قد يتوهم البعض أن الالتزام والرقى الأخلاقى يتعارض مع المدنية والتمدن وأنه يقف حجر عثرة أمام الانطلاقة العصرية أمام المجتمعات..وهذا كذب وزور وبهتان ومحاولة للاستدراج والتدليس لفتح أبواب الفتنة والانحلال والانحراف الأخلاقى على مصراعيه..
ما يصيب بالدهشة والصدمة أن المرأة ورقة يتم التلاعب بها ويتم الدفع بها فى أتون الفتنة وإشعال نار وتراجيديا الانحطاط الأخلاقى والانحراف عن جادة الصواب..
ما يطمئن أكثر أن ردة فعل المجتمع الطبيعى تؤكد تلك الحيوية القيمية والأخلاقية المتأصلة فى جذور المجتمع والرافضة لاى حالة انتهاك أوخروج على الذوق العام فضلا عن قواعد الدين والأخلاق.. أيا كان مصدر ومكان الخروج وهل من فئة محدودة أو لها عالمها الخاص أو حالة نشاز طارئة تقف وراءها جماعات مصالح معادية لقيم المجتمع وأخلاقه ..
فى المسألة الأخلاقية يبهرك البيان النبوى الشريف منذ بداية الوحى والاتصال مع السماء حين يقول الرسول صلى الله عليه وسلم:إنما بعثت لاتمم مكارم الاخلاق..
العناية الفائقة بالاخلاق فى الاسلام..تدفع أصحاب العقول وأولى النهى للتأمل لماذا كل هذا فى إطار الحرص على الأخلاق والتمسك بها وتحصينها والتحذير من المساس بها أو الخروج عليها..
يعجب الماء حين ينظر إلى مجمل الصورة العامة للمسلم الحقيقى وأخلاقه والتفصيلات الدقيقة التى تزين تلك الشخصية وما يجب وما لا يجب ونظام العقوبات الرادعة لخرق قانون الأخلاق أو التجرؤ عليها ..
منظومة الأخلاق ما كانت الا للحفاظ على المجتمع وترابطه وتدعيم أركان قوته وايضا لخدمة الدين والحفاظ على قواه الناصعة التى تدفع به ذاتيا إلى ذروة التقدم الإنسانى والحضارى ..
يتحدثون عن انتشار الإسلام بالأخلاق سواء فى آسيا وغيرها من المناطق ويركزون على حركة التجار المسلمين..
الشيخ محمد الغزالى رحمه الله فى كتابه مع الله يلفت الأنظار إلى جانب مهم يغيب عن الكثيرين ولا يكاد يذكرونه الا قليلا وهو الخاص بأخلاق المرأة المسلمة والتى كان لها شأن كبير ايضا فى انتشار الإسلام فى أفريقيا وأوروبا ومناطق واسعة فى آسيا.وينقل شهادات للمستشرق الإنجليزى سير توماس ارنولد وله كتاب مهم عن انتشار الإسلام وصفه الشيخ الغزالى بأنه بحث واسع فى تاريخ نشر العقيدة توفر على وضعه هذا المستشرق المجتهد الدءوب ..
قال ارنولد فى الباب الثالث عشر انتشار الإسلام خضع اولا واخرا إلى حماسة الأفراد وقوة إيمانهم بصدق رسالتهم وعظمة دعوتهم …ومما يثير اهتمامنا ما نلاحظه من أن نشر الإسلام لم يكن من عمل الرجال وحدهم بل لقد قام نساء مسلمات أيضا بنصيبهن فى هذه المهمة الدينية فيرجع الفضل فى إسلام كثير من أمراء المغول إلى زوجة مسلمة ولا يبعد أن يكون مثل هذا التأثير سببا فى إسلام كثير من الأتراك الوثنيين عندما اغاروا على الأقطار الإسلامية..
ويضيف وقد أنشأ دعاة السنوسية الذين قدموا لنشر الإسلام شمال بحيرة تشاد مدارس للبنات واستغلوا ما تحدثه النساء بعلاقات المصاهرة من نفوذ قوى بين القبائل كما كان لهن مثل هذا النفوذ بين جيرانهن من البربر فبذلوا جهودهم لتكوين داعيات يجتذبن الآخرين إلى صفوف الاسلام..
وفى أفريقيا الشرقية الألمانية ما كان يعرف بتانجانيقا قبل الحرب العالمية الأولى دخلوا الاسلام على أيدى نساء مسلمات .
وقيل إن تقدم الاسلام فى بلاد الحبشة خلال النصف الأول من القرن الماضى إنما يرجع إلى حد كبير إلى ما بذلته النساء المسلمات من جهود.. بتعبير السير توماس ارنولد..
هذه المواقف المثيرة والمحورية للمرأة المسلمة التى رصدها أعداء الإسلام والقوى المتربصة بالمسلمين هى إلتى دعتهم إلى فتح بوابات الجحيم على المرأة المسلمة وان يركزوا جهودهم فى اختراق مجتمعات المسلمين على المرأة وكانت الأهداف واضحة ومحددة كما وضعها أعضاء جماعات التنصير أو التبشير الموجهة للعالم الإسلامى بمساعدة وتخطيط من المستشرقين اليهود مثل زويمر و جولد تسهير..
حافظوا على المرأة ولا تتركوها نهبا لدعاوى الاشقياء ومدعى المدنية والتحضر .. فلدينا فى اسلامنا العظيم معين لا ينضب للرقى والحب والخير والجمال..
والله المستعان..