زينب عبد السلام سيدة مصرية بلغت الستين من عمرها من قرية الزهايرة بالسنبلاوين، زوجها العالم المفكر الإسلامى الدكتور أحمد محمد شحاتة، الأستاذ بكلية الدعوة الإسلامية بجامعة الأزهر..لم تحصل فى تعليمها سوى على الابتدائية.. ومنذ نعومة أظافرها ارتبط قلبها بالقرآن حتى أصبحت لا تنطق سوى بآياته على سبيل الاستشهاد أو رَدِّ الكلام، لا تهوى الخروج من بيتها إلا للضرورة، تعشق العزلة مخافة أن ترى ما يسوء نفسها فيتغير قلبها، بريئة القلب كالأطفال، لا تهوى من الكلام سوى القليل، تحرس لسانها إلا من ذكر الله والصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم، عاشقة آل بيت النبى الطيبين الطاهرين، ولا تجد متعتها إلا فى زيارة أولياء الله الصالحين، أعطاها الله كرامات، جمعت بها بين الولاية الباطنة والظاهرة، لدرجة أنها رأت زوجها قبل أن تتزوجه
من شدة عشقها وحبها للقرآن الكريم قامت بكتابته كاملا بخطها مرتين، واستغرق تنفيذ العمل منها عدة سنوات، تنقشه نقشا، وترسمه رسما، وتحتفظ بـ «براية» الأقلام التى كتبت بها؛ لشرفها وطهارتها!، ولما انتهت من كتابة المصحف الشريف فى المرة الثانية؛ رأت النبى صلى الله عليه وسلم فى المنام، فقالت له: من أنت؟ قال: أنا النبى الأمي!
ورأت الإمام الشافعى زارها فى بيتها، ورأت الشيخ الحصرى يقرأ القرآنَ فى السماء، تحرص على تلاوة القرآن، آناء الليل وأطراف النهار، لا يراها أولادها فى أوقات الفراغ سوى قائمة على سجادة الصلاة أو ممسكة بمصحفها الذى كتبته بخط يدها، أو قائمة بحق من حقوق العباد من زوج وولد وقريب وجار، تكثر من الدعاء للناس جميعهم وقلبها مملوء بالشفقة على عموم الناس، وإذا استغرقت فى الدعاء تبكي، وتعلم من بكائها أنها دلالة الاستجابة، تأبى السكوت على الباطل، وما فى قلبها يجرى على لسانها، أحسنتْ تربية أولادها على الدين ومكارم الأخلاق، ابتليت بفقد ولدها، فصبرت واحتسبت، وقامت تصلي، ولم تفعل كما تفعل النساء!، هذا الولد كان اسمه «صالح»، كان حافظا للقرآن الكريم، يقرأه بكثرة وخشوع، وكان يقول لوالديه قبل رحيله: لا تحزنوا عليَّ؛ فأنا طلبت من الله تعالى لقاءه»!، ولها غيره من البنين والبنات 6 كلهم يحفظون كتاب الله ويعرفون حقوقه وحدوده، ولكثرة محبتها لابنها كثيرا ما تردد السيدة زينب دعاء ولدها صالح: (اللهم إنى أُحِبُّ لقاءك؛ فأَحِبَّ لقائي)، تربطها بالسيدة أم كلثوم صلة قرابة، وهى من بلدة (الزهايرة)، مركز السنبلاوين، بمحافظة الدقهلية