من داخل المؤسسة الدبلوماسية المصرية العريقة يطوف بنا السفير أحمد أبو زيد المتحدث الرسمى باسم الخارجية ومدير إدارة الدبلوماسية العامة حول الملفات والقضايا التى تتعامل معها مصر فى المنطقة والعالم.. يكشف بوضوح ثوابت التحرك الدبلوماسى المصرى وأولويات السياسة الخارجية ويقدم قراءة شاملة للأزمة فى غزة وتصوراته لمصير الحرب الاسرائيلية على غزة، كما يكشف الرؤية المصرية للعمل العربى المشترك والمطلوب من قمة المنامة، كما يقدم تفسيرا لطبيعة العلاقة بين القاهرة وواشنطن والدول الأوروبية.
أبوزيد يضع خطوطا عريضة تحت بعض الملفات التى تتطلب يقظة فى الفترة القادمة وأهمها توحيد المواقف العربية والتغيير الذى يحدث فى مستقبل النظام العالمى ثم ضرورة اصلاح منظومة الأمم المتحدة خاصة مجلس الأمن.. ويؤكد ان أهم ما يطمئن للمستقبل ان مصر استطاعت خلال السنوات الماضية بفضل رؤية القيادة السياسية أن تفرض نفسها كشريك مهم ومؤثر فى صناعة الأحداث فى المنطقة بل وعلى مستوى العالم وادراك الجميع لأهمية دعمها باعتبارها ركيزة لا غنى عنها لاستقرار الإقليم.
> مصر تلعب دورا كبيرا فى التهدئة فى غزة.. كيف تراه ؟
>> يسعدنى ان اعقد هذا الحوار الصحفي فى المقر الجديد لوزارة الخارجية المصرية بالعاصمة الادارية الجديدة خاصة ان هذا اول حوار لى بالمقر الجديد ومع جريدة عريقة مثل جريدة «الجمهورية» وهى جريدة الشعب ومعبرة بالفعل عن صوت الشارع المصري.
والحقيقة ان توقيت هذا الحوار فى وقت حرج للغاية ودقيق لانه يتزامن مع ازمة اقليمية لها تأثير على الامن القومى المصرى وتشغل بال المواطن المصرى من كل القطاعات ازمة تشكل عنصر عدم استقرار كبير فى المنطقة وتهز كثيرا من الثوابت المعلومة لدينا فى عوامل الاستقرار بالشرق الاوسط وعلاقات هذا الاقليم بالعالم بشكل عام والدول المجاورة بهذا الاقليم.. وبالتالى مصر انطلاقا من مسئوليتها ودورها التاريخى وانخراطها الدائم مع الوضع الفلسطينى ومع القضية الفلسطينية والتزامها التاريخى بدعم الحقوق الفلسطينية.. كان من الطبيعى ان تجد مصر نفسها ملزمة بالتعامل مع هذه الازمة على كافة المستويات سواء على المستوى السياسى او الدبلوماسى او الامنى وتفاعلت مصر مع الازمة على كافة هذه المستويات حتى على المستوى الانسانى من خلال التجاوب مع الازمة الانسانية فى القطاع.. بل نجد ان المجتمع المصرى والمجتمع المدنى المصرى انتفض لتقديم المساعدات الانسانية لاشقائنا الفلسطينيين والإعلام المصرى متجاوب ومتفاعل مع هذه الازمة حيث تنقل القنوات المعاناة اليومية للشعب الفلسطينى فى قطاع غزة وتظهر الانتهاكات الاسرائيلية اليومية للحقوق الفلسطينية لقواعد القانون الدولى التى يفرضها على دولة الاحتلال وكذلك الإعلام يظهر المساعدات الانسانية التى تقدمها مصر للشعب الفلسطينى وبالتالى من الطبيعى ان تعمل مصر على حل هذه الازمة.
اولا تتحرك مصر بكل قوة من أجل تحقيق التهدئة من خلال صفقات تسمح بتبادل الاسرى والمحتجزين مقابل هدنة تسمح بالتقاط الانفاس وتضميد الجراح وادخال المساعدات الانسانية ولكن ايضا من خلال رؤية حالية او متوسطة الاجل ثم طويلة الاجل لمعالجة جذور واسباب هذه الازمة وهى القضية الفلسطينية والاركان المختلفة المرتبطة بالقضية الفلسطينية.
> هل يمكن ان تنجح المساعى المصرية فى تحقيق الهدنة؟
>>بالطبع، طول امد الازمة لأكثر من 7 اشهر حتى الآن والمحاولات العديدة من اجل الوصول الى تهدئة وكونها لم تكلل بالنجاح فى فترات عديدة نتيجة المواقف المتشددة من الجانب الاسرائيلى يجعلنا من الصعب ان نقفز الى استنتاجات تتعلق بالتفاؤل او عدم التفاؤل ولكن فى اللحظة التى نجرى فيها الحوار هناك مقترح مصرى مطروح على الطاولة وتوجد مؤشرات على ان هذا الطرح هناك رغبة تبدو من الطرفين للتجاوب معه او مناقشة هذا الطرح باعتباره طرحا قابلا للمناقشة وهذا فى حد ذاته يدعونا الى التفاؤل واننا ربما نكون قريبين من التوصل الى اتفاق ولكن يبقى السؤال الاساسى هو هل هناك ارادة سياسية حقيقية لوقف هذه الحرب ؟ وهل الجانب الاسرائيلى بالفعل يتفاوض بحسن نية وبرغبة فى انهاء هذه الحرب ؟ وهل الجانب الحمساوى يدرك خطورة الموقف وضرورة تخفيف الضغوط اليومية والانتهاكات اليومية على الانسان الفلسطينى واثر هذه الحرب على المواطن الفلسطيني.. نتحدث عن اكثر من 34 الف شهيد و77 الف مصاب وجريح فهذه مأساة انسانية فاذا كانت كل الاطراف غير مدركين لحجم هذه المأساة فنحن امام مشكلة كبيرة.. ايضا هناك سؤال خاص بالمجتمع الدولي.. الى اى مدى الاطراف الدولية الرئيسية مثل الولايات المتحدة والدول الكبرى ومجلس الامن يمارس ضغوطا حقيقية لوقف هذه الحرب ليس فقط المطالبة بوقف الحرب وليس فقط المطالبة بدخول المساعدات الانسانية وليس فقط الإعراب الشكلى عن رفض اجتياح رفح الفلسطينية ولكن الضغط السياسى والرسائل الجادة التى لا تحتمل التأويل ولا تحتمل التفسيرات المتباينة لخطورة الموقف وضرورة وقف هذه الحرب.
> هل ترى ان الارادة السياسية الدولية ليست متوافرة لوقف هذه الحرب أو للضغط على اسرائيل؟
>> الارادة السياسية شرط اساسى للوصول الى صفقة وشعور الاطراف المختلفة بانه يجب وقف هذه الحرب الان وليس غدا أمر مهم وادراك الجانب الاسرائيلى ان الحرب لن تؤدى الى السلام نقطة ضرورية.. لابد أن يفهموا ان المواجهات المستمرة وانتهاك الحقوق وغرس الاحقاد والكراهية لدى الشعوب من خلال القتل اليومى لن يؤدى الى السلام ولن يؤدى الى التعايش السلمى والاستقرار بين الدول واذا كنا بالفعل جادين للتعامل مع مسألة رؤية حل الدولتين واذا كان هناك اقتناع حقيقى بان رؤية حل الدولتين هى المسار الذى ارتضاه المجتمع الدولى والذى اقره مجلس الامن واستقر عليه المجتمع الدولى وان هذا هو المسار هو الطريقة الوحيدة للوصول الى حل للقضية الفلسطينية واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على اراضيها لعام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية فلابد ان تكون الافعال تؤدى الى هذه النتائج ولكن اذا كانت الافعال لا تؤدى الى هذه النتائج فنحن اذن امام كذبة كبيرة.
> ماذا عن جهود الدبلوماسية المصرية فيما يتعلق بفلسطين وحل الدولتين والجهود الانسانية ؟
>> طبعا الارقام معلنة ونتابع على مدار اليوم حجم المساعدات التى تقدمها مصر للاشقاء فى غزة ونتحدث اليوم عن اكثر من 23 ألفا و500 شاحنة مساعدات تقريبا دخلت الى قطاع غزة عبر معبر رفح فقط و159 الف طن من المواد الغذائية و142 الف طن من الوقود ونحن نتحدث عن 28 الف طن من المياه و57 الف طن مواد اغاثة وهذه ارقام كبيرة جدا دخلت غزة ونتحدث عن قرابة 4600 مصاب تم علاجهم فى مصر ويأتون بمرافقيهم الذين يشكلون ضعف الرقم بجانب خروج رعايا اجانب مزدوجى الجنسية ومصريين ايضا بعشرات الآلاف من قطاع غزة.
فمصر تتحرك بكل طاقتها الرسمية والمجتمع المدنى من اجل الاستجابة لهذه الازمة الانسانية الطاحنة وفى الوقت ذاته هناك جهد دبلوماسى كبير جدا يتم لمعالجة التحديات فعندما نتحدث عن المعوقات التى تضعها اسرائيل لدخول المساعدات فقد تحركت مصر فى الاطار العربى والاسلامى داخل مجلس الامن بهدف خروج قرار من مجلس الامن رقم «2720» الذى وضع آلية اممية لدخول المساعدات وتفتيش ومراقبة المساعدات كى نتغلب على التحديات والمعوقات وأساليب التعنت التى يضعها الجانب الاسرائيلى ومازالت هذه الآلية تتحسس طريقها لتنفيذ المهام الموكلة اليها من جانب مجلس الامن نتيجة التعنت الاسرائيلى أيضا ونفس الشيء يتعلق بالاستهداف المستمر لمعبر رفح الفلسطينى فى البداية من الجانب الاسرائيلى حيث ان معبر رفح ظل مفتوحا منذ اول يوم للازمة لدخول المساعدات ولكن استهدفته اسرائيل اكثر من مرة من ناحية الجانب الفلسطينى وتم اصلاحه واعادة تأهيله للتمكن من دخول المساعدات.
تتحرك مصر أيضاً فى المحافل الدولية فى اطار مجموعة الاتصال العربية الاسلامية وفى اطار المجموعة السداسية العربية او الدول العربية الست المعنية بمتابعة القضية الفلسطينية والوضع فى قطاع غزة وفى اطار اتصالاتها المباشرة مع الولايات المتحدة الامريكية ومع الاتحاد الاوروبى ومع الدول الفاعلة الدولية على المسرح الدولى وهناك زيارات مكوكية لوزير الخارجية وكم هائل من زيارات المسئولين الاجانب رفيعى المستوى الى مصر وفى كل هذه الاتصالات الرسائل المصرية واضحة بضرورة الوقف الفورى لاطلاق النار وضرورة دخول المساعدات الانسانية باكبر عدد ممكن للاستجابة للوضع الانسانى وضروة التحذير من مخاطر الاقتحام البرى لرفح الفلسطينية الذى تهدد به اسرائيل والتحذير كذلك من مخاطر اتساع رقعة الصراع فى المنطقة بالاضافة الى معالجة القضية الفلسطينية على الامد البعيد والتحدث عن ضرورة اعادة احياء عملية السلام على اسس جديدة أهمها اقامة الدولة الفلسطينية والاعتراف بالدولة الفلسطينية لان هذه هى نقطة البداية والاختبار الحقيقى لمدى جدية المجتمع الدولى فى تحقيق رؤية حل الدولتين فقد اعربت الدول الاوروبية عن استعدادها للاعتراف بالدولة الفلسطينية.. اذن هذا هو الوقت الامثل للاعتراف بالدولة الفلسطينية وكذلك الطرح المرتبط بإحياء عملية السلام وكيفية العودة الى المفاوضات وكيف يتم وجود ترتيبات امنية فى المنطقة وفى قطاع غزة وماذا سيتم فى شكل القطاع مستقبلا وكل هذا مصر منخرطة فيه بجدية وبرؤية واضحة وبافكار واطروحات تطرحها على شركائها الدوليين والاقليميين.
> ما اهم رسائل الدبلوماسية المصرية التى تم نقلها وعدد البيانات وكم مسئولا دوليا زار مصر؟
>> منذ اللحظة الاولى لهذه الازمة والرسائل المصرية واضحة ومعلنة.. مصر عبرت عن موقفها بوضوح سواء من جانب التحذير من مخاطر هذه الازمة واثارها الانسانية الكبيرة ومن مخاطر اتساع رقعة الصراع فى هذه الازمة والمطالبة بالوقف الفورى لاطلاق النار وضروة تحكيم صوت العقل والتعامل مع الازمة الانسانية باكبر قدر من الجدية ومطالبة اسرائيل بتنفيذ التزاماتها بادخال المساعدات لان اسرائيل هى دولة احتلال والقانون الدولى ينظم مسئوليات دولة الاحتلال تجاه الشعب الذى يقع داخل الاحتلال وهى بذلك مسئولة بألا تهجر هذا الشعب خارج اراضيه.. ومصر كانت واضحة فى تبنى مواقف معلنة تطالب بالتزام اسرائيل بمسئوليتها وفقا للقانون الدولى واتفاقية جنيف عام 1949 وفتح معبر رفح والجهد الذى تقوم به الدولة المصرية على المستوى الرسمى و المجتمع المدنى لدخول المساعدات بكميات كبيرة نجد الآلاف ومئات الشاحنات موجودة امام معبر رفح تنتظر اشارة البدء لدخول هذه المساعدات ونجد معوقات يضعها الجانب الاسرائيلى بين الحين والاخر تتفاعل معها مصر وتسعى الى ازالة هذه المعوقات وتشرح الوضع امام المجتمع الدولى وبالتالى ترى الزيارات الكبيرة لوزراء خارجية الولايات المتحدة والممثل الاعلى للسياسة الخارجية للاتحاد الاوروبى ووزراء خارجية العديد من الدول العربية والاوروبية والاسلامية قد زاروا مصر وشارك وزير الخارجية فى اجتماعات عديدة سواء فى الامم المتحدة او مجلس الامن والقى بيانات قوية تعبر عن الموقف المصرى كما شارك وزير الخارجية فى جولات عديدة قامت بها مجموعة الاتصال العربية الاسلامية الى العديد من العواصم الدولية ، فهذا التفاعل الدبلوماسى المصرى على كافة المستويات منذ بداية هذه الازمة يؤكد ان مصر تتحرك بمنطق تحمل المسئولية تجاه الاشقاء الفلسطينيين والقضية الفلسطينية والشرق الاوسط واستقراره ومستقبل الاستقرار فى المنطقة وأيضا مسئوليتها كدولة تحترم القانون الدولى ومنشأة للامم المتحدة ووقعت على الميثاق التأسيسى للامم المتحدة ولجامعة الدول العربية فمصر دولة تحترم التزاماتها وتحترم القانون الدولى وتطالب جميع الدول باحترام القانون الدولى لان القضية الفلسطينية مثلها مثل الكثير من القضايا الاخرى او النزاعات الممتدة لن نصل الى حلول لها الا من خلال اعمال واحترام القانون الدولى والمفاوضات الجادة التى تؤدى الى الوصول الى السلام.
> بعد كل هذه الفترة والجهود المبذولة الى اين تتجه الحرب الاسرائيلية؟
>> من الصعب أن تحدد الى اين ستئول هذه الحرب فى النهاية ولكن الجهد المصرى بالتأكيد ينصب الآن على الوصول الى تهدئة ولو مؤقتة هدنة لبضعة اسابيع تسمح بالتعامل مع الوضع الانسانى وادخال المساعدات الى القطاع وتسمح بخروج المصابين للعلاج وتسمح بالنظر فى الاحتياجات الخاصة باعادة الاعمار، وهذه الهدنة مطلوبة لوقف نزيف الدماء الذى يحدث يوميا فى قطاع غزة وايضا وجود هدنة من المفترض ان تكون مرتبطة بتبادل الاسرى والمحتجزين بما يفرغ الازمة من حدتها وبشكل يسمح بالتعامل السياسى مع القضية والتوصل الى خطوات قادمة والتحدث عن الترتيبات الامنية وآليات دخول المساعدات فى المرحلة اللاحقة وتناول قضايا اعادة الاعمار ثم كيف نتعامل مع عملية السلام واحيائها والمحددات التى سنتحرك على اساسها، ايضا السلطة الفلسطينية ودورها فى قطاع غزة وما اذا كان سيكون لها دور وكيف يتم تناول المسلمات المتعلقة بالارتباط العضوى بين قطاع غزة والضفة الغربية والقدس والوصول الى هدنة لبضعة اسابيع سوف يتيح المجال للاطراف الفاعلة الاقليمية والدولية كى تتحدث فى كل هذه الملفات بشكل اكثر عمقا وتكشف الاطراف عن نوياها الحقيقية حول اليوم التالى ولكن طالما اننا ما زلنا فى المعاناة اليومية والقصف اليومى ونتعامل بمنطق عملياتى ومن على الارض فلن نجد المساحة المتاحة للحديث الاستراتيجى بعيد الأمد.
> وكيف ترى الوضع فى المنطقة الآن؟
>> الوضع فى المنطقة منذ شهور عديدة متأزم وملتهب للغاية على اثر العديد من الازمات الطاحنة والمعاناة الانسانية المتفاقمة فى بؤر عديدة مثل الازمة السودانية التى دخلت فى عامها الثانى ويواجه الشعب السودانى الشقيق عمليات نزوح كبيرة للغاية اكثر من 8.5 او 9 ملايين سودانى نزحوا خارج اراضيهم او مناطق سكنهم ونتحدث عن ازمة الغذاء التى تطال اكثر من 25 مليون سودانى وتدمير للبنية التحتية وعدم وجود افق سياسى واضح لكيفية التعامل مع القضايا السياسية ومستقبل الوضع السياسى والحوار الوطنى ومعالجة القضايا السياسية فى المجتمع السودانى فى المرحلة القادمة فهذه ازمة كبيرة واثرت فى مصر وتعاملت معها مصر بقدر كبير جدا من الجدية والمسئولية وفتحت مصر ابوابها لاشقائها السودانيين، فهذه الأحداث تمثل عنصر عدم استقرار كبير فى المنطقة.
وفى الناحية الغربية ليبيا مازالت تتأرجح مع عدم القدرة على تحقيق الانتخابات وعدم وضوح فى الرؤية بشأن الخطوات القادمة على الساحة الليبية وهناك ضبابية فيما يتعلق بالخطوات القادمة فى العملية السياسية فهى ازمة ايضا ممتدة معنا ولها معاناة ويوجد انشقاق داخل المجتمع الليبي، بالإضافة إلى الوضع فى سوريا ورغم الجهود العربية والمحاولات ومجموعة الاتصال العربية التى نشأت لمحاولة معالجة الوضع فى سوريا برؤية مختلفة وطرح حلول ومقترحات ومسار وخارطة طريق للتعامل مع الوضع فى سوريا، لكن مازالت الازمة مستمرة والمعاناة الانسانية مستمرة والوضع الامنى غير مستقر ونجد ايضا ان ازمة قطاع غزة اثرت بشكل كبير على انتقال هذا النزاع او هذا التوتر الى مسارح اخرى فى المنطقة مثل المسرح العراقى والمسرح اللبنانى والسورى واليمنى فهناك حالة اضطراب وعدم استقرار امنى فى كل هذه المسارح نتيجة استمرار الوضع فى غزة على ما هو عليه ونتيجة الحرب فى قطاع غزة ثم بالطبع قضية اليمن والمعاناة الانسانية فى اليمن والتهديدات التى تصدر من جانب الحوثيين سواء للبحر الاحمر او للدول الشقيقة المجاورة وبالتالى العالم العربى ومنطقة الشرق الاوسط بأكملها تمر بحالة عدم استقرار خطيرة.
> وماذا عن المخاطر التى تواجه مصر الآن؟
>> مصر فى قلب المنطقة دولة لها طموحات تنموية ومستقرة ولها رؤية للتطوير والتحديث وتقوم على فكرة الاستقرار وفكرة استخدام الموارد والتكامل والتعاون مع الدول الشقيقة والمجاورة ومن المؤكد ان تتأثر مصر بهذا الوضع الاقليمى فكيف تتحدث عن تنمية طويلة الاجل دون استقرار فى المنطقة؟ وكيف نتحدث عن امن واستقرار للشعوب وتواجه حالات نزوج ولجوء وحروب ومعاناة انسانية من الشرق والغرب والجنوب.
انخراط مصر فى هذه الازمات ورصدها لموارد كثيرة وطاقات كبيرة لمعالجة هذه الازمات يمثل عبئا على الاقتصاد المصرى وعبئا على صانع القرار المصرى لانه يتفاعل مع هذه الازمات ويسعى لايجاد حلول لها على مدار الساعة وقد يكون هذا هو الذى دفع شركاءنا فى الاتحاد الاوروبى والمؤسسات المالية الدولية وغيرها ان يدركوا اهمية دعم مصر فى هذا التوقيت لان مصر هى عنصر الاستقرار فى المنطقة وهى رمانة الميزان ولأن مصر هى التى تتفاعل مع هذه الازمات وتسعى لايجاد حلول لها اذن فيجب ان تظل مصر مستقرة ويجب ان يظل مسارها الاقتصادى والتنموى يسير على النحو المنضبط والمستقر لان مصر تضطلع بدور هنا وبمسئوليات نيابة عن المجتمع الدولى بأكمله لانها دولة جوار للسودان وليبيا وفلسطين والدولة التى يمر بها البحر الاحمر وقناة السويس عصب التجارة الدولية وقد وجدنا الان كيف ان اى تهديد لحركة الملاحة والتجارة الدولية فى البحر الاحمر يهدد مصالح جميع الدول اذن فمصر شريك اساسى واستراتيجى فى ايجاد الحلول لكل هذه القضايا ولذلك مصر يجب ان تظل مستقرة ويجب ان تستمر مسيرة التنمية ويجب ان نمد مصر باحتياجاتها التنموية والاقتصادية كى تستكمل المسار الاصلاحى والتنموى الذى بدأت فيه.
> لكن كيف يتم التنسيق العربى العربى؟
>> هناك تنسيق مصرى عربى عالى المستوى فى هذا الوقت وفقا لكل قضية وعلى سبيل المثال قضية قطاع غزة هناك مجموعة الدول العربية الست «مصر والسعودية والامارات وقطر وفلسطين والاردن» وهناك تنسيق عالى المستوى بين هذه الدول فى التعامل مع القضية والتحدث مع الشركاء مثل الولايات المتحدة الامريكية ومجموعة 6 + 1 وتواصل مع مجموعة الدول الاوروبية فهذا اطار تنسيقى مهم جدا وهناك اطار تنسيقى اخر يتمثل فى مجموعة الاتصال العربية الخاصة بسوريا على سبيل المثال وتضم مصر والسعودية والاردن وهناك الآلية التنسيقية التى تضم مصر والعراق والاردن المرتبطة بالمشرق العربى ودعم التكامل الاقتصادى والتجارى وتعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية بين الدول الثلاث وهناك آلية دول الجوار السودانى وهناك منبر جدة واجتماعات تمت فى المنامة وكل هذا يجمع الدول العربية المنخرطة فى التعامل مع الازمة السودانية بأبعادها المختلفة حتى لبنان هناك مجموعة خماسية تضم مصر والسعودية والولايات المتحدة الامريكية وفرنسا ولبنان تعمل بتنسيق كبير لمساعدة الاشقاء فى لبنان لتجاوز الازمة الموجودة حاليا ومساعدتهم فى اختيار القيادة السياسية الخاصة بهم وتقديم الدعم السياسى للشعب اللبنانى وهناك تنسيقا كبيرا حول ليبيا، فلا يوجد شك ان هناك تنسيق كبير ايضا بين مصر واشقائها من دول جوار ليبيا لمعالجة هذه القضايا وفى اطار جامعة الدول العربية.
التنسيق العربى موجود ومطلوب وازدادت اهميته بشدة مع التفاقم الكبير للازمات فى المنطقة ونحن حاليا على مشارف قمة عربية قادمة نجد الملوك والامراء والرؤساء العرب يزورون مصر بشكل مستمر والرئيس عبدالفتاح السيسى يزور الدول العربية الشقيقة وهناك اتصالات شبه يومية مع القادة العرب حيث مؤخرا قام ملك البحرين بزيارة مصر للتنسيق بشأن القمة العربية القادمة كما زار امير الكويت مصر منذ ايام قليلة.
والقمة العربية المقبلة سوف تطرح مساحة كبيرة ومهمة للتشاور والتنسيق بين القادة العرب لكيفية التعامل مع هذا الكم الهائل من الازمات والقضايا المرتبطة ليس فقط بالعالم العربى ولكنها ايضا مرتبطة بعلاقات العالم العربى بدول الجوار مثل ايران وتركيا وبالوضع فى القرن الافريقى والعلاقة مع اثيوبيا وقضايا المياه والوضع فى الصومال فكل هذه القضايا اصبحت متشابكة ومتداخلة وتقتضى الارتقاء بمستوى التنسيق العربى الى اعلى المستويات.
> طالما تحدثنا عن التنسيق العربي.. كيف يتم الاستعداد للقمة العربية المقبلة والتى ستعقد فى البحرين خلال الشهر الجاري؟
>> التنسيق بدأ بالتشاور على مستوى القادة حينما يزور ملك البحرين مصر ويلتقى مع شقيقه الرئيس السيسى ويتحدثون عن جدول اعمال القمة والاطر العامة للتعامل مع القضايا وكيفية التعامل مع قضية قطاع غزة وهل هناك مبادرات معينة وتشاور القادة هى نقطة البداية ثم يتبع ذلك تنسيق على مستوى وزراء الخارجية وسوف تجد اتصالات مكثفة خلال المرحلة القادمة وربما زيارات بين وزراء الخارجية للتنسيق بشأن القمة والموضوعات المطروحة على جدول اعمال القمة وما هى الطموحات وكيف ندير الملفات والتوقعات لأن الوضع صعب وليس سهلا فالازمات مستعصية وليست سهلة والحل الوحيد هو ان تتحدث الدول العربية بصوت واحد فالشيء المهم فى مجموعة الدول العربية الست وهى تتحدث مع الجانب الامريكى اتصالا بأزمة قطاع غزة انك تجد الرسائل واحدة والاولويات واحدة وواضحة فهذا مهم للغاية لتوصيل رسائل محددة الى شركائنا الدوليين. حينما تتحدث الدول العربية فى مجلس الامن تجد البيانات العربية ايضا تكاد تكون متطابقة فيما يتعلق بأسلوب الحل سواء كانت قضية غزة او قضية السودان على سبيل المثال وستجد منبر جدة ننتظر ان يعاد اطلاقه الان وربما نجد دول اضافية تشارك فيه وكل هذا يؤكد مرة اخرى على ان المنطقة باتت تواجه من التحديات ما يفرض على القائمين عليها من الدول العربية ان ينسقوا بقدر كبير من القوة بينهم وان تتوحد الرسائل التى يوجهونها سواء للعالم الخارجى او لاطراف النزاع داخل المنطقة الرسائل عندما توجه لاطراف النزاع فى ازمة داخل المنطقة تكون كلها تدعو الى الحل السلمى وتجنب المعاناة الانسانية وتجنب استهداف المدنيين وتجنب اهدار مقدرات الدولة والحفاظ على الجيوش الوطنية والحفاظ على الدولة المركزية والمطالبة بعدم استهداف المساعدات الانسانية وايصالها الى مستحقيها ومطالبة الدول المانحة والدول ذات القدرة الاقتصادية بتوفير الدعم الانسانى والاقتصادى واعادة الاعمار فالرسائل هنا عندما تكون موحدة لا يوجد شك انها تصل الى شركائنا بشكل واضح.
> لكن المشكلة اننا نواجه ازدواجية فى المعايير.. فكيف نتعامل مع ذلك؟!
>> النظام الدولى يواجه مأزقا حقيقيا مرتبطا بقضية ازدواجية المعايير واحترام القانون الدولى والمصداقية فالمصداقية اصبحت على المحك نتيجة عدم الاتساق فى التعامل مع الازمات فى منطقة مع مناطق اخرى وعدم الاتساق فى تبنى المبادئ والمعايير التى تستند اليها فأصبحت المعايير مطاطة، يتم التحدث عن حقوق الانسان فى مناطق ويتم اهدار حقوق الانسان فى مناطق اخرى ولا يتم الاشارة بالبنان الى انتهاكات حقوق الانسان فى هذه المناطق ويتم تطويع التعريفات والمفاهيم بما يحقق الاهداف السياسية وبمعنى ما يعتبره البعض انتهاكا لحقوق الانسان يعتبره البعض الاخر دفاعا شرعيا عن النفس فهناك مأزق حقيقى يواجه منظومة العمل الدولى والامم المتحدة والنظام متعدد الاطراف وهناك مسئولية تقع على الدول الكبرى باعتبارها الدول الضامنة والحاضنة للنظام الدولى الحالى والقواعد التى يتأسس عليها النظام الدولى الحالى لانه فى غياب احترام القانون الدولى والقواعد اصبحنا امام شريعة الغاب واصبح كل شيء مباحا وكل الانتهاكات مباحة ولا مجال للوصول الى حلول مستدامة ومصر تحدثت فى هذا الامر وخطاب مصر السياسى على اعلى المستويات، على مستوى القيادة السياسية وعلى مستوى وزير الخارجية وعلى مستوى المسئولين المصريين فى المحافل الدولية حذر من هذا التوجه فى الامم المتحدة وفى مجلس الامن خطاباتنا تحدثت عن هذا ، الدورة السابقة فى الامم المتحدة كانت تتأسس على فكرة الحفاظ على النظام الدولى الحالى والنظام متعدد الاطراف وكيف نحافظ على مصداقية هذا النظام وبالتالى نحذر من ازدواجية المعايير ونسعى من خلال التنسيق مع الدول متشابهة الفكر والدول التى لم تكن طرفا فى هذا الصراع او ذاك ولكنها تأثرت به مثل دول العالم النامى ودول حركة عدم الانحياز والدول الافريقية والتى تأثرت بهذه النزاعات بشدة ولم تكن طرفا او سببا فيها نتحدث معها كى نتحدث بصوت واحد يطالب باحترام القانون الدولى والمعايير الدولية.
> وماذا عن جهود مصر لاصلاح الامم المتحدة؟
>> اصلاح الامم المتحدة مطروح على الساحة منذ سنوات ، وفى الجوهر منه قضية اصلاح مجلس الامن باعتبار ان مجلس الامن نشأ عقب الحرب العالمية الثانية بتوازنات معينة للقوى والآن تغيرت هذه التوازنات وهناك عدد الدول التى اصبحت طامحة ولديها القدرة والمسئولية والتجربة اثبتت انها تتحمل مسئوليتها بجدية ان تكون عضوا فى مجلس الامن بعد هذا الاسراف فى استخدام حق الفيتو بشكل اصبح يشل حركة مجلس الامن خاصة فيما يرتبط بحفظ السلم والامن على مستوى العالم ، فالمجلس اصبح يواجه مأزقا حقيقيا وشللا حقيقيا فى التعامل مع معظم الأزمات نتيجة الاستقطاب الدولى والاستخدام المفرط لحق الفيتو ، فهناك حاجة حقيقية للتعامل مع قضية اصلاح مجلس الامن واصلاح الامم المتحدة والمنظومة الدولية ايضا.
والحقيقة ان التعامل مع قضية الاصلاح اصبحت اكثر اهمية وإلحاحا بعدما رأينا كيف يقف المجتمع الدولى عاجزا عن التعامل مع ازمات طاحنة مثل التى يمر بها العالم سواء الحرب الروسية الاوكرانية او الوضع فى قطاع غزة او الوضع فى السودان او الوضع فى مناطق اخرى فى العالم وافريقيا ومنطقة الساحل والصحراء فى القارة الافريقية ، كل هذه الازمات تقتضى منظومة دولية قادرة على التعامل معها ، قادرة من حيث الموارد والقدرة على اتخاذ القرارات السريعة ونشر قوات حفظ السلام سريعا وقادرة من حيث الإرادة السياسية والكفاءة على اتخاذ القرار السياسى فى التوقيت المناسب لمعالجة هذه الأزمات ، فقضية إصلاح الأمم المتحدة والنظام الدولى المتعدد الأطراف أصبحت قضية ملحة جدا.
ايضا الحديث عن اصلاح المؤسسات المالية الدولية مهم، فالنظام الاقتصادى العالمى يتغير ، واصبحت هناك تجمعات جديدة تزداد ولها اهميتها مثل مجموعة البريكس او غيره والمؤسسات المالية الدولية لم تكن ايضا على مستوى المسئولية او القدرة فى التعامل مع الازمات الاقتصادية الطاحنة مثل وباء كورونا وازمة الغذاء وازمة الطاقة وارتفاع الاسعار وازمة الديون فكل هذه الازمات الاقتصادية.. هل استطاعت المؤسسات المالية الدولية والنظام الاقتصادى الدولى ان يتفاعل معها ويطرح حلولا سريعة لحالات المعاناة الانسانية فى العالم.. هذا محل استفسار وشكوك كبيرة ، ومصر من ضمن الدول التى تطالب باصلاح هذه المنظومة ، منظومة القروض والدعم الاقتصادى والفهم الاعمق لطبيعة التحديات الاقتصادية التى تمر بها الشعوب وقضية المشروطيات السياسية والاقتصادية وارتباطها بعملية الدعم ، كل هذا يخضع لعملية اعادة النظر وعلى الدول ان تتعامل مع هذا الموضوع بقدر كبير من الاهمية ، فاذا لم نطرح حلولا الان فسوف تزداد الامور تعقيدا خلال المرحلة القادمة.
> مصر استطاعت الانضمام لمجموعة البريكس ، فكيف ترى ذلك؟
>> هو تطور مهم للغاية ويعكس قدرات الاقتصاد المصرى ومرونة هذا الاقتصاد والطاقات الكامنة لدى الاقتصاد المصرى ، ويعكس دور مصر واهميتها فى صياغة المنظومة الاقتصادية الدولية التى نتحدث عنها ، وبالتالى دخول مصر فى هذا التجمع هو اعتراف بان مصر على المسار الصحيح وحققت من النجاحات والانجازات ما يؤهلها لتكون عضوا فاعلا ومؤثرا فى هذا التجمع ، وهى فى الوقت ذاته رسالة بان هذا التحالف من الدول له رؤية وهناك تشابه فى الفكر بين الدول الاعضاء وهو ليس تحالفا مناهضا لاى طرف ولا يستهدف اى تحالفات اخرى ولكنه مجموعة من الدول ذات الرؤى المتشابهة وذات القدرات المتشابهة والقريبة من بعضها البعض وذات القدرة على التاثير الايجابى فى الاقتصاد العالمى وبالتالى هو تطور ومهم وايجابى ومصر تتعامل معه باكبر قدر من الجدية وهى عضو مؤثر وذات صوت مؤثر وفاعل داخل هذا التحالف.
> كيف ترى التعامل المصرى مع ملف السياسة الخارجية ؟
>> السياسة الخارجية الان لم تعد منعزلة عن السياسة الداخلية ، وما شهده العالم على مدار السنوات الماضية من تشابك بين قضايا السياسة الخارجية وقضايا الاستقرار والتنمية داخل الدول ، وما شهدته المنطقة الان من تفاعلات خطيرة تؤثر على مصلحة المواطن المباشرة نتيجة قضايا مرتبطة بالسياسة الخارجية اكدت ان هناك ارتباطا عضويا بين الملفين الخارجى والداخلى وبالتالى السياسة الخارجية الان اصبحت اكثر حساسية وفهما واستجابة لتطلعات المواطن ، فالمواطن يتطلع الى الاستقرار والسلام ويريد ان يرى دولته ملتزمة بمبادئ اخلاقية وقانونية ، المواطن يريد استثمارات اجنبية فالسياسة الخارجية تسعى لجذب الاستثمارات الخارجية ، اذن تتحرك السياسة الخارجية لشرح طبيعة التحديات الاقتصادية الداخلية ، وتتحرك لجذب الدعم الاقتصادى وجذب الاستثمارات والترويج للتجارة وللصادرات المصرية وفتح شراكات جديدة مع مناطق وشركاء جدد لديهم قدرات اقتصادية معينة ، فالسياسة الخارجية اليوم اصبحت جزءا لا يتجزأ من السياسة الداخلية ، واصبحت تتعامل مع قضايا تهم المواطن المصرى والتحديات التى تواجه ملف الامن القومى المصرى ، فالتحديات تتزايد بشكل كبير مما يجعل من يعمل فى ملف السياسة الخارجية يدرك مسئولية الملفات التى يتعامل معها ويدرك خطورة التهديدات المحيطة بالامن القومى المصرى ويوظف الاداة الدبلوماسية لحماية مصالح الامن القومى المصري.
> أخيرا.. كيف ترى المستقبل؟
>> اتصور ان العالم يمر بمرحلة مخاض وبوادر نظام جديد ، لكن المهم ان مصر شريكة فى صنع المستقبل سواء فى المنطقة أو فى هذا النظام العالمى الجديد ، هذا يقتضى اليقظة الشديدة والقدرة على التنبؤ واستقراء المستقبل ووضع السيناريوهات المختلفة لمكانة مصر فى هذا المستقبل ، وقدرتها على صياغة مستقبل يحمى مصالح المواطن المصري، ونحن ندرك ان مصر المستقبل هى الاقوى والاكثر استقرارا والاكثر قدرة اقتصادية والشباب المصرى ودوره فى بناء مستقبل هذا الوطن مهم، وبالتالى ما نراه من رؤية للدولة المصرية مستقبلية تطرح مشروعات مستقبلية وتستهدف تغيير شكل مصر على مدار العقود القادمة هى رؤية تعكس فهما عميقا لاننا فى مرحلة بناء للمستقبل وما نقوم به من جهد وتضحيات الآن هو استثمار فى مستقبل هذا الوطن ومستقبل هذه المنطقة.