عرضت المتحدثة الناطقة بالعربية باسم وزارة الخارجية الأمريكية سابقاً هالة غريط، أمس تفاصيل وأسباب استقالتها من منصبها التى تمت منذ أيام، اعتراضا على سياسة بلادها تجاه الحرب فى غزة.
وكتبت غريط على موقع «لينكد» أنها استقالت فى أبريل 2024 بعد 18 عاما من الخدمة المتميزة كمسئولة سياسية وحقوقية فى وزارة الخارجية الأمريكية، اعتراضا على سياسة الولايات المتحدة فى حرب غزة.
قالت غريط لشبكة «سى إن إن» الإخبارية الأمريكية انها كانت لديها نوايا كاملة للاستمرار فى مسيرتها المهنية حتى المستويات العليا.مؤكدة أنها لم تكن لديها أى نية للاستقالة مطلقا،إلا ان سياسة الحكومة الأمريكية بشأن الحرب بين إسرائيل وحماس فى غزة غيرت ذلك للأسف.
وأوضحت غريط أنها وزملاءها كانوا يعلمون بوضوح أنه سيكون هناك رد فعل قوى على هجوم حماس فى 7 أكتوبر، ولكن لم يتوقع احد منهم ان تكون النتيجة 34 ألف شهيد ومجاعة يعانى منها الكثيرون.
وقالت الدبلوماسية الأمريكية إنه لم يكن هناك حادث معين دفعها إلى الاستقالة، بل أن تراكم الأحداث طوال الحرب، والشعور المتزايد بأن تحذيراتها بشأن سياسة زعزعة الاستقرار لم يتم الالتفات إليها.
وعبرت غريط عن قلقها من ان حكومة بلادها على الجانب الخطأ من التاريخ وتضر بمصالحها، بسبب دعم الإدارة الأمريكية القوى لإسرائيل فى الحرب على قطاع غزة.
وأشارت غريط أيضا إلى وجود «معايير مزدوجة» فى السياسة الأمريكية بشأن آثار الحرب، بما فى ذلك الأزمة الإنسانية ومقتل الصحفيين الفلسطينيين فى غزة.مؤكدة ان فكرة تورط الأمريكيين فى قتل المدنيين فى غزة أمر صعب ومدمر للغاية بالنسبة للدبلوماسيين.
وأوضحت غريط أنه من خلال استطلاعات الرأى هناك تزايد فى معاداة الولايات المتحدة، وتراجع فى شعبيتها فى أنحاء المنطقة، بما فى ذلك البلدان التى كانت لديها علاقات رائعة معها.
وقالت غريط إن بعض العاملين فى وزارة الخارجية الأمريكية شجعوها على مواصلة مشاركة تعليقاتها المعترضة على السياسة الأمريكية، وأخبروها أنه سيتم نقل هذه الاعتراضات إلى أعلى مستويات صناع القرار، لكن آخرين «أسكتوها وهمشوها» على حد وصفها.
وابرزت غريط انه مع إلحاح الولايات المتحدة على إسرائيل من أجل بذل المزيد من الجهد لحماية المدنيين والسماح بمرور المساعدات الإنسانية، فإن واشنطن واصلت إمداد حليفتها بالأسلحة، رغم ردود الفعل العنيفة المتزايدة، حتى بين كبار المسئولين الأمريكيين، بشأن الخسائر المدنية فى الحرب. لا سيما ان هناك انقسامات داخل وزارة الخارجية حول ما إذا كان يجب تصديق تأكيدات إسرائيل بأنها تستخدم الأسلحة الأمريكية بما يتوافق مع القانون الدولى.