بطانة او حاشية المسئول او الوزير إما ان تكون نعمة تسعى لبذل قصار جهدها لكى تدعمه وتسانده لينهض فى كل عمله وليحقق النجاح وتزدهر وزارته او مصلحته واما تكون نقمة تتسبب فى هدمه وجلب الاضرار والمشاكل وتسيئ اليه بشتى الطرق حين تتعامل مع المواطنين او عندما تعرض عليه البريد او حين يكلفها بمتابعة بعض موضوعات وقد تحدث منهم بعض التصرفات والتجاوزات التى تتسبب فى نقل صورة غير طيبة عنه وهو لا يعلم شيئاً عما يحدث من تصرفاتهم وتجاوزاتهم لانه يثق فيهم ويتعامل بحسن النية باعتبار انهم ادواته التى يستخدمها وللاسف فى احيان كثيرة تكون هذه البطانة هى التى يمكن ان تتحكم فى المسئول و قد تتدخل فى كل شئ من مقابلات او اجتماعات وفى نشاطه اليومى وخط سيره بل قد يصل تدخلهم الى التأثير عليه فى بعض قراراته نتيجة ابلاغه بمعلومات خاطئة وغير صحيحة ويترتب على ذلك اثار سلبية وانطباعات عنه غير مرضية.
فالوزير او المسئول الناجح يختار بطانته وحاشيته الصالحة بدقة وعناية شديدة لانها تمثل بالنسبة له الوجهة والمظهر امام الرأى العام والمواطنين والمتعاملين مع الوزارة او المصلحة فهذه البطانة يمكن ان تقوم بدور فعال فى حل المشاكل والمعوقات الروتينية اليومية البيروقراطية البسيطة بكل سهولة دون الحاجة الى تصعيدها الى المسئول او الوزير نفسه وهو ما يخلق انطباعاً من الرضا والسعادة لدى المواطنين الذين تم حل مشاكلهم البسيطة فى سرعة وانجاز.
لذا يحرص العديد من المسئولين والوزراء منذ ان يتم تكليفهم بالمنصب القيام باجراء تغييرات واسعة فى بطانة الوزير السابق من سكرتارية ومدير مكتب وخلافه حتى يثق فى التعامل مع اشخاص جدد بنقاء وشفافية لانهم سيحرصون على ارضاء المسئول او الوزير وسيعملون معه باخلاص ويجتهدون فى دعمه ومساندته وهو تقليد مقبول وجيد ومهم وفى المقابل نجد البعض الآخر من المسئولين او الوزراء يفضلون البقاء على هذه البطانة والحاشية القديمة بدافع انهم على معرفة بطبيعة عمل الوزارة والمكان وقد يكون ذلك فيه جزء من الصح وقد يكون ايضا خطأ كبيراً بعد ذلك ويصحح الوضع يتغييرهم والبطانة هى معيار النجاح والفشل للوزير ولابد ان تكون على قدر عالى من الفهم لطبيعة عمل المدير لانها تمثل الوجهة والانطباع فهى يمكن ان تصبح صورة مضيئة تتفاعل مع المشاكل الخاصة بالمواطنين بكل سهولة ويسر فتراكم الخلل والاهمال واللا مبالاة لمصالح المواطنين يخلق انطباع فى ان التطوير الذى قامت به الدولة فى كافة الوزارات والاجهزة لم يؤتى ثماره فى انجاز مصالح المواطنين وخدماتهم رغم الجهود الضخمة التى تبذلها الدولة فى تأهيل واعداد شباب الموظفين ليقودوا حركة التطوير والتحديث وتغيير نمط وسلوك العاملين فى الوزارات والهيئات والمصالح الحكومية ورفع قدراتهم وادائهم ليصبحوا نماذج مشرفة فى العمل الادارى بكل بساطة وسهولة وانجاز مصالح وخدمات المواطنين دون تأخير او تعطيل وقد حرص الرئيس عبدالفتاح السيسى على تبنى تأهيل واعداد الشباب من خلال البرنامج الرئاسى الذى سيساهم فى تخريج العديد من الاجيال والكوادر الجديدة تتولى قيادة العمل الادارى فى اجهزة الدولة بكل كفاءة واقتدار.