إعادة التدوير سلوك مصرى عريق ورشيد.. علمته لنا الأمهات والجدات أصحاب شعارالبيوت «مفيش حاجة تترمى» يصنعن من الأكل البايت وجبة طازجة ومن الملابس القديمة «نيولوك» يؤكد أن الموضة لا تبطل ومن الأشياء المتناثرة فى البيت يجدن لها الاستخدام الجديد وربما الخادع الذى يحول علبة الآيس كريم إلى برطمان للمخلل البيتى أو يهبط بفخامة الشيكولاتة إلى مجرد علبة صفيح تحفظ الأزرار.
وهكذا كانت الحكاية فى كل البيوت.. انتبه لها شباب بدرجة فنان قرر أن يحول إعادة التدوير إلى مبادرة متنوعة الفعاليات ليصل إلى شباب آخرين يشجعهم على «الشياكة المستدامة» تعبير يختصر إعادة استخدام الملابس والخامات المتاحة ليخرج منها بأشكال متنوعة تمنحها العمر الطويل وتحقق معادلة الحفاظ على البيئة والتوفير.
الصديقة نورهان شكرى حضرت معرض مبادرة الشياكة المستدامة بوسط القاهرة وسجلت أجواء من الأساليب المبتكرة فى إعادة التدوير قدمها منظمون واعون وعارضون متحمسون و زائرون داعمون ومنبهرون آملين أن يمتد نطاق المبادرة إلى خطوات عملية داخل البيوت.
ده المكان
والمبادرة الشبابية بامتياز تحمل عنوانا بليغا»الشياكة المستدامة» أو From waste to good taste ينظمها للعام الثانى المركز الثقافى كوكون بالتعاون مع بنك الكساء المصرى تحت رعاية السفارة الإيطالية
واختير مكان الفعاليات بعناية فى وسط البلد جراج معد لاستضافة الفعاليات الثقافية بين مكانين أحدهما ساحة للعرض والورش الفنية والآخر نموذج لبيت..جميع غرفه من خامات معاد تدويرها ..فتحولت شنط السفر التى تزحم البيوت – بلا سفر– إلى سرير و تحولت الكتب المتراصة إلى مكتب وهكذا .
وهؤلاء.. صناع
والفكرة مبتكرة والجهد مشكور لصناع الحدث نتحدث مع محمد كمال مدير مركز كوكون الثقافى واحد من المنظمين ويشرح الفكرة التى بدأت من النقص الكبير فى العاملين على إعادة التدوير والرغبة فى تسليط الأضواء على المنتجات والشركات صديقة البيئة تسعى لشياكة مستدامة تعتمد على خامات معاد تدويرها بدلا من الموضة السريعة التى تقوم على مواد ضارة للبيئة وتتسبب فى وفيات مئات الأطفال كل عام بمعدل 485 طفلا وهو ما رمزنا له بحائط لونه أحمر وعليه متعلقات وألعاب الأطفال الضحايا .
ومن خلال المعرض ذكرنا الناس بأساليب صديقة للبيئة اعتمدها المصريون منذ القدم مثل البناء بالطوب اللبن بدون اسمنت أو ملوثات
وتحت سقف المعرض 15 ورشة عمل تعلم الشباب الاستفادة القديمة مثل بنطلون جينز أو زجاج مكسور أو ورق جرائد أو مجلات وهكذا …
وشارك معنا 21 «ماركة مصرية» بمنتجات معاد تدويرها لنوضح للشباب أن هناك حياة أخرى لكل قطعة نرتديها لا تنتهى بمجرد السأم من ارتدائها أوظهور موضة جديدة بل يمكنك الاستفادة منها وتجديدها بدلا من شراء قطعة جديدة بمبالغ باهظة أو على الأقل تقديمها لبنك الكساء الذى يتعامل معها بما يفيد الآخرين.
ولتوضيح فكرتنا وإمكانية تحقيقها داخل البيوت قدمنا شقة بغرفها صممتها ملك حلمى من ديكورات معاد تدويرها بمشاركة شركات كبرى تحمست للفكرة.
وهذا المعرض نقيمه للعام الثانى ونحصد المزيد من التفاعل والنجاح بعدد زوار تجاوز الـ 4 آلاف بدعوات مجانية ولمسنا منهم أن الناس أصبحت فاهمة أكثر والشركات بادرت بالتواصل معنا لتوصيل ثقافة إعادة الدتوير لموظفيها والتعرف على الماركات المحلية خصوصا بعد المقاطعة تستحق التشجيع لأنها تقدم بأسعار معقولة منتجات قيمة مصنوعة بحب وبتعب وفكر وهذا من أهم أدوارنا كمركز ثقافى يدعم الفنانين أصحاب الفن المختلف ونعمل معهم فى أماكن كثيرة مثل الساحل وسيناء ومكتبنا فى وسط البلد ونتعاون مع أفراد وشركات ومعارض ومنظمات.