تقف الولايات المتحدة الامريكية حائط صد ومانعاً ضد أى قرار من شأنه حل القضية الفلسطينية– الاسرائيلية وإعلاء كلمة الحق ضد الاحتلال الصهيونى للأراضى العربية الفلسطينية.. فخرج الفيتو الامريكى مؤخراً ضد قرار بمجلس الامن يطالب بمنح فلسطين العضوية الكاملة بالامم المتحدة.. وكانت الدولة الوحيدة مقابل 12 دولة مؤيدة ودولتين امتنعتا عن التصويت هما بريطانيا وسويسرا.. ورفض الفيتو الامريكى دائما أى قرار من شأنه إنهاء الابادة الجماعية التى يقوم بها الاحتلال الصهيونى ضد الشعب العربى الفلسطينى بغزة، ودائما ما يقف بجانب الظلم والطغيان ضد العدل والحق والسلام.
الولايات المتحدة حريصة على عدم الاعتراف بدولة فلسطين فى الأمم المتحدة، معتبرة أن الاعتراف بفلسطين سيغير قواعد اللعبة ولن يكون الأمريكيون قادرين على تحريك الخيوط سياسياً، بل سيكونون أكثر عزلة حسب رؤيتهم.. لتظل المنطقة مسرحاً لها ولمصالحها على حساب الإنسانية والعدالة والحق.
السياسة الامريكية، خاصة فى الآونة الاخيرة كشفت لدول العالم جميعا كذب شعارات الديمقراطية والحرية والعدالة التى دائما ما تتكلم عنها.. وأحدثت تعاطفاً مع حقوق الشعب الفلسطينى من معظم دول العالم، لاسيما الشعوب الحرة.. وأصدق مثال حالة الغليان والتظاهرات الطلابية فى الجامعات الامريكية والأوروبية ضد عمليات الابادة والقتل التى يمارسها الاحتلال الصهيونى ضد الشعب الفلسطيني.. كما أن العديد من دول العالم يرغبون بالاعتراف بالدولة الفلسطينية المستقلة، لولا الضغط الامريكى المستمر لإجهاض هذا الحق.
فلنعترف، ولا يخفى على أحد حالياً أن الولايات المتحدة الامريكية تساعد الإرهاب فى العالم، وتتسبب فى قتل الشعوب ونهب ثرواتها، ومشاركتها إسرائيل فى الإبادة الجماعية لسكان قطاع غزة خير دليل.
ما جدوى وجود المنظمات الدولية مثل مجلس الامن والامم المتحدة، طالما تتحكم فيها الدول العظمي، خاصة الولايات المتحدة الامريكية؟!.. فالنظام المتبع بإفشال أى قرار بفيتو واحد من أى الدول الاعضاء السبع الدائمين، ظالم وأفقد دور وأهمية مثل هذه المنظمات، ويخدم فقط مصالح هذه الدول.. والاولى أن يلغى هذا النظام ويصبح بتصويت الاغلبية أو على الاقل بأغلبية التصويت من الدول السبع من لهم هذا الحق.. ودون ذلك يظل المجتمع الدولى ظالماً وفاسداً ومنافقاً.. عالم مليء بالسواد والازدواجية فى المعايير.. والنتيجة تطبيق القرارات والعقوبات فقط على الضعفاء بدلاً من مساندتهم ضد الظلم والطغيان.. ولا ننسى قرارات محكمة العدل الدولية التى يتعامل معها الصهاينة انها حبر على ورق، تحت مظلة ودعم أمريكي– غربي.
إن الصمت العالمى عن المجازر والابادة الجماعية لأهلنا فى غزة ونحن على وشك بداية الشهر الثامن، لهو خزى وعار على المجتمع الدولي.. وأظهر أن البقاء للأقوى وصراع المصالح من يحكم هذا العالم.
هنا من المذنب؟!.. القوى العظمى الظالمة التى لا تعمل إلا حسب أهوائها ومصالحها فقط؟!، أم المؤسسات الدولية المتخاذلة والمنبطحة تحت غطرسة الولايات المتحدة الامريكية التى ترعى الارهاب الصهيوني؟!،