منذ عدة سنوات قادتنى الظروف للجلوس على شاطئ مدينة القصير فى نفس مكان ميناء الحج القديم للحجاز.. وكم كانت سعادتى وحالتى الروحية والنفسية عندما علمت أن هذه البقعة من أهم المزارات السياحية الدينية.
وقد عشت تلك المشاعرمرة أخرى منذ أسابيع قليلة عندما أعلنت منظمة اليونيسكو رفع دير «أبومينا» من قائمة الأماكن الأثرية المهددة بالخطرإلى قائمة التراث الدائم بالمنظمة بعد 15سنة من جهود أجهزة الدولة المختلفة والكنيسة المرقسية لإزالة المياه الجوفية التى كانت تهدد الموقع بمدينة برج العرب والذى يتمتع بقيمة روحية وأثرية لايمكن تقديرها حيث يبلغ عمره «1729سنة».
على الفور اتخذ اللواء خالد فوده مستشار الرئيس للتنمية المحلية رئيس اللجنة العليا لإدارة وحفظ مواقع التراث العالمى إجراءات بدء خطة الترويج لأهم محطة أثرية للحج المسيحى والأثر المسيحى الأشهر عالمياً حيث كانت تعد المحطة الثانية للحج بعد بيت المقدس.. لجذب الزوار من جميع أنحاء العالم.. وتشمل إجراءات الترويج وضع المنطقة على خريطة السياحة الدينية القبطية والترويج لها فى بورصات السياحة العالمية الكبرى وإنشاء البنية التحتية القوية لاستيعاب الأفواج القادمة مثل إنشاء الفنادق وتمهيد الطرق المؤدية للمكان وإنشاء مواقع خدمية ووضع علامات إرشادية واضحة ومضيئة جديدة على الطريق بين الإسكندرية والدير.. بالإضافة إلى ترميم بقايا الأسوار الخارجية والبوابات المحيطة بالمدينة الأثرية التى تضم منازل وحمامات واستراحات خاصة بالوافدين للمنطقة.
وبدأ «فوده» الإعداد لاجتماعات تحضيرية تجمع بين مؤسسات الدولة المعنية بالأمر وفى مقدمتها وزارتا الأثار والسياحة ليتم التنسيق بينهما لوضع خطة زمنية محددة للانتهاء من إجراءات الترويج السياحى مثلما يحدث مع المبانى الأثرية فى مختلف دول العالم والتى تحظى باهتمام بالغ من الحكومات هذه الدول والتى تجذب سنوياً ملايين الزائرين مما يسهم فى رفع معدلات السياحة والارتقاء بالاقتصاد المحلى وزيادة الدخل من العملة الصعبة.. والتعريف بتلك الأماكن التاريخية.
حتى يتم نسب الحق لأهله فقد وجه «فوده» الشكر للدكتور خالد العنانى وزير الآثار السابق لأنه صاحب مشروع خفض منسوب المياه الجوفية بمدينة أبومينا عام 2019 والترميم الشامل للعناصر المعمارية المتبقية بالدير.. وتحيا مصر.