المؤسسات الدينية أصبحت «بيت خبرة» فى تجديد الفكر الدينى
حينما دخلت مصر حربها على الإرهاب استنفرت جميع قدراتها للقضاء على ذلك السرطان الفكرى الذى يقضى على الأمل فى تحقيق مستقبل يليق بحضارتها وتطلعات شعبها.
كان التحدى الأعظم فى تطهير العقول من عمليات الاحتلال الفكرى الذى سيطر عليها من تيارات التشدد.. وحينها دخلت وزارة الأوقاف فى حالة اشتباك مع تلك الجماعات وحققت الأوقاف انتطار فى تطهير المنابر من رموز التيارات المتطرفة.. وحتى تكتمل المنظومة الفكرية الصحيحة لضبط الخطاب الدينى عملت الأوقاف على الاستعانة بعناصر نسائية فى مجال الدعوة بالمساجد وتم تدريبهن على أحدث أساليب الاشتباك الفكرى وتخليص المنابر من أيدى مغتصبى الوسطية الدينية.. وبالفعل كانت الواعظات على قدر التحدى وحققن نجاحات مشهودة.
«الجمهورية» التقت عدداً من الواعظات اللاتى تحدثن عن التجربة والتحدى والهدف والمستقبل.. بمناسبة تنظيم الأوقاف المؤتمر الأول للواعظات الذى يعقد اليوم بمشاركة موسعة من رموز الدعوة والفكر لتأكيد الرؤية المصرية الشاملة فى تمكين المرأة بالجمهورية الجديدة فى كافة المجالات وعلى رأسها مجال البناء الفكري.
يمثل مؤتمر الأوقاف للواعظات شهادة على أن مصر تملك ناصية وزمام تجديد الخطاب الديني.. وأن مؤسساتها الدينية صارت بيت خبرة يمكن لدول العالم الإفادة منها فى تجاربها نحو ترسيخ الوسطية والاعتدال.
وزير الأوقاف فى حواره ل “الجمهورية”
مصر رائدة تمكين المرأة للمشاركة فى الدعوة
المساجد والمنابر.. أصبحت آمنة من العنف الفكرى
واعظات الأوقاف قضين على التطرف «النسوى» بالمساجد
أكد د. محمد مختار جمعة وزير الأوقاف أن منابر مصر ومساجدها أصبحت آمنة تماماً من العنف الفكرى الذى يعارض وسطية منهج الأزهر الشريف.. موضحاً فى حواره لـ «الجمهورية» بمناسبة عقد المؤتمر الأول لـ «الواعظات» ان اكاديمية الأوقاف الدولية أسهمت فى الارتقاء بمستوى الأئمة درجة زيادة الطلب عليه خارجياً.
أشار وزير الأوقاف ان واعظات الأوقاف وعددهن «689» استطعن القضاء على التطرف «النسائي» الذى كان موجوداً مسبقاً بالمساجد نتيجة الفكر المنحرف من بعض التيارات المتشددة.
يقول الوزير: بدأنا بتخليص المساجد من أصحاب التيارات المتشددة التى لا علاقة لها بالأزهر والأوقاف ..ثم قمنا بتنظيم دورات تدريبية متنوعة لصناعة الامام المجتهد الواعى بقضايا عصره وأعددنا مجموعة من الكتب التى تحقق لنا هذا الغرض ومنها» قواعد الفقه الكلية « وهو كتاب يعلم الامام كيف ينظر إلى ما يواجهه من مسائل فقهية فى ضوء الكتاب والسنة وفى ضوء متغيرات عصره وفى ضوء التيسير على الناس دون إفراط وفى ضوء عادات الناس وكذلك ظروفهم من مشقة ويسر وقمنا بافتتاح أكاديمية الاوقاف الدولية للتدريب لتكون البوتقة التى من خلالها يتم تخريج إمام يتلقى علوما متنوعة تفيده فى مسئوليته كعلم النفس والاجتماع والسياسة والتنمية البشرية وغيرها ثم توالت وسائل تطوير الامام بحيث أصبح الطلب على امام الاوقاف فى الخارج ملحوظا وكذلك الطلب على التدريب فى الأكاديمية الدولية للأوقاف من كثير من الدول الإسلامية والعربية بل طلبت منا بعض الدول خطتنا الدعوية والتدريبية والعلمية لتطبيقها لديها.
> تبنت وزارة الأوقاف تأهيل وتدريب الواعظات.. فما هى تفاصيل التجربة؟
>> الواعظات من الأهمية بمكان فى مشروعنا الوسطى حيث كان العدد الأكبر من الواعظات تابعاً لتيارات متشددة كما كانت التيارات المتشددة تسعى إلى استقطاب الراغبات فى العمل الدعوى وتقوم هذه التيارات بغرس أفكارها فى عقول الواعظات لذا كان من المهم تولى مسئولية اعداد الداعيات الاعداد الصحيح علميا وفكريا وتدريبيا فقمنا بدعوة الراغبات فى العمل الدعوى للانضمام إلى الاوقاف وأقمنا لهن الاختبارات المتنوعة للقبول فاخترنا منهن من يصلحن لهذا العمل ثم تم الحاقهن بأكاديمية الاوقاف فى دورات تدريبية متنوعة وصلت بعضها إلى ٦ شهور لتبدأ المسيرة التى مازالت تستقطب النابهات إلى يومنا هذا .
> هل كان هناك عوائق معينة فى بداية الدعوة إلى اختبارات اختيار الواعظات فى الوزارة؟
>> «بالعكس كان الإقبال على الالتحاق بهذا الرسالة العظيمة كبيرا ومدهشا ويكشف لك مدى تعطش الناس للمعرفة وللدارسة الممنهجة والتدريب الآمن حتى أصبح لدينا 689 بعضهن معينات وبعضهن متطوعات معتمدات منهن 38 عضو هيئة تدريس و42 حاصلا على الدكتوراة و13 حاصلات على الماجستير كما حصلت كلهن على دورات تدريبية مهمة كانت لها أثرها الواضح فى أدائهن فبعضهن حصلن على الدورة المتكاملة ومدتها ٦ اشهر فى أكاديمية الاوقاف وبعضهن حصلن على دورات رائدات فكر وبعضهن حصلن على دورات فى أكاديمية ناصر وبعضهن حصلن على دورات الحاسب الآلى وبعضهن شاركن فى دورات للمهارات الإعلامية بمعهد الإذاعة وفى كلية الإعلام وبعضهن شاركن فى دورات دولية فضلا عن دورات متتابعة فى الفقه.
> لماذا المؤتمر فى هذا الوقت ؟
>> أولا التجربة نضجت ودليل نضوجها أن هناك من الدول التى بدأت تحذو حذونا والمؤتمر شكل من أشكال التعلم وتبادل الخبرات والوقوف على التجارب المفيدة للمشاركات فى المؤتمر ومناقشة القضايا التى تشغل المجتمع بصفة عامة والواعظة على مستوى عملها .
> هل هذا العدد من الواعظات يكفى مجتمعا كبيرا مثل مصر؟
>> أولا إعداد واعظة أو إمام ليس سهلا ونحن لا نقبل الواعظة للانضمام والحصول على التدريب إلا بعد اختبارات شاقة فى مجالات متنوعة ثم نقوم بتدريبها وتعميق معرفتها العلمية وتطويرها وهو أمر ليس سهلا كما قلت ..فقضية الكيف تشغلنا تماما ولا يشغلنا العدد، كما أننا لم نتوقف، ويوما بعد يوم يزداد العدد وتنضج التجربة ويزداد إقبال الجمهور عليها.. ويكفى أن أقول لا يوجد فى دولة إسلامية عدد الواعظات الموجود فى مصر.
> هل تشارك الواعظات فى مقارئ القرآن؟
>> عمل الواعظات لا يتوقف عند الوعظ فى المساجد وتذكير النساء بما لهن وما عليهن تجاه الأسرة أو تذكيرهن بما يجب عليهن تجاه الخالق وإنما يشاركن فى المجالات الدعوية والاجتماعية فقد شاركن فى حملة «طرق الأبواب» للواعظات والراهبات (والتى نظمتها وزارة الأوقاف بالتعاون مع المجلس القومى للمرأة) وهى حملة مجتمعية تهدف إلى نبذ العنف والتطرف، ونشر روح التسامح وترسيخ قيم التعايش بين أبناء الوطن، وكانت كل ندوة تتكون من اثنين من أعضاء المجلس القومى للمرأة، إضافة إلى واعظة أو راهبة أو مكرسة أو خادمة .
> ما أهم محاور المؤتمر؟
>> تدور محاور المؤتمر حول «تأهيل الواعظات ودورهن فى مجال الدعوة وخدمة المجتمع» بأكاديمية الأوقاف الدولية، ويناقش عددًا من القضايا من خلال ورش العمل التالية: ورشة الدعوة الإلكترونية.و الثانية: تطوير لقاء الطفل والبرنامج الثقافى للطفل.و الثالثة: تطوير القوافل الدعوية للواعظات.والرابعة: دور الواعظات فى خدمة المجتمع.والخامسة: المقارئ القرآنية.و السادسة: الوسائل الدعوية.
الدكتورة وفاء عبدالسلام:
التجربة جزء من خطة تجديد الخطاب الدعوى
الواعظة الدكتورة وفاء عبدالسلام تؤكدأن وجود الواعظة المستنيرة المتعلمة تعليما وسطيا تحت رعاية مؤسسة دعوية عريقة كالأوقاف والأزهر من الأهمية بمكان لذا حرصت وزارة الأوقاف على الاستعانة بالواعظات وتأهيلهن تأهيلا يناسب احتياجات المجتمع والمرحلة التى نعيشها وقد حققت التجربة نجاحا كبيرا بشهادة الجميع من داخل مصر وخارجها.. فقد لمس الجميع الطفرة التى حدثت فى مصليات النساء وكيف استطاعت الواعظات التصدى للأفكار الهدامة، بالإضافة إلى حاجة السيدات إلى سيدة مثلها لاتستحى أن تستفسر منها عن أمور خاصة بفقه المرأة، ولم يقتصر الأمر على العمل الدعوى فى المساجد أو إلقاء محاضرات وعظ للنساء بل تعدى إلى مشاركتهن فى مبادرات لخدمة المجتمع من خلال مجالات عديدها لا يتسع المجال لذكرها وان كنت أشير لبعضها مثل– حملة احميها من الختان، ومبادرة تخطيط عمل المبادرات، وأيام المحبة والسلام وأبطال فى الأزمة، ويحيا جيشنا الأبيض، مراكب النجاة ومناهضة العنف ضد المرأة، وورشة عن العالم الافتراضى وتعزيز ثقافة الحوار.. والمواطنة وقيم الحوار والعيش المشترك، وقادة من أجل بناء المجتمع المصرى «والاستخدام الفعال للسوشيال ميديا»، و»المواطنة وعدم التمييز»، «دور الإعلام فى تعزيز ثقافة الحوار»، والقيادة الفعالة المؤثرة» وغيرها من المبادرات التى تخدم المجتمع.
كنت المنسق العام لمبادرات سكن ومودة التى أطلقتها وزارة الأوقاف المصرية ونبى الهدى وحق الوطن ومفاتح الخير.
وعن أهمية جمع الواعظات تحت مظلة مؤسسة الدولة الأوقاف تقول: أنا كواعظة كنت أحلم قبل عام 2017 أن يكون لى دور مؤثر وفعال فى المجتمع، فبعد تخرجى فى معهد إعداد الدعاة التابع لوزارة الأوقاف المصرية عام 2006 أيقنت أن ما درسته لا يؤهلنى لأن أكون واعظة متمكنة من نقل مفاهيم الدين الوسطى لكل من حولى بالرغم من اعتمادى فى نفس العام واعظة تابعة لوزارة الأوقاف لكن وجدت أن الأمر يحتاج إلى التوسع فى الدراسة ونظرا لأن الوزارة وقتها لم تقدم لى ولا لغيرى من الواعظات ما يؤهلنا لتوسيع مداركنا فيما يتعلق بالمفاهيم الصحيحة بالدين فأصبح اجتهاد كل منا شخصياً.
إلى أن جاء علينا وقت اختطفت منا المساجد ولم نستطع مواجهة الأمر بمفردنا فجاء القرار الشجاع من وزير الأوقاف (منذ توليه الوزارة) وبدعم من الرئيس عبدالفتاح السيسى لفتح باب الاشتغال بالعمل الدعوى لمن شاءت بعد اجتياز اختبارات عدة ودورات تدريبية متلاحقة ليؤكد إيمانه بدورهن الكبير فى تجديد الخطاب الدينى وبيان الحقيقة السمحة للإسلام ومحاربة الفكر المتطرف إيمانا من فضيلته بأهمية مشاركة العاملات بمجال الدعوة فى القوافل الدينية التى تجوب محافظات مصر لاسيما فى المناطق النائية ومن خلال تواجدنا تحت مظلة وزارة الأوقاف كان لنا دور فى العمل الدعوى الجاد خارج مصر لأول مرة فى تاريخ الوزارة حيث تم فتح المجال لمشاركة الواعظات فى مرافقة بعثة الحج، وقام الوزير بالدفع بعدد تسع واعظات لمرافقة بعثة الحج عام 1440هـ بعد تدريبهن وتأهيلهن لتوعية السيدات وشرح المناسك، وإلقاء محاضرات للنساء فى مقار الإقامة وكان لى شرف المشاركة فى أول بعثة حج وغيرها ثم توالت مشاركة الواعظات فى مرافقة بعثات الحج حتى الآن.
كما تم إرسال ست واعظات إلى السودان لنشر سماحة الإسلام والقيم الأخلاقية والإيمان بالتنوع والتعددية وقبول الآخر وترسيخ أسس المواطنة المتكاملة والتعايش السلمى بين الناس جميعاً وذلك من خلال لقاءات ومحاضرات للنساء فى السودان وكان لى شرف المشاركة فى هذه القافلة.
تكريم الرئيس
عن التكريم التى نالته الواعظات بعد الصدى الواسع لجهدهن تقول الدكتور وفاء: تم تكريم واعظتين من واعظات وزارة الأوقاف من الرئيس عبدالفتاح السيسى بوسام الدولة التقديرية فى العلوم والفنون من الطبقة الأولى وكان لى الشرف أن أكون واحدة من هاتين الواعظتين.
حول مدى استفادة الواعظة بالدورات التدريبية تقول: تلقيت تقريبا كل الدورات التدريبية التى عقدتها وزارة الأوقاف للواعظات مما كان له عظيم الأثر فى توسيع مداركى وفهمى الصحيح لوسطية الإسلام والفهم المقاصدى للقرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة وأزعم أننى وكثير من واعظات وزارة الأوقاف إن لم يكن جميع الواعظات أصبح لنا نظرة عصرية مستنيرة واعية بمتطلبات العصر ومستجداته.
البداية الحقيقية
عن بداية عملها بالدعوة تقول: بدأت عام 2006 ولكنى أعتبر البداية الحقيقية منذ عام 2017م وهو العام الذى طبق فيه وزير الاوقاف مشروعه للارتقاء بالواعظات أما دراستى الأساسية فأنا خريجة كلية السياحة والفنادق جامعة حلوان عام 1989 بتقدير عام جيد جدا مع مرتبة الشرف وتم اختيارى الطالبة المثالية على الجمهورية عام 1985 كأول لقب طالبة مثالية للجامعة وقتها وتم اختيارى الواعظة المثالية عام 2022 كأول لقب للوزارة ثم تم تكريمى من الرئيس عام 2023 والدراسة كانت بعيدة كل البعد عن الدراسة الشرعية.
المهندسة عبير أنور:
حرصى على تحفيظ النساء القرآن.. أدخلنى مجال الوعظ
الواعظة عبير أنور محمد خيرى الرافعى تقول: بعد إتمام حفظ القرآن والدراسة بالمعاهد بدأت فى تحفيظ القرآن لمجموعة من السيدات وبينما نحن كذلك قرر الدكتور مختار جمعة وزير الأوقاف تنظيم العمل فى المساجد وتطهير المنابر فلا يقوم بالدعوة إلا من لديه تصريح من الأوقاف فتوجهت إلى الوزارة لمعرفة السبيل إلى التصريح وكل ما كان يجول بخاطرى وقتها أن استمر فى التحفيظ وكان ذلك عن طريق اجتياز سلسلة من الامتحانات التحريرية ثم الشفوية وبالفعل حصلت على التصريح وكذلك التسكين بمسجد لأداء الدروس به واجتمعت ثانية مع تلميذاتى حول كتاب الله فى المسجد الجديد وزاد علينا مجموعة من السكان المحيطين بالمسجد ولم يتوقف الأمر بل تم ترشيحى ضمن 16 واعظة لدورة فى تجديد الخطاب الدينى فكان أملى فقط الاستمرار فى التحفيظ فاذا هو باب خير أوسع وباب علم أغزر وباب ثقافة والتحام بالواقع وقضاياه أشعرنى براحة وقدرة اكبر على ربط آيات القرآن بالواقع الذى نعيشه.
رحلة علمية
حول دور وزارة الأوقاف فى تأهيلها تقول إن رحلتى مع التأهيل بدأت بمحاضرات عديدة فى المواريث واللغة العربية والتنمية البشرية والأمن القومى ومقاصد الشرع.. وغيرها.. ثم مزيد من التأهيل حين التحقنا بأكاديمية الأوقاف الدولية وفيها كان المكون الشرعى والمكون الثقافى واللغات العربية والإنجليزية وكذلك الحاسب الآلى وإلى الآن لا تتوقف الدورات التى تعدها وزارة الأوقاف كدورة رائدات فكر ودورات اللغة العربية أو من خلال بروتوكولات التعاون مع المجلس القومى للمرأة أو الهيئة الإنجيلية أو كلية الإعلام وكذلك المسابقات التى تطلقها الأوقاف باستمرار بغرض التثقيف والتدريب.
وعن أهم الدراسات التى حصلت عليها فى سبيل إعدادها كواعظة تقول: حصلت على المعهد العالى للدراسات الإسلامية، ومعهد الدعاة، ومعهد القراءات، ودبلوم تأهيل تربوى من جامعة الأزهر، والدورة المتكاملة بأكاديمية الأوقاف الدفعة الأولى حصلت على المركز الأول فيها على الدفعة.
العمل الجماعى
حول العمل الجماعى تقول شاركت فى العديد من المبادرات الدعوية منها قافلة دعوية لزيارة السودان ومبادرة معًا فى خدمة الوطن بالتعاون مع الراهبات وخادمات الكنائس تحت إشراف المجلس القومى للمرأة وكذلك مبادرة مكافحة العنف ضد المرأة والختان وزواج القاصرات كما شاركت فى مشروع قادة من أجل بناء المجتمع تحت إشراف الهيئة الانجيلية.
حول الصعوبات التى واجهتها فى بداية عملها كواعظة تقول: قبل الالتحاق بالأوقاف شعرت ببعض القلق عند التوقف عن التحفيظ لحين الحصول على تصريح وبعد الالتحاق بالاوقاف لم تكن صعوبات بل جهد مستمر واختبارات عديدة ودراسة طوال الوقت، أتذكر أنى كنت ادرس بأكاديمية الأوقاف وجامعة الأزهر فى نفس الوقت وكنت أخشى طوال الوقت ان تتداخل أوقات الامتحانات وفى نفس العام كان السفر ضمن البعثة المصرية الرسمية للحج من أجل خدمة الحجيج وإرشادهم للمناسك.
التخصص الأول
حول تأثير التخصص الأول فى عملها كواعظة تقول: كان لتخرجى فى كلية الهندسة أثره فى رحلتى الدعوية فدراسة الهندسة تخلق تفكيرًا منطقيًا دون ان تتشتت حيث تسوق الأفكار فى تسلسل وإيجاز وعلاقة سبب ونتيجة.
الدكتورة جيهان يونس:
مهمتنا الأولى فى ٣ كلمات : «تصحيح الأفكار المغلوطة»
الواعظة الدكتورة جيهان يونس استشارى أمراض النساء والتوليد تبدأ كلامها بالقول: أدين لأمى بما أنا فيه الآن.. فقد ماتت أمى وكانت داعية إلى الله ولها أعمال خير تفيض بها على من حولها، بعد وفاتها وجدت نفسى أمام باب خير إما أن يستمر وإما أن ينتهى ويغلق، فوفقنى الله إلى أن ألج هذا الباب ولكن حرصت أن يكون عملى قانونيا ومنها بدأت فكرة دخولى فى مجال الدعوة تحت مظلة رسمية التحقت بمعهد إعداد الدعاة التابع لوزارة الأوقاف عام 2009، ثم أصبحت واعظة متطوعة بوزارة الأوقاف عام 2011م، ثم واعظة معتمدة بالوزارة.. كما التحقت بالعديد من الدورات التى قدمتها وزارة الأوقاف فحصلت على دورة أكاديمية الأوقاف الدولية الدفعة الأولى والحاسب الآلى بالأكاديمية والإعلام بجامعة القاهرة ودورة أكاديمية ناصر العسكرية ودورة الرقابة الإدارية والأكاديمية الوطنية لمكافحة الفساد، وإعداد القادة بالمركز القومى للبحوث الجنائية والاجتماعية، واللغة العربية، وفقه الحج، ودورة المواريث، ودورة الإفتاء، وإعداد القادة بالهيئة القبطية الإنجيلية، وتدريب القيادات الدينية لحل القضايا السكانية الدورة الأولى والثانية، ودورة تنظيم الأسرة والصحة الإنجابية، ودورة مخاطر الإلحاد، ودورة فقه المرأة المسلمة، ودورة تدريب الأئمة والواعظات مع دولة السودان بأكاديمية الأوقاف، ودورة تدريب الأئمة والواعظات مع دولة بوركينا فاسو بأكاديمية الأوقاف، دورة رائدات فكر ودورة الإعلام بمعهد الإذاعة والتلفزيون ودورة الأربعين النووية بالمجلس الأعلى للشئون الإسلامية، وشاركت واعظة فى بعثة الحج المصرية مرتين لعام 2019 وعام 2021 وضمن بعثة الأئمة والواعظات لدولة السودان الشقيق 2020.
فلسفة التدريب
عن فلسفة التدريب الذى تعده وزارة الأوقاف تقول الدكتورة جيهان : إن الهدف هو تقديم واعظة عصرية متميزة مستنيرة تجمع بين صحيح الدين وما يجب معرفته من العلوم الشرعية وبين مفهوم الاستخلاف فى الأرض وما يقتضيه من عمارتها بمعرفة العلوم الأخري.
ترى أنه لولا فضل الله أولا ثم رعاية واهتمام ومتابعة وزير الأوقاف لنا بفكره المستنير وعقله الراجح وتقديمه نموذجا قدوة من خلال نشاطه وعمله الدءوب المتواصل ليل نهار لنحتذى به ما كان للواعظات هذا الدور الفعال فى جميع الساحات الدعوية فقد جمعت الواعظات حولهن عدد كبير من السيدات والفتيات ارتبطن بهن دعويا واجتماعيا، فقد وجدت السيدة أو الفتاة واعظة امرأة مثلها تحكى لها وتستفتيها بأريحية فى أمور تحرج وتستحى أن تقصها على الإمام.
تضيف: لم نكتفِ كواعظات الأوقاف بالمسجد بل نزلنا للميادين والجامعات والنوادى ومراكز الشباب بل وحملات لطرق الأبواب والوصول إليهن فى منازلهن..كما أضافت لى وزارة الأوقاف الكثير أضاف مجال تخصصى وعملى كاستشارى أمراض النساء والتوليد إلى وعياً منضبطاً فقهياً وطبياً فى فقه المرأة فساهم معى كثيرا فى تقديم الفتوى على أساس يجمع التخصصين..كما ساهم بفضل تخصصى كطبيبة فى إبراز الإعجاز الربانى فى نفس الإنسان كما قال المولى عز وجل: «وَفِى أَنفُسِكُمْ أَفَلا تُبْصِرُونَ».
الدكتورة.. نرفانا إبراهيم:
العمل تحت مظلة الوزارة.. يجعلك «مسنوداً» بالفكر والدعم
الواعظة الدكتورة نرفانا إبراهيم تحكى قصة التوجه إلى العمل الدعوى فتقول: بدأت القصة عام 2000 حيث حضرت مجلس علم شيق خرجت منه بمعلومة كنت أجهلها وهى ان تعلم تلاوة القرآن الكريم وتجويده فرض عين عند جمهور العلماء وتصادف يومها تكريم خاتمات للقرآن وكان من بينهن الكفيفة والشيخة الطاعنة فى السن.. أحسست وقتها بتقصير شديد ونويت ان ابدأ فى تعلم تلاوة وتجويد القرآن وتحمست أيضًا لحفظه واتقانه…وكان من حسن حظى وبتوفيق من الله أن وجدت من ساعدنى على بلوغ ذلك الهدف الذى ما ان وصلت اليه حتى وضعت لنفسى هدفاً أبعد وهو تبليغ هذا العلم وهذا النور إلى أكبر عدد ممكن من الناس.. ووفقت بفضل الله فى تعليم عدد من البنات من سن 10 لــ 13 سنة ومن خلال هذه التجربة الثرية بدأت أخطو اولى خطواتى فى طريق الوعظ.. أحسست وقتها اننى بحاجة لمزيد من العلم حتى أكون على مستوى هذه الأمانة العظيمة وهى تبليغ كلام الله وسنة رسوله وتشكيل وعى وتعديل سلوك البراعم.
الإعداد العلمي
وحول الإعداد لمهمة الدعوة والدراسات التى أهلتها لذلك تقول: بعد ان أتممت حفظ كتاب الله حصلت على عدد من الإجازات ثم التحقت بالمركز الثقافى التابع لوزارة الأوقاف بمسجد النور لمدة عامين وفى نفس الوقت التحقت بمعهد القراءات لمدة ٨ سنوات لدراسة كل ما يتعلق بكتاب الله الكريم وبفضل الله حصلت على شهادة تخصص فى القراءات العشر الكبرى الى جانب ما درسناه من علوم القرآن الكريم المختلفة مثل رسم المصحف وتاريخ كتابته وعلم الفواصل والضبط.. فكنا نقوم بدراسة ما يقرب من 17 مادة تتعلق بالقرآن الكريم.
حلقات للكبار
حول بدايتها فى الوعظ والدعوة تقول إن الدراسة التى اتيحت ساعدتنى فى إدارة حلقات للكبار وتحضير دروس للوعظ بالمساجد وذلك بعدما اجتزت اختبارات وزارة الأوقاف لاعتمادى كواعظة.
عن التدريبات التى حصلت عليها فى وزارة الأوقاف تقول: حصلت على دورة التميز الدعوى بالاشتراك مع الأزهر الشريف ودورة رائدات فكر ودورة استراتيجية وأمن قومى ودورة مواريث ودورة فقه الأسرة ودورة تنمية مهارات إعلامية.. وشاركت فى العديد من القوافل الدعوية والمؤتمرات التى تصقل الجانب المهارى للداعية.
تقول نرفانا: لاشك ان العمل تحت مظلة وزارة الأوقاف يعطى ثقلاً وقيمة مضافة لأية داعية ويشعرك انك مسنود– ان جاز التعبير– من الوزارة ومن الدولة.. كما يعطى مصداقية اكبر لمرجعيتنا الدينية والثقافية.. مما يعيد الثقة مرة أخرى للمساجد ويشجع الناس على التردد عليها وهو ما لاحظناه فى شهر رمضان الماضي.
ولاء البطة:
إنكار المرأة لعمل الواعظة.. أبرز تحدياتنا
الواعظة ولاء مصطفى بكر البطة واعظة معينة بمديرية أوقاف الدقهلية ليسانس دراسات إسلامية وعربية دفعة 2004.
تقول :تقدمت للعمل كواعظة متطوعة فور التخرج عام 2004، وقبل الرد على هذا الطلب تم الإعلان عن مسابقة لتعيين 50 واعظة من خريجات كلية الدراسات الإسلامية على مستوى جامعة الأزهر دفعة 2004 فى عهد وزير الاوقاف الأسبق د.حمدى زقزوق.
بصراحة لو كنت أعلم أن المطلوب 50 واعظة فقط من جميع الدفعة والتى تبلغ الآلاف ما تقدمت خاصة أن هذه المسابقة كانت تشمل جميع العلوم الشرعية وما تحتويه هذه العلوم من خفايا بالإضافة إلى القرآن الكريم كله حفظا وتلاوة وما كان لهيبة الممتحنين من مشايخ الأوقاف، ولكن الله يقدر لنا الخير بفضله وكرمه.
كان الأمر بداية بشرى من زميلة لى فى الكلية – إذ كنت حينها أقوم ببعض العمل الدعوى البسيط بين زميلاتى وكنت بفضل الله ممن تتفتح لهن قلوب الزميلات وكنا وقتها نخطط للمستقبل وكيف سنسير فى حياتنا العملية – فقالت لى إنها ترانى واعظة فاستنكرت ذلك الأمر.. لأنه أصلاً لم يكن هناك وظيفة بهذا المسمي.. ولكن قدر الله سابق دائماً.
تقدمت للمسابقة بفضل الله وكتب الله لى التوفيق لأكون واحدة من خمسين واعظة معينة على مستوى الجمهورية وبدأت المسيرة والجميع وقتها يرفع لنا شعار أن هذه المجموعة هى اختيار الله وقدره فقط وليس لنا أى يد فيه..و نعترف بذلك.
أما عن أثر التجربة فتقول: أضاف لى العمل كواعظة الكثير والكثير من المهارات الفكرية والشخصية فعلى المستوى الفكرى فقد جعلتنى دائمة الأطلاع والقراءة والبحث عن الأمور الدينية والدنيوية، كما تعلمت من خلالها مهارات التعامل وكيفية مخاطبة الناس على قدر عقولهم والصبر عليهم فى سبيل ايصال الفكرة أو الدعوة الوسطية البعيدة عن التطرف والتكفير، فقد فتحت لنا آفاقاً فى التعامل الاجتماعى أما عن المشكلات التى واجهتها فتقول: أولى المشكلات كانت من المرأة نفسها حيث كنت أجد استنكاراً من البعض للفكرة – خاصة أنا كنا فتيات حديثات التخرج وقتها– بل وكثير من الرجال أيضاً.. فقد قابلت بداية استنكاراً مجتمعياً قوياً.. وللأسف حتى الآن ورغم كل هذه الفترة وكل هذه المجهودات ما زلنا نُسأل عن طبيعة عملنا وماهيته.
المهندسة ميرفت عزت:
نعزز« أخلاق المعاملات» قبل العبادات
الواعظة المهندسة ميرفت عزت ترى أن الانطلاق الاول والأساسى للواعظة يكون من خلال مقاريء القرآن الكريم لأن القرآن الكريم الأصل والأساس وهو ما أدعو إليه فى دروسى النساء والأطفال، فمن أراد الدنيا فعليه بالقرآن ومن أراد الآخرة فعليه بالقرآن الكريم حفظاً وفهماً وقد أصبح لدى الاوقاف 108 مقارئ على مستوى الجمهورية.
ميرفت بدأت بحفظ القرآن الكريم وحضرت دروس العلم فى المساجد عام 2005، لكنها لاحظت سيطرة تيارات متشددة على المساجد، فلما أعلنت الوزارة ضم الداعيات بعد اختبارات، تقدمت ونجحت وكانت الوزارة تقوم بفرز الواعظات المنتشرات فى المساجد والتصريح لمن تصلح واستبعاد من لا تصلح، ثم كان التدريب المكثف.
وعما تركز عليه فى دروسها، تقول: أحرص فى دروسى على التأكيد أن أداء الشعائر لا يكفى ليكون المسلم كاملاً لذا فإن المعاملات من الأهمية بمكان فى ديننا وحسن الخلق هو ما يقرب المسلم من رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يوم القيامة والمعاملات الحسنة هى التى ترتقى بها المجتمعات، لذا أركز فى دروسى عليها.
حصلت على إجازة فى علم القراءات ودكتوراة مهنية فى السلوك الإنساني، كما شاركت فى كثير من القوافل الدعوية الزوج مع زوجته وأدب الزوجة مع زوجها كما نزور المستشفيات ونتحدث عن خطورة الختان.
شاركت فى بعثة الواعظات إلى السودان، وزارت دارفور وغيرها.. وكان الإقبال على دروس واعظات الأوقاف كبيراً.
سماح إبراهيم:
أحلم بأن تصبح المرأة المصرية بأفكار وعزيمة السيدة خديجة
الواعظة سماح ابراهيم شرف تتحدث عن اتجاهها إلى العمل الدعوى فتقول إن انضمامى لمجال الدعوة الاسلامية، جاء نتيجة لرحلة شخصية وروحية طويلة مليئة بالبحث عن الهدف والمعنى فى الحياة.. فمنذ صغرى كنت أشعر بقوة الإيمان بالله وكنت أحب ديني.. عندما بلغت سن المراهقة بدأت أسأل نفسى عن دورى ومسئولياتى فى هذه الحياة.. كنت أتساءل دوماً لماذا لم تعد بيوتنا تنعم بالهدوء والحب؟!.. ماذا لو لم تكن السيدة خديجة رضى الله عنها فى حياة النبى «صلى الله عليه وسلم»؟!، فقد كانت الداعم المادى والنفسى والمعنوي.. كيف كانت زوجة وأماً وصديقة ومستشارة للنبى فى كل أموره؟!.. أيقنت أن للمرأة دوراً مؤثراً وفعالاً.. حلمت أن أغرس فى بيوتنا مبدأ «كونى خديجة» حتى تكون بيوتنا مثل بيت النبي.. ينعم بالراحة والسكينة والطمأنينة.. أن تكون بيوتنا جنة الدنيا التى توصلنا لجنة الآخرة.. كنت أبحث عن وسيلة لخدمة الناس ونشر الخير فى المجتمع.. كانت لدى الرغبة الشديدة فى تقديم الدعم والمساعدة لأولئك الذين يحتاجونها، ولكنى لم أكن أعرف كيفية البدء.. وفى أحد الأيام حدثتنى صديقة لى عن تجربتها فى الذهاب للمعهد الثقافى الإسلامي، فالتحقت به وخلال هذه الدراسة تعلمت كيف كانت الدعوة الإسلامية تؤثر إيجاباً على حياة الناس، وكيف كانت تغير قلوبهم وتقربهم من الله.. شعرت فى تلك اللحظة بأن هذا الطريق الذى أريد أن أسلكه.. الطريق الذى يمكننى من خلاله تحقيق غايتى فى خدمة الناس ونشر الخير.. بدأت بالانخراط فى أنشطة الدعوة الإسلامية المحلية، وشاركت فى الأعمال التطوعية والخيرية.. وكانت هذه التجربة تغييراً حقيقياً فى حياتي، حيث ساعدتنى على تطوير نفسى وتحسين فهمى للدين الإسلامي.. وأدركت أن الدعوة الإسلامية ليست مجرد واجب ديني، بل هى مسئولية إنسانية واجتماعية.. وتعلمت كيف أن أفعالى وكلماتى يمكن أن تكون مصدر إلهام وتوجيه للآخرين، وكيف اننى يمكننى أن أكون سبباً فى تغيير حياة الناس إلى الأفضل.. واليوم أعتبر الدعوة الإسلامية جزءاً لا يتجزأ من حياتي.. وأسعى دائماً لأكون قدوة حسنة للآخرين ولأكون عوناً لهم فى كل ما يحتاجونه.. أدرك تماماً أن الطريق طويل والمسئوليات كبيرة، ولكننى مصممة على الاستمرار فى هذا الطريق، لأننى أعتقد أنه الطريق الذى يقودنى إلى الله ويجعل حياتى ذات معنى وغاية.
عن انضمامها للوعظ بالوزارة، تقول: كان انضمامى لمجال الدعوة الإسلامية له تأثير كبير على حياتى الشخصية، حيث أضافت قيم الإسلام وتعاليمه السامية لمسات إيجابية وعميقة على حياتي.
لقد وجدت خلال العمل الدعوى فرصاً للتأثير الإيجابى على حياة الآخرين وهذا أثر بدوره على شخصيتي.. فقد وجدت هدفاً ومعنى لحياتي، وهو خدمة الله وخدمة الناس ومواجهة الأفكار المتطرفة التى تروجها جامعات تتستر خلف الاسلام ، ما جعلنى أشعر بالرضا والسعادة الحقيقية.. باختصار، لقد جلبت الدعوة الإسلامية لحياتى الشخصية التوجيه والسلام الداخلي، وساهمت فى تحسين جودة حياتى بشكل عام.. ولكن كان ينقصنى الدليل على طريق الدعوة، فكان الانضمام إلى الاوقاف السبيل والدليل والمنارة.
منال المسلاوى:
حاربت التشدد النسائى فى «الزوايا».. حتى تم إغلاقها
تحكى الواعظة منال المسلاوى عن بداياتها فتقول :كانت قناعتى بضرورة حفظ القرآن لأنه منهج حياة وفيه نجاتنا وسعادتنا، وبالفعل تفضل الله على بالحفظ، لكنى وجدت أن الحفظ وحده لا يكفى بل الأهم من الحفظ هو الفهم والعمل به، فبدأت أقرأ كتباً فى التفسير فاكتشفت أن هذه الكتب لا تكفى فقرأت فى الفقه والسيرة، لكنى اكتشفت أن العلم لا يؤخذ من الكتب فقط بل لا بد من معلم ولا بد من دراسة منهجية فبدأت أبحث حتى نصحتنى إحدى أخواتى بالتقديم فى معهد الدعاة لأدرس العلم الشرعى على أيدى أساتذة وعلماء متخصصين.
تضيف :فى البداية كان الهدف من دراستى أن أتعلم فقط، ولم يخطر ببالى فكرة أن أقوم بالوعظ إلا إننى فى أثناء دراستى ومن خلال ترددى على المسجد للصلاة ودروس العلم وجدت سيدات يقمن بالتدريس للسيدات وهن غير متخصصات ويقعن فى أخطاء لا يمكن التغافل عنها، فشعرت أن اقتحام هذا المجال الذى استطيع أن أقدم فيه شيئاً فرض عين رغم انشغالى بعملى مديرًا ماليًا بإحدى الشركات ووقتى كان مشغولاً جدًا وبالفعل بمجرد تخرجى فى المعهد واجتياز فترة التدريب حصلت على تصريح بممارسة العمل الدعوى وكان ذلك فى عام 2005، واستطعت بفضل الله تعالى أن أوفق بين الشغل والعمل الدعوي، ثم بعد ذلك قررت ترك العمل والتفرغ للعمل الدعوى الذى أصبح هو كل حياتي.
عن الصعوبات التى واجهتها فى البداية تقول:
كلفت بالعمل فى مسجد يتبع إحدى الجمعيات التى يسيطر عليها أصحاب الفكر المتشدد، وكان وجودى بالمسجد يعتبر عائقًا لهم لأنه منعهم من إلقاء الدروس، فكانت هناك حرب خفية ضدى لكن ظللت فى المسجد ٦ سنوات، ثم فى عام 2011 انتقلت إلى مسجد آخر فى منطقة الطالبية بالهرم ففوجئت بكثير من السيدات غير المؤهلات أيضاً يقمن بالتدريس فى الزوايا الصغيرة بل هناك منهن من لم تكمل تعليمها، وكانت النساء اللاتى يحضرن دروسى يذكرن لى أفكاراً مغلوطة ومتشددة استمددنها من هؤلاء السيدات غير المؤهلات مما جعلنى أشعر بالمسئولية تجاه أهل المنطقة واجتهد قدر استطاعتى فى تصويب هذه الأخطاء. حتى قررت الأوقاف غلق الزوايا الصغيرة التى كانت مأوى لأصحاب الفكر المتشدد وغير المؤهلين علميًا وجميع تصاريح الواعظات، ومنع أى سيدة من التدريس بالمساجد، حتى يتم إعادة اختبارهن، وبالفعل مررنا بعدة اختبارات وتم فلترة الواعظات، وتم استخراج تصاريح جديدة لمن اجتزن الاختبارات بنجاح.