خلال الأيام الماضية، تلقت صفحة «الجمهورية معاك» عشرات الرسائل من أولياء أمور طلاب الثانوية العامة 2025، يجمعهم مطلب واحد وهو إعلان نتيجة التظلمات قبل انتهاء المرحلة الثانية من تنسيق الجامعات، حتى يحصل أبناؤهم على فرصتهم فى الالتحاق بالكليات التى يستحقونها، إذا ثبت وجود درجات غير محتسبة.
من المنوفية، أرسلت إحدى الأمهات توضح: «ابنتى حصلت على 89 ٪، وقدمنا التظلم من أول يوم، عندنا إحساس كبير إنها تستحق درجات منسية، لكن الوقت ليس فى صالحنا، وأخشى أن يضيع منها مقعدها فى الكلية التى تستحقها».
وفى رسالة من والد طالب بأسيوط كتب يقول: «ابنى حصل على 91 ٪، وكان متفوقًا طوال سنوات الدراسة، ومستقبله الآن متوقف على درجتين فى مادة الكيمياء، سددنا رسوم التظلم ونحن منتظرون النتيجة، وأتمنى أن يحصل عليهما فى الوقت المناسب ليلتحق بكلية الطب، حلم عمره».
أما الرسالة التى وصلت من الفيوم، فكانت مؤثرة، حيث قال والد طالب: «يا صفحة الجمهورية، نحن أناس بسطاء، ولا نملك وساطة، كل ما نرجوه أن يصل صوتنا إلى وزير التربية والتعليم، لو لابنى حق، نلحق نعدّله قبل ما باب كلية الطب يُغلق عليه».
قصص متكررة بنفس الألم، تختلف فقط فى الأسماء والمحافظات، بينما يزداد القلق مع اقتراب نهاية المرحلة الأولى وبداية المرحلة الثانية للتنسيق، خاصة أن كثيرًا من الطلاب ينتظرون نتيجة التظلم على درجة أو درجتين قد تصنع الفارق الكبير فى مستقبلهم، وتنقلهم من حلم مكسور إلى فرصة جديدة للحياة.
لكن ما يزيد الوجع، تلك الرسائل التى تلقيناها من طلاب دفعات سابقة، عاشوا نفس التجربة، ويدفعون الثمن حتى اليوم.
أحد طلاب دفعة 2023 كتب: «قدمت تظلمًا، وكان واضحًا أن لى 17 درجة مفقودة من خلال إعادة تجميع الدرجات، لكن لم أحصل عليها رسميًا حتى الآن، رفعت قضية كلّفت أسرتى فوق طاقتها، واضطر والدى للعمل فى وظيفتين لتغطية مصروفات كلية الطب الخاصة، على أمل التحويل لكلية طب حكومية بعد ظهور حقي، أنا الآن فى السنة الثالثة، ولم أحصل على حقى حتى الآن».
وطالبة أخرى من دفعة 2022 عبرت: «أنا الآن فى كلية لم تكن حلمي، حصلت على حكم باستحقاق درجات ضائعة، لكن هل يمكن أن أعود إلى أولى كلية من جديد؟ ماذا عن السنوات التى صرفنا فيها على مصروفات الجامعة وسكن ودروس؟ من سيعوضنا؟».
تجارب مؤلمة، تؤكد أن تأخير إعلان نتيجة التظلمات قد يضيع مستقبلًا كاملًا، ومن هنا، ومن خلال «الجمهورية معاك»، التى وُجدت لتكون حلقة وصل حقيقية بين المواطن والمسئول، نوجه نداءً عاجلًا إلى وزير التربية والتعليم، محمد عبد اللطيف، للإسراع بإعلان نتيجة تظلمات الثانوية العامة 2025 قبل انتهاء المرحلة الثانية من التنسيق، كما نطالب بإتاحة فرصة حقيقية لكل طالب ثبت له حق فى تعديل رغباته، حتى لا تتكرر سيناريوهات السنوات الماضية التى دفعت فيها الأسر والطلاب ثمنًا نفسيًا وماديًا باهظًا، هؤلاء يطلبون وهم على باب الوزير فرصة عادلة قبل أن يُغلق الباب.