يوما بعد الاخر تتزايد حدة الانقسامات فى الداخل الاسرائيلي، فبينما تظاهر العشرات بقيادة وزير المالية الاسرائيلى بتسلئيل سموتريتش للمطالبة بعدم إبرام صفقة مع حماس والاستمرار فى العملية العسكرية، قالت مصادر اعلامية اسرائيلية إن القادة الأمنيين فى اسرائيل توصلوا الى أن الحرب وصلت الى طريق مسدود وأن الأولوية هى استعادة المحتجزين لدى حركة حماس.
ويقف رئيس وزراء دولة الاحتلال بنيامين نتنياهو متحدياالعالم المطالب بوقف الحرب فى غزة وضغوط وزراء اليمين المتطرف فى حكومته المعارضين لذلك. وأحدث تلك الضغوط ، مظاهرة فقد قادها سموتريتش أمام مكتب نتنياهو دعته لعدم التوصل إلى اتفاق حول الرهائن الإسرائيليين.
تظاهر العشرات من منتدى تنتسب إليه العائلات الإسرائيلية الثكلى من الحرب، للمطالبةأمام مكتب نتنياهو مطالبين بعدم إبرام صفقة حركة حماس. ورفع المتظاهرون شعارات ضد الصفقة المتوقعة وطالبوا رئيس الوزراء بعدم قبولها، كما منع محتجون دخول المركبات التابعة للوزارة من الدخول قبيل اجتماع الحكومة فى القدس المحتلة، بحسب وسائل إعلام محلية.
يأتى هذا بعدما دعا سموتريتشإلى الإسراع فى شن الهجوم المقرر للاحتلال على مدينة رفح، جنوبى قطاع غزة، مشددا على رفضه لاتفاق حول تبادل الأسرى مع حركة حماس قد يؤدى إلى إنهاء الحرب الإسرائيلية المتواصلة على قطاع غزة منذ 211 يوما.
شدد سموتريتش على أن الأولوية تبقى لاجتياح رفح. إن «الحكومة الإسرائيلية لديها تفويض واحد فقط وهو الانتصار»؛ واعتبر أن «صفقة انهزامية من شأنها أن تنهى الحرب دون تحقيق النصر المطلق هى كارثة»، وختم بالدعوة إلى اجتياح «رفح فوراً.
وتكشفت القناة 12، الاسرائيلية أن مكتب نتنياهو قدم إحاطات صحفية على لسان «مسئول سياسى رفيع» شدد فيها على أن إسرائيل لن تتنازل عن اجتياح رفح ولن توافق على إنهاء الحرب.»
بدوره رحب وزير الأمن القومي، إيتمار بن غفير، بقرار نتنياهو بشأن عدم إرسال الوفد الإسرائيلى وعبر عن أمله أن يفى أيضا بالالتزامات الأخرى التى قطعها لى فى الاجتماع الذى عقده معى الأسبوع الماضي: لا للصفقة، نعم لرفح.»
ولوح بن غفير بإسقاط الحكومة فى حال لم يَفِ نتنياهو بالالتزامات التى تعهد له بها، وقال: «رئيس الحكومة يعرف جيدًا ثمن عدم الوفاء بهذه الالتزامات.
وعكس هذا المشهد واقع الحال فى إسرائيل اليوم حيث الغالبية من الإسرائيليين تؤيد الاتفاق الذى يرفضه اليمين الإسرائيلى المتطرف بقيادة سموتريتش وبن غفير.
حيث أفادت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية أمس، بأن قادة الأجهزة الأمنية توصلوا فى اجتماع قبل أيام إلى أن الحرب فى غزة وصلت إلى طريق مسدود و أجمعوا على أولوية استعادة المحتجزين. وكشفت الصحيفة أن «استعادة المحتجزين ستكون مقابل عودة الفلسطينيين لشمال القطاع دون شروط والانسحاب من نتساريم.
وقالت «يديعوت أحرونوت» أن المسئولين خلصوا إلى أن الحرب وصلت لطريق مسدود فى ضوء عدم دعم الولايات المتحدة عملية فى رفح، وذلك تزامنا مع عدم إمكانية التوصل لاتفاق بشأن جبهة الشمال دون تهدئة بغزة.
ولفتت الصحيفة العبرية إلى أن المسئولين الأمنيين الإسرائيليين رأوا أن الجيش لا يخوض حربا فعلية فى غزة ونتنياهو وبن غفير يتجاهلان هذه الحقيقة، وقد أجمع المسئولون على أن إسرائيل فقدت ميزتين أساسيتين هما الدعم الأمريكى ووحدة الشارع.