حلم مصر الرقمية قديم وجذوره تمتد منذ نهاية القرن الماضى بإنشاء أول مركز معلومات تابع لمجلس الوزراء وهو أول مركز من نوعه فى الشرق الأوسط.. ثم انشاء اول وزارة للاتصالات فى مصر ومن هنا انطلقت أولى خطوات التحول الرقمى وتدشين القرية الذكية واحتضان اكبر شركات تكنولوجيا المعلومات العالمية على أرض مصر.. وفى عام 2020 اكتمل بناء البنية المعلوماتية المصرية بعد نجاح الدولة فى ربط كل قواعد بيانات الحكومة المصرية.. اكثر من 100 قاعدة بيانات تم ربطها بالكامل.. وكانت الخطوة الاعظم فى مشوار الحلم القومى فى 2022 عندما اطلق الرئيس عبدالفتاح السيسى منصة مصر الرقمية وبدأت بتقديم 130 خدمة حكومية متنوعة للمواطنين وصلت اليوم إلى 170 خدمة وقد تجاوز عدد المواطنين الذين سجلوا بياناتهم على المنصة الرقمية 8 ملايين مواطن تقدموا بـ 45 مليون طلب بمشاركة كافة وزارات الدولة.. ويزداد تفاعل المواطنين يومياً مع خدمات «مصر الرقمية» ودخل فى دائرة الخدمات المميكنة كل فئات المجتمع بدون استثناء.
لم تتوقف جهود وزارة الاتصالات عند هذا الحد.. بل اطلقت عدة مبادرات بهدف بناء القدرات الرقمية واعداد كوادر مدربة من كل اطياف المجتمع بدءاً بتلاميذ الصف الرابع الابتدائى «براعم مصر الرقمية» ثم طلاب المرحلتين الاعدادية والثانوية «أشبال مصر الرقمية» بالإضافة إلى مبادرات التدريب المحترف لتأهيل شبابنا للحصول على وظائف والمنافسة فى السوق العالمية مثل.. رواد مصر الرقمية» و»بناة مصر الرقمية» ولكل مبادرة أهدافها وطبيعتها الخاصة ونوعية المتدربين المستهدفين اعتماداً على التخصصية فى التدريب.. ويكفى ان تعلم عزيزى القارئ انه خلال الفترة من 2018 وحتى 2024 أى فى 6 سنوات فقط نجحت وزارة الاتصالات فى مضاعفة عدد المتدربين 100 ضعف سنوياً ــ من 4 آلاف متدرب فى 2018 إلى 400 ألف متدرب حالياً.. وكان بديهياً ان تتضاعف الموازنة التدريبية 14 ضعفاً.. وزادت تكلفة التدريب من 50 مليون جنيه فقط إلى مليار و700 مليون جنيه.
توجيه الرئيس السيسى الدعوة لكل المصريين بضرورة تعليم ابنائهم فنون البرمجة وعلوم البيانات لأهميتها فى مستقبل العالم وتأكيده على ان المستقبل للبرمجة وعلوم البيانات كان له مفعول السحر فى اعادة الكثير من المصريين النظر فى طريقة تربية وتوجيه أولادهم وبرزت ردود فعل واسعة تعزز هذا التوجه لتأهيل ابناء مصر للمستقبل وعلوم المستقبل.. ولم يكن مستغرباً ان يستقبل الدكتور عمرو طلعت وزير الاتصالات زميله الدكتور رضا حجازى وزير التعليم بعد ساعات من دعوة الرئيس لبحث آليات تفعيل التوجيه الرئاسي.. وبالفعل اتفق الوزيران على مجموعة من الخطوات والاجراءات لتطوير منظومة المناهج الدراسية باستخدام أدوات تكنولوجيا المعلومات بهدف تعليم النشء فنون البرمجة وعلوم البيانات فى سن صغيرة.
الدكتور عمرو طلعت لا يدخر جهداً ومعه كل قيادات قطاع الاتصالات وحتى قيادات الشركات العالمية والوطنية العاملة فى سوق الاتصالات لزيادة الصادرات الرقمية ومضاعفة فرص مصر والتقدم بترتيبها فى صناعة التعهيد العالمية.. وما طلبه الرئيس بزيادة صادرات مصر الرقمية إلى 100 مليار دولار واكثر هو بمثابة دفعة قوية لكل الجهود المخلصة التى يبذلها رجال الاتصالات لزيادة نصيب مصر من كعكة التعهيد العالمية والتى تصل قيمتها إلى مئات المليارات من الدولارات سنويا.. وختاماً مصر الرقمية ملحمة وطنية تزهو وتعلو وتنتصر بإرادة المصريين.
>> وداعا عزب.. أحد بناة مصر الرقمية
منذ ساعات ودعنا الصديق محمد العزب رئيس قطاع الاعلام فى المصرية للاتصالات شاب فى منتصف العقد الرابع من عمره ساهم بحكم موقعه فى واحدة من اكبر شركات الاتصالات فى الشرق الاوسط وافريقيا فى بناء منظومة مصر الرقمية وبذل عزب وفريق العمل المعاون له قصارى الجهد والعرق والفكر لتعزيز دور المصرية للاتصالات الرائد فى اطلاق وتشغيل منصة مصر الرقمية..
بكى الجميع محمد عزب لدماثة خلقه ومواقفه الانسانية وكفاءته النادرة فى عمله وعلاقاته الرائعة بالجميع وتفانيه فى خدمة الصحفيين والاعلاميين وتوفير كل السبل المناسبة لتمكينهم من عملهم واداء رسالتهم التنويرية الرائدة رحل عزب إلى مثواه الاخير فى مشهد جنائزى مهيب شارك فيه الآلاف من محبيه وزملائه واصدقائه وتقدم المشهد الوزير الانسان عمرو طلعت الذى حرص على زيارته فى المستشفى قبل وفاته.. وظل قيادات الشركة معه حتى رحيله.. عزب ترك وراءه ثلاثة شباب فى عمر الزهور ــ عمر وعلى وآسر وحسناء صغيرة جميلة هى زينة وزوجة صابرة صامدة ثابتة شامخة كالجبال وأم مكلومة فقدت ابنها الوحيد فى سن الشباب واحتسبته عند الله شهيداً للواجب والعمل وحب الناس.
وداعا يا أعز الناس.. وإلى لقاء قريب.