تأتى القمة العربية الثالثة والثلاثون التى تستضيفها البحرين منتصف هذا الشهر.. وسط تحديات عديدة وتوترات ملتهبة بالمنطقة إثر الحرب الإسرائيلية على غزة للشهر السابع على التوالى.. يترقب الشارع العربى مخرجات هذه القمة.. ووحدة الرؤى العربية والتوصل إلى حل شامل وعادل للقضية الفلسطينية يحقق إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية..
وفى ظل الجهود المصرية والعربية الحالية لوقف فورى لإطلاق النار فى غزة وإنفاذ المساعدات الإنسانية بصورة كافية ومستمرة للقطاع والرفض القاطع لأى محاولات لتهجير الشعب الفلسطينى أو اجتياح رفح الفلسطينية.
ملفات ساخنة عديدة على مائدة مناقشات قمة المنامة حيث يتم مناقشة التدخلات فى المنطقة، ويكتسب هذا الموضوع اهمية كبرى فى ظل التوترات فى البحر الأحمر وتداعياتها الاقتصادية الناجمة عن تصعيد الهجمات على السفن المارة.. وعلى جدول الاعمال الوضع المتردى فى السودان والأزمات السياسية والأمنية فى عدة دول، كما هو الحال فى ليبيا وسوريا وفى الصومال، وبحث ملفات أخرى على جدول الأعمال اقتصادية وأمنية تتعلق بدعم العمل العربى المشترك على كافة الأصعدة.. والموقف العربى الموحد، وقرارات فعالة ينتظرها الشارع العربى لترسيخ محور حل الدولتين.
طارق فهمى: مطلوب موقف عربى موحد.. تجاه ما يجرى فى غزة
يقول د.طارق فهمى أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة انها قمة مفصلية، وتجرى فى ظل أوضاع إقليمية ودولية متدهورة للغاية، وحالة الحراك السياسى العربى تطالب باتخاذ موقف عربى مباشر خصوصا تجاه التدخلات الإقليمية، واستمرار حرب غزة، وعدم حل القضايا العربية، وخاصة ليبيا والسودان استمرار تأزم مشهد الإقليم بصورة كبيرة.
أوضح ان البحرين لديها إمكانيات وقدرات لإنجاح القمة العربية لاعتبارات متعلقة بالدور البحرينى ومن المنتظر أن تحظى قمة البحرين بمشاركة واسعة من قادة وزعماء الدول العربية.
قال فهمى، إن هناك مشاورات ومباحثات مهمة تمت خلال القمة الثنائية بين الرئيس عبدالفتاح السيسى وملك البحرين فى مصر، حيث ناقشا عددا من القضايا ذات الأولوية والأهمية لتعزيز العمل العربى المشترك، وخاصة ما يتعلق بضرورة تنفيذ قرارات وقف إطلاق النار فى غزة وإيصال المساعدات الإنسانية، والحاجة إلى مسار سياسى نحو سلام عادل ودائم فى المنطقة على أساس حل الدولتين، قبول فلسطين كعضو كامل العضوية فى الأمم المتحدة لينال الشعب الفلسطينى حقوقه المشروعة، مشيرا الى ان هناك تنسيقاً مصرياً- بحرينياً فى جدول الأعمال والقضايا، من ضرورة التوصل بصورة عاجلة إلى سياسة واضحة لوقف التصعيد بمنطقة الشرق الأوسط وضمان السلام والأمن والاستقرار الإقليمى.
قال ان هذه القمة ستكون قمة مراجعة الذات، لأنها مفصلية وتجرى فى توقيتات بالغة الصعوبة والتعقيد، ومتعلقة بمناخ العلاقات العربية- العربية من جانب والعلاقات العربية والإقليمية والدولية من جانب آخر أكد ان المطلوب موقف عربى موحد تجاه ما يجرى فى قطاع غزة، والتركيز على فكرة حل الدولتين والتأكيد بطبيعة الحال على إيجاد حل للقضايا العربية العالقة وإعادة بناء العلاقات العربية والدولية، ليس فقط تجاه أمريكا ولكن ايضاً تجاه القوة الفاعلة فى الإقليم بأكمله، مشيرا إلى انها قمة مهمة وستبنى عليها الكثير من السياسات فى اتجاه ما يجرى فى غزة، وانعقادها ضرورى جدا والحضور من القادة والزعماء العرب جميعهم هام وضرورى، ويعطى قيمة للموقف العربى تجاه الانتهاك الصارخ الذى تقوم به إسرائيل على مرأى ومسمع من العالم.
عبدالخالق عبدالله: إحياء السلام..«أولوية قصوى»
أكد الكاتب الإماراتى د.عبدالخالق عبدالله أستاذ العلوم السياسية، ان القمة العربية ضرورة مهمة فى ظل حرب الإبادة التى تشنها إسرائيل على غزة، وأصبح انعقادها واجبا على العرب فى ظل استمرار حرب التجويع والترهيب والابادة والمستمرة لأكثر من 200 يوم، والتحديات الحالية تحتم على القادة العرب قدراً عالياً من التنسيق، لإنتاج موقف موحد يستهدف وقف الحرب الإسرائيلية.
أكد ضرورة العمل، بشأن خوض معركة سياسية ودبلوماسية وقانونية فى أروقة الأمم المتحدة، واستخدام أمثل للعلاقات العربية الاستراتيجية، ومكانتها مع القوى الفاعلة وعواصم صنع القرار لإحداث اختراق حقيقى قادر على وقف إطلاق النار وفتح أفق سياسى لإحياء عملية السلام والخروج بالحد الأدنى على أسوأ تقدير لاتفاق من الموقف العربى تجاه ما يجرى فى غزة.
أكد ان حضور القمة مهم، فى قلب الخليج العربى، واحتضان دول الخليج يلقى على هذه القمة الزخم والترابط تجاه ما يحدث، ويسمع المجتمع الدولى الصوت العربى الواحد الرافض لهذه المذابح وهذا التوحش والجنون الإسرائيلى.
أيمن الرقب: «حل الدولتين».. أساس الحوار
قال د.أيمن الرقب أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس: تأتى القمة فى ظل استمرار الحرب على قطاع غزة، واستمرار الإبادة الجماعية، وتقديم جنوب أفريقيا مذكرة ضد الاحتلال فى محكمة العدل الدولية أحرج الدول العربية، كما أن استخدام الولايات المتحدة الأمريكية الفيتو فى جلسة مجلس الأمن على الطلب العربى بمنح فلسطين دولة كاملة العضوية فى الأمم المتحدة يمثل تحدياً جديداً للدبلوماسية العربية مشيرا إلى انه لا يعتقد ان القمة تتبنى استخدام سلاح الاقتصاد والنفط فى الضغط لوقف الحرب على قطاع غزة، والاقرب ان يطرح العرب مبادرة عربية جديدة معدلة أقل من المبادرة العربية التى يرفضها الجانب الإسرائيلى، الذى يسيطر عليه اليمين الإسرائيلى الآن، وهى الرؤية التى ناقشتها السداسية العربية وعرضوها على الولايات المتحدة الأمريكية التى اقتنعت بها ورفضها نتنياهو.
قال د.جمال سلامة استاذ العلوم السياسية بجامعة السويس ان الموقف الأمريكى من حل الدولتين، وتوقعات نتائج لقمة البحرين المقبلة، جعلها مهمة وغاية فى الصعوبة والتعقيد، من حيث التوقيت وما سبقها من الفيتو الأمريكى ضد عضوية فلسطين الكاملة فى الأمم المتحدة.
أكدت د.هدى راغب أستاذ العلوم السياسية فى جامعة مصر الدولية، أنه لابد من توحيد الجبهة الفلسطينية فتح وحماس، ليختاروا من يمثلهم ويتفاوض باسم فلسطين، من أجل الدخول فى المفاوضات كجبهة موحدة، وأنه يجب توحيد الصف الفلسطينى، لمواجهة الهمجية الإسرائيلية فى غزة والضفة، والتوصل إلى ذلك سوف يتم من خلال مساندة عربية، مشيرة إلى أنه فى حال التوصل إلى هذه النقطة المحورية فأننا نقطع بذلك شوطاً كبيراً من أجل التفاوض مع الاحتلال الإسرائيلى كجبهة واحدة، والتوصل الى الحل النهائى لإعلان الدولة الفلسطينية على حدود 67 وعاصمتها القدس الشرقية.
قالت راغب ان هذه القمة تعقد فى البحرين، وهى الدولة الوسطية التى لها علاقات معتدلة مع جميع الدول العربية، بما فيها دول الشرق الأوسط، والمقصود جميع الدول العربية وإسرائيل وإيران وتركيا.