لا يمل بنيامين نتنياهو رئيس وزراء الكيان الإسرائيلى ولا يكل من ترديد أحلامه وأوهامه حول قطاع غزة طوال ما يقارب العامين منذ عملية طوفان الأقصى التى نفذتها المقاومة فى السابع من أكتوبر، والتى بدأها بالإصرار على القضاء على المقاومة الفلسطينية، ثم محاولة طرد وتهجير الفلسطينيين من قطاع غزة والتى تصدت لها مصــر بكــل حزم بأنــه لا لتهجير الفلسطينيين من قطاع غزة مؤكدة أن لديها كل الخيارات لمنع ذلك، وصولاً لإدعاءاته الأخيرة حول احتلال القطاع احتلالاً كاملاً إذا لم تستسلم المقاومة وتسلم أسلحتها.
الكيان الإسرائيلى فعل كل شىء بداية من قصف كل شبر فى قطاع غزة وتدمير أكثر من 80 ٪ من القطاع ورغم ذلك فشل فشلاً ذريعاً فى تحقيق أهداف العدوان ولم يستطع أن يحرر أسيراً واحداً لدى المقاومة كما أن عملية عربات جدعون التى اعتقد أنه سيستطيع بها الضغط على الفلسطينيين لتهجيرهم جنوباً عطلتها عملية حجارة داءود التى أطلقتها المقاومة الفلسطينية بل يمكن القول إن عربات نتنياهو غرقت فى وحل مستنقع غزة وعادت البقية منها محملة بالمئات من الجنود قتلى وجرحى.
ربما لا يستوعب الكيان الإسرائيلى أن الوقت ليس فى صالح الاحتلال ولكنه فى صالح الشعب الفلسطينى الذى لن يقف العالم صامتاً أكثر من ذلك بعد تلك المشاهد المؤلمة للجوعى وأن المقاومة الفلسطينية تستطيع أن تؤلم الاحتلال أكثر وأكثر كلما طال الوقت.
هكذا يتخبط الاحتلال بين القتل هنا أو هناك دون أن يحقق أياً من أهدافه بل إن جرائم التجويع والإبادة الجماعية باتت مكشوفة أمام شعوب العالم وهناك حراك دولى رافض لتلك الجرائم يتمثل الآن فى إرسال العديد من بلدان العالم رسائل واضحة للكيان الإسرائيلى بضرورة وقف الحرب وفتح المعابر لوصول الماء والغذاء والدواء للفلسطينيين ويطير فى سماء غزة أسراب من الطائرات التى تلقى بكميات من المساعدات جواً لحين إصدار الراعى الأمريكى أوامره لوقف الحرب وفتح المعابر.
الشعب الفلسطينى يستحق ما هو أعظم من جائزة نوبل فى الحفاظ على الوطن والتمسك بالأرض بعد صمود أسطورى ضد الهجمة التتارية التى يشنها الاحتلال الإسرائيلى ضده على مدار ما يقارب العامين وفقدان ما يقارب مائتى ألف من الشهداء والجرحى والمفقودين وارتكاب واحدة من أفظع الجرائم بتجويع أكثر من مليونى فلسطينى بعد منع دخول الطعام والمساعدات إليهم لمدة أربعة أشهر كاملة فسقط المئات موتى جوعاً فى مشهد يدمى القلوب وتناقلت صورهم حول العالم.