إنجازات تحققت فى عهد السيسى:
انتهاء عصر الخط الهمايونى بعد 160 عامًا من العمل
تقنين 3160 كنيسة ومبنى خدمياً
بناء وترميم الكنائس التى دمرها أهل الشر
قبل أكثر من 10 سنوات كانت مصر على موعد مع مرحلة جديدة من العمل الوطني، مرحلة عنوانها الرئيسى «الجمهورية الجديدة»، التى تعد بداية تنطلق فيها الدولة المصرية نحو آفاق أرحب وأكثر قوة واتساعًا، مرحلة حددت فيها الدولة المصرية بوصلتها بدقة شديدة، وأعلنت انحيازها للمواطن المصرى فى إطار رؤية تؤمن قولًا وفعلًا بمفهوم «المواطنة».
وارتكزت «الجمهورية الجديدة» فى مفهومها على فكرة جوهرية ورئيسية وهى «البناء» بمفهومه الشامل، بناء البشر قبل الحجر، بناء منظومة القيم المصرية، وإعادة صقل الشخصية المصرية وإظهار أفضل ما فيها بعد ما اعتراها من صدأ وغبار.
هكذا شرعت «الجمهورية الجديدة» فى بناء كل ما هدمه أهل الشر، قبل أن تنطلق فى أكبر عملية عمران شهدتها مصر عبر تاريخها القديم والحديث على حد سواء.
ولا ينسى المصريون يومًا ما فعله «أهل الشر» بالكنائس التى تعرضت لعملية تدمير فى رهان خسرته «الجماعة الإرهابية» على تفتيت وحدة الشعب المصرى التى ظهرت صلبة، قوية، عصية على أن ينال منها أحد. وهكذا سار العمل فى الجمهورية الجديدة وفق رؤية علمية ارتكزت على مجموعة من المحاور التى حرصت على تفكيك البنية التحتية لواحدة من أكثر القضايا التى تسببت فى توتر اجتماعى واضح وهى قضية بناء الكنائس، سواء تلك الجديدة أو ترميم القائم منها.. ومن هنا كانت البداية.
رسائل الرئيس
– فى ليلة السابع من يناير 2015 قام الرئيس عبدالفتاح السيسى بزيارة الكاتدرائية المرقسية الكبرى بالعباسية للتهنئة بعيد الميلاد المجيد، كانت الزيارة مفاجأة بكل المقاييس، ولم يكن مرتبًا لها من قبل، حيث فوجئ المشاركون فى الصلاة بوجود الرئيس السيسى بينهم، مما اضطر البابا لقطع الصلاة من أجل استقباله، حيث هنأ الرئيس الأقباط والحاضرين بعيد الميلاد قائلا: «كان ضرورى أجيلكم عشان أقولكم كل سنة وأنتم طيبين».
– وفى عام 2016 قدم الرئيس التهنئة للعام الثانى على التوالى مؤكدًا أنه جاء للتأكيد على التلاحم الوطنى وتهنئة الكنيسة والأقباط بعيد الميلاد المجيد.
وأعلن الرئيس أنه سيتم ترميم الكنائس التى أحرقت خلال موجة الإرهاب التى عانت منها البلاد، مؤكدًا أن هذا ليس تفضلًا من أحد بل هو حق للأقباط تكفله الدولة، وأشاد بالمواقف الوطنية للبابا تواضروس.
– وفى مطلع 2017 حرص الرئيس أن يحمل العام الجديد فى بدايته أخبارًا سارة، حيث أعلن خلال زيارته الثالثة للتهنئة بعيد الميلاد عن ترميم الكنائس التى تضررت خلال الفترة السابقة، كما أعلن عن تشييد كاتدرائية ميلاد المسيح بالعاصمة الإدارية لتكون أكبر كنيسة فى مصر وبناء مسجد الفتاح العليم بالعاصمة. وقال الرئيس: «عايزين نعلم الناس أننا واحد وأن التنوع خلقه الله ليحترمه البشر لأن الاختلاف إرادة إلهية».
– وفى 2018 شارك الرئيس للمرة الرابعة فى احتفالات عيد الميلاد بكاتدرائية ميلاد المسيح بالعاصمة للمرة الرابعة ليقدم التهنئة خلال تلك الزيارة على البناء الجزئى لكاتدرائية ميلاد المسيح بالعاصمة، وقال الرئيس: «نقدم نموذجا من خلال الكاتدرائية للمحبة بينا وبين بعضنا».
– وفى احتفالات عيد الميلاد المجيد عام 2019، كانت مصر على موعد مع حدث جديد يكشف عن هوية الدولة الجديدة، ففى تلك الليلة تابع الملايين عبر العالم تلك الاحتفالات غير المسبوقة التى شهدت افتتاح مسجد «الفتاح العليم» وكاتدرائية «ميلاد المسيح» فى ليلة واحدة كان عنوانها الأبرز «هذه هى مصر الحقيقية»، وشارك فى الافتتاح الرئيس الفلسطينى محمود عباس، إضافة إلى شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، والبابا تواضروس الثاني.
– واستمر الرئيس فى تقليده السنوى الذى أرساه، حيث حرص على تقديم التهنئة بالعيد فى احتفالات يناير 2020، وأعطى رسالة طمأنة للمصريين، قائلا إنه لا مجال للقلق. واستمر التقليد الرئاسى فى 2021 رغم انتشار جائحة كورونا.
– وفى عام 2022 كشف الرئيس السيسى عن فلسفة الجمهورية الجديدة خلال مشاركته الثامنة فى «احتفالات الميلاد»، مؤكدًا أن طريق الجمهورية الجديدة يتسع لجميع المصريين دون تفرقة أو اختلاف.
– واستمر التقليد الرئاسى راسخًا معبرًا عن صدق وإيمان الرئيس بمفهوم المواطنة باعتباره «عماد الجمهورية الجديدة» حيث شارك بحضور جانب من قداس العيد فى يناير 2023 بالعاصمة الإدارية، وأعرب عن أمنياته بالأمن والمحبة لجميع المصريين.
– وفى يناير 2024 قدم الرئيس السيسى التهنئة بالعيد فى كاتدرائية ميلاد المسيح، وأعرب عن أمنياته بأن يكون عام 2024 نهاية للأزمات التى يمر بها العالم وتكون سنة سعيدة على الجميع وألا تزيد تلك الأزمات التى نعيش فيها. واشار الرئيس إلى دور مصر فى تهدئة الأوضاع فى غزة ووقف إطلاق النار، كما أشاد بمواقف البابا تواضروس الوطنية، قائلا: «إنها مواقف لا تصدر إلا عن رجال»، مؤكدا أنه بتلاحم الشعب المصرى نستطيع عبور الأزمات.
الشاهد فى الرسائل الرئاسية التى قدمها الرئيس خلال هذا التقليد السنوى الذى أرساه خلال الأعوام الماضية بتقديم التهنئة بأعياد الميلاد المجيد أننا أمام ثقافة سياسية جديدة، ومنهج مختلف لـ «الجمهورية الجديدة» التى تنتصر للمواطنة عن إيمان ويقين بأنها البداية الطبيعية على طريق البناء الحقيقى للمجتمع بسواعد كل أبنائه، وتفويت الفرصة على المتربصين بهذا الوطن ومسيرته. إنها «الجمهورية الجديدة» التى تتسع لكل مواطنيها وتفتح قلبها للجميع دون تفرقة أو تمييز، فالكل سواء تحت راية العلم المصرية.
إنجازات كبري
ويمكن القول بضمير وطنى خالص أن «الجمهورية الجديدة» نجحت فى تحقيق إنجازات كبرى فى ملف المواطنة، ما كان لها أن تتحقق لولا وجود إرادة سياسية صادقة، ورؤية واضحة، وعزيمة لا تلين، وتتمثل فى التالي:
* أولًا: إعادة بناء الكنائس التى دمرها أهل الشر
لا يخفى على أحد أن رهان الجماعة الإرهابية منذ الأيام الأولى لثورة 30 يونيه 2013 كان هو ضرب الوحدة الوطنية والتماسك الاجتماعى بين المصريين. وهكذا انطلقت أعمال أهل الشر مستهدفة عشرات الكنائس فى العديد من المحافظات، مما دفع البابا تواضروس الثانى لأن يطلق مقولته الشهيرة: «وطن بلا كنائس خير من كنائس بلا وطن» فى انحياز واضح لا يقبل الشك لمفهوم الوطن وقيمته وأهميته.
كان مقولة البابا تواضروس محل تقدير حقيقى من الرئيس ومسئولى الدولة، وشهدت مصر ملحمة وطنية تولت فيها الهيئة الهندسية للقوات المسلحة بالتعاون مع العديد من شركات المقاولات بناء وترميم تلك الكنائس وإعادتها لما كانت عليه، حيث أعلن الرئيس فى يناير 2017 عن الانتهاء من جميع عمليات الترميم وإعادة البناء، لتعود الكنائس كما كانت.
* ثانيًا: إنهاء العمل بالخط الهمايونى بعد 160 عامًا
لا يخفى على أحد أن عملية بناء الكنائس الجديدة كانت واحدة من أبرز بواعث التوتر خلال العقود الماضية، وكانت العملية تخضع لتفاهمات شخصية تختلف من مسئول لآخر، وفى الأول والآخر كانت خاضعة لأحكام «الخط الهمايوني» الصادر إبان الدولة العثمانية فى عهد السلطان عبد المجيد سنة 1856.
لم يكن ممكنًا أن يستقيم الأمر هكذا فى «الجمهورية الجديدة»، وأن يكون جزءًا من احتياجات قطاع من مواطنيها مازال خاضعًا لأحكام قانون أكل عليه الدهر وشرب وتمدد أيضًا. ومن هنا كان إنهاء العمل بهذا القانون من أبرز ما تحقق من منجزات حضارية، حيث انتهى العمل به بعد نحو 160 عامًا من صدوره وقت الدول العثمانية، وصدر قانون ينظم بناء الكنائس وهو القانون رقم 80 لسنة 2016، ولم يقف الواقع المصرى عند هذا الحد، بل رسخ الرئيس عبدالفتاح السيسى مبدأ جديد – ولأول مرة فى تاريخ الدولة – أن يتم بناء الكنيسة إلى جوار المسجد فى كل مدينة جديدة.
* ثالثًا: تقنين 3160 كنيسة ومبنى خدمى تابع لها
وفى عام 2017 تشكلت اللجنة الرئيسية لتقنين أوضاع الكنائس والمبانى الخدمية التابعة لها، برئاسة رئيس الوزراء وعضوية 6 وزراء وممثلين عن الطوائف المعنية والعديد من الأجهزة والجهات السيادية، وذلك تطبيقاً للقانون رقم 80 لسنة 2016، بشأن تنظيم بناء وترميم الكنائس، وفى إطار تفعيل المادة 235 من الدستور.
وترأس الدكتور مصطفى مدبولى رئيس الوزراء اجتماع اللجنة فى يناير الماضى بحضور الدكتور عاصم الجزار وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، والمستشار علاء الدين فؤاد وزير شئون المجالس النيابية، واللواء هشام آمنة وزير التنمية المحلية، واللواء إبراهيم شامة مدير إدارة التراخيص بالهيئة الهندسية للقوات المسلحة، والمهندس محمد هشام درويش مستشار وزير الإسكان ورئيس اللجنة الفنية لتقنين أوضاع الكنائس، والدكتور أبو بكر عبد الله القائم بأعمال رئيس قطاع الآثار الإسلامية والقبطية ومسئولى الجهات المعنية.
وأكد رئيس الوزراء أن هذا الاجتماع ينعقد بالتزامن مع احتفالات أعياد الميلاد المجيد لتجديد التهنئة بهذه المناسبة، مؤكدًا سرعة استكمال العمل فى ملف تقنين أوضاع الكنائس.
وصرح المستشار محمد الحمصانى المتحدث باسم رئاسة مجلس الوزراء بأن اللجنة وافقت على تقنين أوضاع 187 كنيسة ومبنى تابعاً وبذلك يبلغ عدد الكنائس والمبانى التى تمت الموافقة على تقنين أوضاعها منذ بدء عمل اللجنة 3160 كنيسة ومبنى تابعاً.
وهكذا تحتفل مصر اليوم بعيد القيامة المجيد وسط أجواء وطنية جديدة يتبادل فيها المصريون التهنئة بمحبة خالصة بعد أن قدمت الدولة نموذجًا يحتذى به فى التعامل الإنسانى الراقى الذى يؤمن بالمواطنة، ويلتزم بها قولا وفعلًا.
البابا يهنئ الأقباط
قدم قداسة البابا تواضروس الثانى بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية التهنئة لكل الاقباط والعالم قائلاً: أهنئكم أيها الأحباء بعيد القيامة المجيد أهنئ كل الكنائس والأديرة القبطية الأرثوذكسية فى قارات العالم فى أفريقيا وآسيا وأوروبا وأمريكا الشمالية وأمريكا الجنوبية وأيضاً فى قارة أستراليا وفى مدينة أورشليم.. أهنئكم بهذا العيد الذى نحتفل به بعد أن صمنا هذا الصوم الكبير الصوم المقدس وهو الصوم الذى فيه نسكيات وفيه روحية نمتلئ ونشبع بها.
أضاف البابا: أهنئكم بهذا العيد المجيد أهنئ كل الآباء المطارنة والآباء الأساقفة الكهنة القمامصة والقسوس أهنئ الشمامسة والأراخنة والخدام والخادمات وأهنئ أيضاً كل أسرة قبطية فى كل كنيسة وفى أى مكان وأهنئ الشباب والشابات وأهنئ أيضاً الفتيان والفتيات وأهنئ الأطفال والصغار، أهنئكم جميعاً من أرض مصر ومن الكنيسة القبطية الأرثوذكسية هنا من الكاتدرائية – كاتدرائية مارمرقس – فى العباسية بالقاهرة أرسل هذه التهنئة إلى جمعكم وأرجو لكم عيداً مملوءاً بالفرح والبهجة والشعور القوى الذى نشعر به فى القيامة المجيدة التى نصلى بها فى التسبحة ونقول.. قوموا يا بنى النور لنسبح رب القوات.. اخرستوس انستي.. اليثوس انستي.. المسيح قام.. بالحقيقة قام.