لا يوجد شعب فى العالم كله متضامن ومتعاون مع الفلسطينيين والعرب مثل الشعب المصري.. تفاعل أطفال وشباب وكبار الشعب المصرى مع المقاومة الفلسطينية عند هجومها الناجح يوم 7 أكتوبر 2023 على مستعمرات غلاف غزة وإحداث مفاجأة إستراتيجية للجيش الإسرائيلى وفضح القيادات السياسية والعسكرية الإسرائيلية أمام العالم كله بسبب نجاح مجموعات من المقاومة الفلسطينية فى التخطيط المتميز وتنفيذ عوامل الإخفاء والمفاجأة والنجاح فى التصنيع المحلى للألغام والصواريخ ومكوناتها الميكانيكية والكيميائية والمفرقعات والمقذوفات المضادة للدروع بواسطة مهندسين وعلماء فلسطينيين بالرغم من الحصار المفروض عليهم منذ عشرات السنوات.. ثم النجاح فى الهجوم وقتل 1200 إسرائيلى وأسر مئات منهم بالرغم من تحفظى على أسر سيدات كبار السن وأطفال صغار.. بالرغم من نجاح المقاومة الفلسطينية فى هجوم 7 أكتوبر 2023 نرى تواجد قصوراً فى إعداد القطاع للهجوم ومقاومة الهجوم الإسرائيلى المتوقع وأسلوب تحقيق الأمن الغذائى والحياتى والمعيشى لحوالى 2.3 مليون فلسطينى داخل القطاع وقصوراً فى إعداد أفراداً أكثر من الشباب الفلسطينيين للاشتراك فى المقاومة الفلسطينية والتصدى للهجوم الإسرائيلى المتوقع والمدعوم من الولايات المتحدة الأمريكية وانجلترا وألمانيا ودول أخرى ومع التطورات التى حدثت منذ السابع من أكتوبر 2023 وحتى الآن نرى مدى التعاطف والتعاون بين الشعب المصرى والدولة المصرية والشعب الفلسطينى متمثلاً فى استقبال مئات الجرحى وعائلاتهم وعلاجهم فى المستشفيات المصرية وإعاشتهم بصورة كريمة بين إخوانهم المصريين وتشجيعهم على إنشاء أعمال تجارية وصناعية داخل مصر واستمرار إرسال قوافل الإغاثة ومستلزمات الإعاشة والمآكل والمشرب والدواء والمستلزمات الطبية والخيام والدقيق والبترول والسولار.. مع استمرار الهجوم الإسرائيلى العنيف والتدمير المستمر لكل مظاهر الحياة داخل القطاع والضفة الغربية واستشهاد أكثر من 62 ألف فلسطينى أطفالاً ونساء ورجالاً وإصابة أكثر من 160 ألف فلسطينى وتركيز إسرائيل على إطالة زمن الحرب كوسيلة لإضعاف أجيال من الشباب والأطفال جسمانياً ونفسياً وعلمياً حيث تم القضاء على المدارس والمستشفيات والنوادى الرياضية والضغط المستمر على الشعب الفلسطينى لإجبارهم على الهجرة الطوعية أو القسرية بالرغم من الموقف الشعبى والحكومى المصرى تجاه الفلسطينيين والعرب منذ عام 1948 وحتى الآن والمساعدة المصرية لإنشاء تشكيل فصائل المقاومة الفلسطينية منذ عام 1952 ودعمهم عسكرياً وسياسياً ومعنوياً ومادياً وبالرغم من الموقف المصرى تجاه الفلسطينيين وقضيتهم منذ السابع من أكتوبر 2023 نرى الآن دخول المقاومة الفلسطينية فى مرحلة أخطاء سياسية واجتماعية أهمها التنسيق والتعاون مع جماعات الإخوان الإرهابية التى يعتبرها الشعب المصرى مع إسرائيل العدو الرئيسى للوطن والشعب المصرى بعد نجاح المصريين فى عودة الوطن لأهله بثورة 30 يونيو 2013.. ولذلك فإن اتجاه المقاومة الفلسطينية متمثلة نحو جماعات الإخوان التى تنتمى إليها حماس سيؤدى إلى إضعاف تعاون وتعاطف أطفال وشباب مصر ذخيرة المستقبل وسيؤدى إلى خسارة حماس لتعاون وتضامن الشعب المصرى حالياً ومستقبلياً.
هنا أتوجه برسالتى إلى المقاومة الفلسطينية فى قطاع غزة أنه بعد النجاحات السياسية والأمنية التى تحققت ومازالت تتحقق بعد نجاحكم فى هجوم السابع من أكتوبر 2023 وتمسك الشعب الفلسطينى بأراضيه بالرغم من الإبادة الجماعية للشعب الفلسطينى بواسطة الصهيونية العالمية ومشاركة الولايات المتحدة الأمريكية وصمود الشباب والأطفال وكبار السن بالرغم من المجاعة التى لم يحدث لها مثيل فى العالم كله وفى العصر الحديث بالرغم من المآسى التى يعيشها 2.3 مليون فلسطينى داخل القطاع تغيرت نظرة الشعوب الأوروبية وبعض الحكومات الغربية نحو القضية الفلسطينية وبدأت تظهر تغيرات جوهرية فى السياسات والتوجهات الغربية متمثلة فى إعلان كندا وفرنسا وعشرات الدول الأوروبية قبولهم للاعتراف بدولة فلسطين منزوعة السلاح بجوار الدولة الإسرائيلية الحالية.
ولذا لابد من قيام قيادات حماس والجهاد بإعادة النظر نحو العلاقات مع الشعب والحكومة المصرية وعدم خسارة التعاطف والتعاون الذى حدث بين أجيال الشباب المصرى الذى سيقود الدولة خلال السنوات القادمة.
لن ولم ير الشعب الفلسطينى تعاوناً وتعاطفاً مثل ما يقوم به الشعب المصري.. أعتقد انه قد آن الأوان لقبول الحل الدبلوماسى والسياسى ودعم خطوات إنشاء دولة فلسطينية مستقلة منزوعة السلاح لكى تستطيع الأجيال الحالية والمستقبلية من الفلسطينيين العيش بسلام والعودة لمراحل التعليم والتثقيف والتعمير والتنمية.
وأخيراً.. أرسل رسالتى للعرب مؤكداً أن المصريين هم أكثر شعوب العالم حباً وتعاوناً مع الشعوب العربية وأكثر الشعوب العربية حباً فى القومية العربية والتعاون العربى السياسى والاقتصادى والعسكرى والتنموي.