برزت القوى الناعمة خلال العقود الماضية كقاعدة تعتمد عليها الدول فى رسم سياستها خاصة الخارجية وبالتالى وجدت فى مصر بعض القوى الناعمة التى عولت عليها الدولة المصرية فى الكثير من الأحيان.. ولعل الأزهر الشريف بمعاهده وكلياته المنتشرة فى طول البلاد وعرضها يعد القوة الناعمة الرئيسية فى مجال نشر الإسلام الوسطى واللغة العربية بين العديد من طلاب العلم بالكثير من دول العالم المختلفة وهو ما احدث أثراً إيجابياً ووضع مصر فى المكانة اللائقة بها خاصة وأن أولئك الطلاب حين يعودون إلى بلدانهم يكونون بمثابة سفراء للأزهر الشريف حيث ينقلون الصورة الإيجابية بكل صدق.. وكثير من هؤلاء الأزهريين من غير المصريين قد تقلدوا مناصب عليا فى بلدانهم نذكر منهم مهاتير محمد فى ماليزيا ومحمد ضياء الحق فى باكستان وغيرهما الكثير..
وعلى الجانب المقابل لم يكن الأزهر هو القوة الناعمة الوحيدة فى «أم الدنيا» فهناك أيضا جانب مواز آخر وهو «المركز الأوليمبي» لاعداد الفرق القومية المصرية فى المجال الرياضى الكائن بمنطقة المعادى والتابع لوزارة الشباب والرياضة هذا الصرح الرياضى العملاق.. اكتشفت بمحض المصادفة أنه هو الآخر يسهم بشكل كبير فى رسم صورة إيجابية لمصر من خلال هذا المجال حيث تتهافت فرق الدول من آسيا وافريقيا على اقامة معسكرات الاعداد داخل هذا الصرح الرياضى المصرى لما يتميز به من بنية تحتية قد لا تتوافر فى الكثير من المراكز المشابهة.
ــ الوزير النشط دكتور أشرف صبحى وزير الشباب والرياضة لا يتوانى من جانبه فى تلبية كل متطلبات المركز لذا عند زيارتك لهذه القلعة الرياضية تجد جنسيات متعددة من لاعبى وفرق من مختلف قارات الدنيا بعد أن كانوا يذهبون فى فترات اعدادهم إلى دول اخرى فى أوروبا فضلوا المركز الاوليمبى لما وجدوا فيه من التجهيزات التى تلبى كل الاحتياجات من ملاعب وصالات ألعاب فردية وجماعية.. علاوة على فندق اقامة على أحدث ما يكون من أجل اعاشة ضيوف مصر من لاعبى الفرق المختلفة سواء الاخوة العرب أو لاعبى منتخبات الدول الافريقية والأسيوية.
..وإذا كان الشيء بالشيء يذكر، فإن هذه المنظومة الرائعة الموجودة على أرض الكنانة وراءها منظومة ادارية يقودها الكابتن عاطف حمودة الذى وضع وزير الشباب ثقته فيه فكان أهلاً لهذه الثقة بالفعل منذ بواكير الصباح تجد هذه القلعة الرياضية بمثابة «خلية نحل» الكل يعمل من أجل أن تظل صورة المركز الأوليمبى راسخة فى إذهان الجميع بأن أنسب الأماكن التى تقدم خدمات قل أن تجدها فى أماكن اخرى مثيله فى دول اخري.
أخيراً.. آن لنا أن نقول إن القوى الناعمة المصرية على المستويات كافة دينية وتعليمية ورياضية تلعب أدواراً مؤثراً وهو ما يجعل الصورة الذهنية لـ «أم الدنيا» ممثلة بشكل إيجابى لذا كان اختيار مصر للاستفادة بخدماتها اللوجيستية هو اختيار صادف أهله.