ما حدث مؤخرا أمام السفارة المصرية فى تل أبيب هو كارثة كبرى بل فضيحة بكل المقاييس.. فضيحة لمن كشفوا أنفسهم وهتكوا سترهم ورفعوا عن أنفسهم غطاء الزور والبهتان الذى ارتدوه طوال سنوات مضت ليخدعوا العالم والتابعين والمريدين أنهم أهل الخير وجماعة البر والتقوى لينكشفوا على حقيقتهم بدعمهم المباشر والصريح للصهاينة ولدولة الكيان المحتل الغاصب.. وليكتشف العالم كله أن الجماعة تنفذ تعليمات الكيان بحذافيرها وأنها تدعم احتلاله لفلسطين وليس كما أفهموا العالم كله أنه يجاهدون ضد الصهاينة..
الذين صدعونا بشعار «عالقدس رايحين شهداء بالملايين» لم يتوجهوا للقدس أو لغزة ولم يقاتلوا هناك بل اكتشفنا أنهم مقيمين داخل تل أبيب.. شكلوا عصابات للقتل باسم الجهاد فى كل مكان بالأرض ماعدا فلسطين ولم يفكروا فى الدخول لتل أبيب لمواجهة جرائم نتنياهو بل كانت كل رصاصاتهم مصوبة نحو المسلمين المسالمين فى دول مختلفة وصلت الآن إلى حالة الخراب بعد تدخلاتهم وتدخلات من يوجههم بالعمل فى تلك الدول .. وبعد حصارهم لعدد من السفارات المصرية بدول عربية وأوربية بحجة أن مصر تغلق المعبر.
ثم استمرت الفضيحة المدوية واكتملت أركانها بدعوة جماعة الإخوان فى تل أبيب إلى التظاهر أمام السفارة المصرية هناك.. الفضيحة التى كشف الله سترها ليست فى الدعوة للتظاهر بل فى وجود كيان رسمى للجماعة فى تل أبيب قياداته معروفة وظاهرة وأجنحته معروفة أكثر وأكثر.. واللافت للنظر أنهم ليسوا معارضين للكيان ولا للحكومة الصهيونية ولا يرفضون الاحتلال ولا يتظاهرون ضد النتنياهو فى أى من جرائمه المتتالية ضد الفلسطينيين العزل على مر سنوات مضت.
الأهم فى التظاهرة الفضيحة أنها كانت بدعوة قيادات تنعم فى الرفاهية والنعيم وتقيم فى فنادق السبع نجوم وتحصد المليارات لتدفع بالعامة للتظاهر وتنفيذ مخططاتهم فى هدم الدول.. ولأن مصر هى العقبة الباقية أمام تنفيذ حلم إسرائيل الكبرى وإعادة تقسيم الدول العربية لصالح إسرائيل.. خرجوا للتظاهر ضد مصر الدولة الصامدة والواقفة على مر السنين لمساندة القضية الفلسطينية عسكريا بحروب دفعت فيها مصر الغالى والنفيس من مائة ألف شهيد.. ولكنهم لايرون ذلك بل يرون أن مصر فقط تتحمل مسئولية موت الغزاويين لأنها تغلق المعبر مع تأكدهم أن من يغلق المعبر هى إسرائيل وأن مصر ترسل المساعدات والمعونات الغذائية باستمرار.
خرجوا للتظاهر ضد مصر ولم يخرجوا للتظاهر ضد المحتل بل يتعاملون معه ويلتقونه ويحصلون منه أيضا على التعليمات وعلى المنح والعطايا.. ولكن يبقى الهدف الأكبر الذى يتحركون من أجله سواء فى إسرائيل أو فى أوربا أو فى أى مكان بالعالم.. وهو الهدف الأكبر لديهم.. إسقاط مصر والنظام المصرى وحل الجيش المصرى والشرطة المصرية ويؤكد ذلك كل كتاباتهم على منصة إكس «تويتر» وعلى جميع منصات التواصل الاجتماعى وهو الهدف الأكبر والأسمى بالنسبة لهم كما قال أحد قياداتهم من داخل احدف نادق النجوم السبعة «إن تحرير القدس يبدأ بتحرير القاهرة» رغم أنهم لم يفكروا فى تحرير القدس نفسها ولم تكن يوما هدفا لهم.. ولله الأمر من قبل ومن بعد..