تعد «حرب» غزة والإصرار من جانب اليمين المتطرف على عدم إيقاف تلك «الإبادة الجماعية» من خلال استخدام سلاح التجويع دليلا قاطعا على بشاعة تلك «العقلية الصهيونية» الدموية التى تقوم على منهج التحريم بحد السيف وإبادة النسل والحرث والضرع .. تقوم دولة إسرائيل على ركنين أساسيين الأول سياسى وهو ما تحقق فى 1948 مع إعلان قيام دولة إسرائيل والثانى دينى وهو ما لم يتحقق بعد ولكنه ضرورى لإقامة ما يعرف «بالملك الصهيونى» دولة إسرائيل الكبرى وهو ما يسعى اليمين المتطرف إلى تحقيقه من خلال الإعداد والاستعداد لبناء الهيكل الثالث على أنقاض المسجد الأقصى وقبة الصخرة .. تعتمد الدولة الإسرائيلية على انتزاع بعض النصوص التوراتية من سياقها وتحويلها إلى أهداف سياسية ثابتة لا يجوز الخروج عليها لإنها اكتسبت قدسية النص التوراتى من ناحية ومن ثم شرعنة ما تقوم به من تجاوزات وتعديات منها تلك الآية « هانذا أرسل ملاكى فيهيئ الطريق أمامى ويأتى بغتة إلى هيكله السيد الرب الذى تطلبونه ويقصد «المسيا» «ملاخي1:3» .. لذلك يعد «المسجد الأقصى» وجبل الهيكل بؤرتين لإشعال الصراع الفلسطينى الإسرائيلى بسبب القيود الإسرائيلية التى تحول دون الوصول إلى المسجد الأقصى والأعمال الاستفزازية من قبل الجماعات اليمينية المتطرفة التى تؤدى إلى وقوع اشتباكات لاسيما فى الأعياد والمناسبات الدينية.
لقد كان دافع 7 أكتوبر الذى أدى إلى اشتعال الحرب فى «غزة» هو الحيلولة دون هدم «المسجد الأقصى» و«قبة الصرخة» والبدء فعلياً فى «بناء الهيكل الثالث «بعد أن تم نقل خمس بقرات حمراء بالقرب من جبل المعبد تمهيداً لذبحها وتدشين «الهيكل الثالث» استعداداً للدخول فى «العصر المسيانى» أى عودة المسيح.. فى أعقاب احتلال إسرائيل للقدس الشرقية فى 1967 تم الاتفاق على ذلك الترتيب الذى يهدف إلى الحفاظ على»التوازن الدينى» بأن يصلى اليهود عند الحائط الغربى «حائط المبكى» والمسلمون فى ساحة الأقصى مع السماح لغير المسلمين بزيارة المسجد الأقصى فى أوقات معينة .. منذ السابع من أكتوبر فرضت الشرطة الإسرائيلية قيوداً مشددة على دخول الفلسطينيين بينما دعا «بن غفير» إلى فرض حظر شبه كامل على المسلمين الفلسطينيين بمن فيهم الإسرائيليون من دخول الموقع المقدس.. ويؤكد «ميكى ليفى» عضو المجلس التشريعى الإسرائيلى بالكنسيت ورئيس شرطة القدس سابقاً على أن الحرم القدسى يعد برميل بارود يمكن أن يفجر العالم ولابد من التعامل معه بحذر.. وقد أكد «عيران تسيدكياهو» الخبير فى الصراع «اليهودى الإسلامى» على أن «جولد شتاين» كان ناشطاً فى جبل الهيكل وكان على صلة بالأماكن المقدسة وكان»بن غفير « معجباً به ويحتفظ بملصق له على جداره.. وتؤكد العديد من المؤلفات الإسرائيلية على أن» الهيكل الثالث» يجرى مجرى الدم فى عروق كل طفل إسرائيلى وهناك إصرار على بنائه والسعى لتحقيق ذلك بدلاً من إنتظاره للتعجيل بعودة المسيا «المسيح».