افتتح أمس د. محمد مختار جمعة وزير الأوقاف الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الأول للواعظات الذى عقد بعنوان: «تأهيل الواعظات ودورهن فى مجال الدعوة وخدمة المجتمع» بأكاديمية الأوقاف الدولية، مؤكدا أن وزارة الأوقاف لديها 17 قيادة نسائية على رأس العمل القيادي، وأن عدد من تم تكريمهن من السيدات فى وزارة الأوقاف على مدار 130 عامًا هما سيدتان فقط، فى حين تم تكريم 6 سيدات فى العشر سنوات الأخيرة فى عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي، حيث حصلن على أعلى وسام يمنح لكبار العلماء وهو وسام العلوم والفنون من الدرجة الأولى يأتى ذلك فى إطار اهتمام الدولة المصرية بتكريم المرأة، مضيفا أن استعانة الأوقاف بالمرأة فى عنصر الدعوة يمثل تجربة فريدة وطنيًّا وعربيًّا وإسلاميًّا ودوليًّا، فى إطار رؤية الدولة المصرية تمكين المرأة بمختلف المجالات، مشيرا فى كلمته إلى أن المرأة أسهمت فى سد فراغ كبير فى مجال الدعوة النسائية، سواء فيما يتصل بقضايا المرأة، أو تنشئة الأطفال، أو الإشراف والسيطرة على مصليات النساء بالمساجد، معلنا أن عدد الواعظات فى الأوقاف 700 واعظة، من بينهن 80 عضوة هيئة تدريس بالجامعات المصرية، فضلا عن إجادة عدد كبير منهن لإحدى اللغات الأجنبية الإنجليزية أو الفرنسية أو غيرها، معلنا مواصلة التدريب والتأهيل المستمر للواعظات بأكاديمية الأوقاف بمشاركة أساتذة البروتوكولات والمراسم وعلم النفس وفى كل ما يتصل بالثقافة العصرية، وتوفير دورات تدريبية للواعظات فى أكاديمية ناصر العسكرية العليا، وتأهيلهن للحصول على شهادات ICDL من مركز الحاسب الآلي، ودورات المهارات الإعلامية، مشيدا بدور الواعظات فى ترسيخ أركان المواطنة من خلال برنامج واعظات وراهبات الذى يقام بالتعاون مع الكنائس المصرية فى مصر.
أوضح وزير الأوقاف أن هذا المؤتمر الأول الذى يعقد للواعظات على مستوى الوطن، ولكن هذه التجربة جديرة بأن تُنقل للعالم من خلال مؤتمر المجلس الأعلى للشئون الإسلامية الأول للوعظات الذى يعقد فى أواخر أغسطس القادم.
فيما أشار د.مصطفى الفقى المفكر السياسى إلى أن مصر هى الحافظ الحقيقى للإسلام لا يجادل فى ذلك أحد فهى ليست مهبط الوحى ولا مبعث الرسالة ولكنها المحافظ الحقيقى على صحيح الدعوة وعلى الثقافة العربية الإسلامية، بل هى الوعاء الحضارى الباقى للوجود الإسلامى على الأرض.
مضيفا أن وزارة الأوقاف نجحت فى ملف عمارة المساجد، فلم تعد المساجد أماكن للتقاعس أو للكسل أو موطنًا للغلو، ولكنها استعادت ريادتها كدور للعبادة والاعتكاف وتعلم القرآن الكريم وتعاليم الدين السمحة، وهذا له دوره العظيم فى الدفاع عن الدين الحنيف وانتشاره ودرء الشبهات عنه، مبينا أن تقدم الواعظات للصفوف سوف يكون له تأثير كبير ليس فى المنطقة العربية فقط وإنما فى العالم الإسلامى كله.
بينما أشار د. عبد الله النجار عضو مجمع البحوث الإسلامية أن تجربة الواعظات فى الدعوة أسهمت فى القضاء على الخلايا الإرهابية التى تخرجت فى المساجد بسبب بعض العقول النسائية التى دخلت مجال الدعوة الإسلامية ولقنتهم مبادئ بعيدة عن هدى الإسلام وروحه السمحة.
فيما أكد الشيخ خالد الجندى عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية أن المرأة هى القصد فى الدعوة وتأتى منزلة الدعاة بعد ذلك من الذكور فى الدرجة أو المنزلة التالية، مشددا أن مكان المرأة فى الصف الأول فى عداد الدعاة عند رب العالمين، مضيفا أن عدم قيام المرأة بالدعوة يمثل حجر عثرة أمام كل دعوة للإصلاح أو التطوير.