لا شك أن الصورة الذهنية لمصر فى الخارج قد تغيرت تماماً خلال السنوات القليلة الماضية.. وعادت زيارة مصر من جديد.. وهى التى تراود دائماً أحلام الكثيرين من مختلف دول العالم.. لتصبح فى مقدمة الدول التى يقبل على زيارتها السائحون.. لأسباب كثيرة.. فى مقدمتها حالة الاستقرار التى تعيشها مصر ونجاح القيادة السياسية فى إعادة الأمن والأمان إلى ربوع البلاد.. والقضاء على الإرهاب.. وتطهير سيناء من البؤر الإرهابية.. وان كانت مصر قد دفعت ثمنا باهظاً للقضاء على الإرهاب الذى كلفها دماء الآلاف من أبنائها.. وهو ما لا يقدر بثمن.. إلى جانب التكلفة المادية لمحاربة الإرهاب والقضاء عليه.. ولم يكن القضاء على الإرهاب وعودة الأمن والأمان إلي ربوع البلاد وحدهما هما السبب فى تحسين الصورة الذهنية لمصر فى الخارج.. بل ساهمت العديد من المشروعات والفعاليات فى تحسين هذه الصورة.. بداية من موكب نقل المومياوات الملكية من المتحف المصرى بالتحرير إلى متحف الحضارة بالفسطاط.. ثم أعقبها الاحتفال بافتتاح طريق الكباش بالأقصر.. وهما الحدثان اللذان تابعهما العالم بأسره وجعلا مصر محط الانظار.. وساهما بنسبة كبيرة فى تحسين الصورة الذهنية لمصر.. وهما أيضاً الحدثان اللذان فتحا الباب من جديد لإقامة العديد من الاحتفالات العالمية بمنطقة الأهرامات والأقصر.. وصولاً إلى حفل زفاف الملياردير الهندى بمصر الذى أقيم على مدار أربعة أيام.. ووصلت مشاهداته على وسائل التواصل الاجتماعى إلى أكثر من أربعة مليارات مشاهدة.. إلى جانب أنه ضخ للاقتصاد المصرى حوالى ثلاثة ملايين دولار فى أربعة ايام.. وساهم من جديد فى تحسين الصورة الذهنية لمصر فى الخارج.. وفتح الباب من جديد أمام الكثيرين لإقامة احتفالات مماثلة.. وهو ما سيتحقق قريبا بإذن الله..
من هنا فإن تحسين الصورة الذهنية واستمرار تزايد التدفقات السياحية لا بد ان يضع الجميع أمام مسئولياته.. ويجعلنا نفكر فى كيفية الإسراع بخطواتنا نحو المستقبل.. كى نذلل كافة العقبات أمام المستثمرين السياحيين حتى نحقق ما نحلم به جميعاً مع الدولة باستقبال 30 مليون سائح عام 2028.. ان لدينا طموحات كبيرة بالوصول إلى هذا الرقم.. وهو امر نستطيع تحقيقه فى ظل ما ننعم به من استقرار وأمن أمان.. بل يمكن ان نتخطى هذا الرقم.. فى حال توفر الطاقة الفندقية اللازمة لذلك.. خاصة فى نطاق القاهرة الكبري.. التى تحتاج لآلاف الغرف الفندقية.. خاصة مع الافتتاح المنتظر للمتحف المصرى الكبير.. والاقبال المتوقع على زيارته.. وسيساهم المتحف فى ازدهار السياحة الثقافية من جديد.. وهو نفس الأمر الذى تحتاج اليه مدينتا الأقصر وأسوان.. ولكن حاجة القاهرة أكبر.. فيمكن خلال عام ان نضيف فى حدود خمسة آلاف غرفة جديدة فى وسط القاهرة من خلال تحويل مقرات الوزارات التى تم نقلها إلى العاصمة الإدارية الجديدة إلى فنادق.. وجزء من هذه المقرات كانت قصوراً.. وستتحول إلى فنادق فاخرة.. تجذب ملايين السياح.. ولا بد ان يسارع الجميع الخطوات فى إزالة اى معوقات أمام تحويل هذه المقرات إلى فنادق اسوة بما يتم حالياً مع مجمع التحرير الجارى تحويله إلى فندق ومول تجاري.. أن كل الشواهد الحالية تشير إلى انه بالإمكان تحقيق الحلم وتحويله إلى حقيقة عام 2028.. ولكن علينا الأسراع فى العمل.. وهو عمل كامل لا بد ان يشارك فيه الجميع.. فى مقدمتهم المستثمرون السياحيون الذين لا بد ان ينتهوا من تحديد مطالبهم.. واختيار الأسلوب الذى يناسبهم لانهاء تحويل هذه المبانى إلى فنادق.. وفقا لما تم الاتفاق عليه خلال الاجتماع الذى عقده الدكتور مصطفى مدبولى رئيس مجلس الوزراء فى شهر يوليو الماضي.. والذى تناول خلاله أكثر من عرض من بينهم ان تقوم الحكومة بتنفيذ التعديلات المطلوبة وفقاً لما سيقدمه المستثمرون.. أو تعقد شراكة بين الحكومة والمستثمرين.. وحلول أخرى كثيرة تشير إلى استعداد الحكومة للتعاون بكافة الطرق للانتهاء من هذا التحويل والشروع أيضاً فى إنشاء فنادق جديدة فى أسرع وقت.. ومن هنا نأمل ان نسمع قريباً الإعلان عن تقدم حقيقى فى هذا الملف المهم الذى يساهم فى زيادة الطاقة الفندقية بالقاهرة.. وتحيا مصر.