أضحى الذكاء الاصطناعى من ضروريات الحياة اليومية لتسهيل التعامل مع العالم من حولنا رغم فوائده التى تساعد الإنسان فى التواصل والتفاعل مع الآخر والذى تدخل فى معظم المجالات الصناعية والزراعية والبحث العلمى وغير ذلك.
رغم حاجة المجتمع إلى الذكاء الاصطناعى إلا أن هناك مخاوف من استخدامه بطريقة خاطئة وهذا ما يحدث الآن وبكثرة منها توليد صور ومقاطع فيديو أو صوت أو نصوص مزيفة من خلال استخدام أدوات التعليم الآلى المتقدمة، بما يؤدى إلى انتشار المعلومات المضللة على نطاق واسع عبر شبكة الانترنت الأمر الذى يؤدى إلى فقد الثقة فى هذا الوافد الجديد ويقوض الثقة فى مصادر الأخبار الناتجة عنه.
تم صباح الجمعة الماضية فبركة فيديو بالصوت والصورة لفضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر وهو يدعو أئمة المساجد لخروج الناس فى تظاهرات سلمية فى الميادين العامة فى المدن مطالبا عموم الشعب إلى صلاة الجمعة فى الجامع الأزهر ليكون الإمام فى مقدمتهم تضامناً مع أهل غزة وتقديم المساعدات الغذائية والدوائية مطالباً رجال الشرطة التعاون مع الجماهير وعدم التعرض لهم.. فى حين أن فضيلة الإمام الأكبر برىء من هذا الفيديو.. مثل هذا العمل يهدد الأمن والسلم الاجتماعى بل والأمن القومى.
استطاع الغرب استخدام الذكاء الاصطناعى فى مجالات عديدة مثل اجراء العمليات الجراحية وفى تطوير المنتج الزراعى وتطوير الأسلحة النووية والحربية وهذا هو الطبيعى أن يتم استخدامه فى تحسين الكفاءة الانتاجية، والمساعدة الرقمية وظهور اختراعات جديدة مثل الكشف المبكر عن السرطان، كما يمكن أن يساعد الدارسين على تطوير مهاراتهم مثل التفكير النقدى وحل المشكلات والابداع والتعاون ويمكن للأنظمة الذكية توفير بيئة تعليمية تحاكى الواقع مما يساعد الطلاب فى مختلف المراحل الدراسية على اكتساب الخبرات العلمية وتطبيق المعرفة النظرية.
وللذكاء وظائف عديدة فى معظم المجالات منها تنظيم حركة المرور، والتطوير المستمر لاستخدام السلاح وفى مجال الطيران.
لقد تحول الذكاء الاصطناعى من الهدف الأسمى الذى صمم من أجله الى هدم القيم والأخلاق المجتمعية والتى ظهرت بوضوح على الانترنت من خلال استخدامه من خلال الأطفال الذين هم فى عمر الزهور وهم يقولون ألفاظاً خارجة تهدد القيم النبيلة التى نعلمها للتلاميذ فى المدرسة والتى تتعارض مع ما يدعو إليه الإسلام منها احترام الأبوين واحترام الصغير والكبير وعدم الخروج على القيم الأخلاقية التى جاءت بها الشرائع السماوية.. يا لها من حسرة.
المجتمع المصرى فى خطر بسبب تحويل مسار الذكاء الاصطناعى عن طريقه الأصلى الذى صمم من أجله.. لم يكن فيديو فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الأول ولن يكن الأخير.
أطالب برقابة مشددة على مثل هذه الفيديوهات والسعى الحثيث على حذفها بل ومطاردة من يبثون مثل هذه الأعمال المشينة التى ترسخ لفساد الأخلاق من خلال بث الرذيلة والفاحشة والتى يتردد على سماعها قطاع لا بأس به من الشباب والصغار من باب الضحك ولكنها فى النهاية تمثل خطراً على المجتمع بأسره هذا ما كان يسعى إليه الآخرون الذين صمموا هذا الوافد إلينا وكان الهدف الأسمى لهم هو هدم قيمنا المجتمعية وافساد شبابنا شأنه شأن الادمان والأفلام الإباحية وكل ما يؤدى إلى خروج ابنائنا عن الجادة والصواب وبذلك يكونون قد حققوا هدفهم بتنشئة جيل خائر غير قادر على بناء المجتمع ولنكون عالة عليهم فى كل شىء.