لن نصل أبدا إلى دورى الفضيلة الذى ينادى به البعض فى الفترة الأخيرة، فهناك مسافة ليست بالقصيرة بين ما نحلم به وما نعيشه على أرض الواقع من مشاهد وأحداث، فهناك من يتفنن ويجيد إشعال الفتن وتوسيع الفجوات بين الجماهير والفرق، ويعيش بشكل جيد فى هذه الأجواء، ويسعى جاهدا للحفاظ على وجودها وتنميتها بأى شكل..
بالأمس تعرض محمود عبد الرازق «شيكابالا» لوابل من الشتائم والهجوم غير المبرر من قبل البعض، ونالت هذه الهتافات من بيته وأسرته بشكل كبير، ونفس الأمر بالنسبة لغيره من اللاعبين الذين تركوا فرقهم وانتقلوا إلى أخرى لسبب أو لأخر، ولم يجد هؤلاء من يتصدى لهم بشكل حاد وحاسم، فصار الأمر أسهل مما يتوقعه الكثيرون، وصرنا أمام نماذج أصعب وأكثر قسوة منها ما تعرض له أحمد مصطفى زيزو لاعب الأهلى الحالى والزمالك السابق، وما أعقبه من مطالبات بالتصدى لهؤلاء، وتوقيع عقوبات قاسية عليهم قد تصل إلى حد الحرمان الدائم من حضور المباريات..
المبدأ لا يتجزأ أبدا، ظهور المطالبات فى بداية الأمر كان يضمن عدم تكرار هذه المشاهد، لكن تلوين هذه المطالبات واختلافها باختلاف وتنوع الأندية والفرق صار سببا مباشرا لتزايد الصور المسيئة وانتشارها بين الحين والأخر، فتوالى سقوط الضحايا الواحد تلو الأخر، وليس من المنطقى أو المقبول التمييز بين هذا وذاك من منطلق اختلاف الانتماءات، فالخطأ والتجاوز واحد ولابد من رفضه فى كل الأحوال، وليس قبوله أو الصمت حياله إذا كان يمس أو يتعلق بلاعب فريق أخر، والتعصب والغضب والثورة إذا تعلق الأمر بلاعب فريقي.
ليس مستحيلا التعلق بوصف دورى الفضيلة وتتبع خطوات الوصول إليه، بل على العكس تماما هو أمر محمود ويستحق منا عناء التفكير فيه والسعى وراء تحقيقه، ولكن بلوغه يتطلب منا الشفافية الكاملة وتغليب الصالح العام، وتطبيق اللوائح بما تتضمنه من عقوبات وقرارات على الجميع وبسرعة غير قابلة للتفكير أو التردد، وتقديم نماذج واضحة للحسم والحزم والضرب بيد من حديد على كل من يسعى لتعكير صفو المسابقة الرسمية والجماهيرية الأولى فى مصر.
دعونا من فكرة التحزب وفقا للنادى أو اللون المفضل، فلم يعد الأمر منصفا فى كل الأحوال، وعلينا التفكير بجدية فيما هو قادم ومتطلبات المرحلة ومواجهة تحديات الحفاظ على مكانة وقيمة الدورى المصرى وسط الدوريات الكبرى فى المنطقة..