأجانب، لأن المنتج الثقافى المصرى أساس فى عملية التنشيط والترويج السياحي، ونعمل فى تلك المعارض جميع قطاعات الوزارة، بتضمين شرط أساسى فى عقود إقامة أى معرض بتخصيص أماكن محددة للترويج السياحى والثقافى لمصر والمنتج المصرى بداخل قاعات المعرض أو حول وبالقرب من تلك المتاحف، وبث وإذاعة فيديوهات تعريفية بالمنتج المصرى وأماكنه السياحية، وإظهار ما حبى به الله مصر من تنوع سياحى ثقافى حضاري.
لإقامة المعارض الخارجية فوائد كثيرة تبدأ بالعائد المادى بالقيمة الدولارية والعملات الأجنبية، بخلاف إثراء تجارب الآثاريين والمرممين المرافقين للقطع بثقل معارفهم وكيفية تنظيم المعارض الخارجية وطرق العرض بتلك المعارض واكتسابهم خبرة تعود بالنفع عليهم وتطبيق ما شاهدوه على طرق العرض الداخلية لنا بالمتاحف المصرية، بجانب دورهم فى رصد عمليات الزيارة نفسها ونوع الزائرين وعددهم، وأعمال الحفاظ على القطعة الأثرية وهى المهمة الأساسية للمرافقين للقطع، فهى تجربة مهمة من جميع الجوانب.
من المعارض المهمة والتى تخص قارة آسيا والمزمع افتتاحه بمدينة شنغهاى بالصين بالمتحف الكبير هناك والذى يأتى بعنوان «قمة الهرم.. حضارة مصر القديمة»، ويضم 787 قطعة أثرية تعود لعصور مختلفة من الحضارة المصرية القديمة، وسوف تتم إقامة هذا المعرض بمبنى جديد جار افتتاحه خلال الأيام القادمة تزامناً مع المعرض، والصينيون ومهتمون بأن تعرض الآثار المصرية بهذا المبنى مع افتتاحه عن قريب.
وشنغهاى من المدن المهمة بالصين ونحن نبحث عن الترويج فى السوق الأسيوى وتعاملنا قبل ذلك مع السوق الأسيوى من خلال إقامة معرض باليابان، ومهم جدًا أن نتعاون مع العملاق الصيني، والترويج داخل مدنه المختلفة كى تؤتى ثمارها فيما بعد بقدوم أفواج سياحية كبيرة من الصين.
كما يجرى التعاون والتعامل مع الشركاء الصينيين لتجهيز القطع الأثرية التى ستشارك بالمعرض الذى سيقام فى 19 يوليو القادم ولمدة 13 شهرًا، بمجموعة من القطع بلغت 787 قطعة أثرية تم اختيارها بعناية من خلال 8 متاحف حتى لا يتم التأثير على العرض المتحفى لكل متحف، بخلاف تنوع القطع التى ستخرج لهذا المعرض وهناك قطع أثرية ستخرج من المتاحف الإقليمية مثل متحف سوهاج والغردقة وكفر الشيخ وشرم الشيخ والإسماعيلية والسويس والأقصر بخلاف المتحف المصرى بالتحرير وقصر المنيل، إلى جانب المناطق الآثرية والتى تشارك فى هذا المعرض ومنها منطقة سقارة من نتاج أعمال حفائر البعثة الأثرية المصرية بالمجلس الأعلى للأثار والعاملة بمنطقة البوباسطيون وتقدر بنحو أكثر من 100 قطعة من مخازن سقارة، وهى سياسة جديدة وفلسفة جديدة فى التعامل مع إقامة المعارض.
من بين تلك القطع التى يجرى تجهيزها مع الجانب الصينى تمثال من الكوارتزيت للملك توت عنخ أمون وآخر للملك أمنمحات الثالث وتمثال لثالوث الملك رمسيس الثانى يتوسط المعبودة ايزيس والمعبودة حتحور وتمثال راكع للملكة حتشبسوت ومجموعة من التوابيت والأوانى الكانوبية والأثاث الجنائزى من الأسرة 21، وأسورة من الذهب للملكة اياح حتب، وتاج من الذهب للملكة تاوسرت.
من منطقة آثار سقارة 10 توابيت خشبية ملونة وعدد من مومياوات الحيوانات التى اكتشفت بخبيئة المومياوات بنفس المنطقة، بالإضافة إلى مجموعة من تماثيل الأوشابتى وبعض الأثاث الجنائزى الذى يعود إلى العصر المتأخر.
المعارض الخارجية تضم أيضا معرض «رمسيس وذهب الفراعنة» فى محطته الخامسة وسيتم افتتاحه الفترة القادمة بداية من 13 يوليو القادم وحتى 6 يناير من العام المقبل فى كولون بألمانيا بعد أن انتهت مدة عرضه بمدينة سيدنى باستراليا، وهو يضم 180 قطعة أثرية من مقتنيات المتحف المصرى بالتحرير من عصر الملك رمسيس الثانى بالإضافة إلى تابوت الملك رمسيس الثانى من المتحف القومى للحضارة المصرية وبعض القطع الأثرية الأخرى من مكتشفات البعثة المصرية بمنطقة البوباسطيون بسقارة، ومقتنيات عدد من المتاحف المصرية الأخرى تبرز بعض الخصائص المميزة للحضارة المصرية القديمة من عصر الدولة الوسطى وحتى العصر المتأخر، وسيتم انتقاله لألمانيا لفترة 6 أشهر آخرين، والمعرض الآخر هو «أفريقية بيزنطة» فى محطته الثانية بمتحف كليفلاند للفن بولاية أوهايو بالولايات المتحدة الأمريكية والذى تم افتتاحه فى 13 إبريل الماضى ويستمر حتى 21 يوليو القادم لمدة ثلاثة أشهر وكان متواجداً فى المتروبوليتان بمدينة نيويورك الثلاثة أشهر الماضية، وتشارك به 11 قطعة أثرية من بينهما 4 قطع من المتحف المصرى بالتحرير و2 من المتحف القبطى و5 من مقتنيات دير سانت كاترين.
تأثير المعارض الخارجية كما يقول عثمان كبير مثلما حدث فى معرض «توت عنخ آمون» ومعرض «رمسيس.. والذهب الفرعوني»، فالترويج على هامش تلك المعارض أحدث ضجة إعلامية كبيرة وخاصة بمدينة باريس حيث وصل أعداد الزائرين لقاعة لافييت بالعاصمة الفرنسية إلى مليون و400 ألف زائر فى ستة أشهر وهو رقم كبير وقياسي، له تأثير إيجابى حيث تلاحظ عقب هذا المعرض زيادة أعداد السائحين الوافدين من تلك الدول وجيرانها، ففكرة زيارة مصر تراود زائرى تلك المعارض لرؤية أماكن استخراج ومقابر تلك القطعة الأثرية رأى العين، ومشاهدة باقى القطع فى مواقعها، ونلاحظ نتائج تلك المعارض على أعداد السياحة الوافدة من تلك الدول.
يضيف عثمان أن المعارض الخارجية ليست عشوائية وإنما يتم تنظيمها وتسويقها فى أوقات معينة خلال العام وهناك منظمون سواء داخل المتاحف أو يتعاملون مع تلك المتاحف، ونحن حريصون أن يكون التعامل لإقامة تلك المعارض من خلال مؤسسات دولية معروفة أو حكومية معروفة، ونعمل طبقًا لاتفاقية حماية الممتلكات الثقافة وفقًا لقوانين منظمة اليونسكو، والمعارض سوف تستمر ولن تتوقف، وهى متنوعة وليست للقطع المصرية القديمة فقط وإنما شاركنا بقطع قبطية ولاقت رواجًا كبيرًا بالولايات المتحدة، واستحساناً من الجمهور الأمريكى أو الزائر للمعرض، وكان هناك معرضان فى الدرعية بالمملكة العربية السعودية، آثار إسلامية بمعرض شطر المسجد الحرام، ولن تتأثر تلك المعارض بافتتاح المتحف المصرى الكبير الذى يعد أيقونة المتاحف وصرحاً كبيراً يسوق لنفسه بل على العكس، فكل المهتمين بالثقافة حول العالم سوف يحريصون على زيارة المتحف المصرى الكبير فور افتتاحه.