>> مسئولو المياه والكهرباء لم يعتذروا ولم يتعاطفوا مع أهالى الجيزة الذين عاشوا أياماً بدون نقطة مياه ولا نور ولا يستطيعون تشغيل المراوح والثلاجات فى أشد موجة حر تمر بالبلاد هذا الصيف.. وبدلاً من الاعتذار لهم عن التقصير تعجبوا من عدم صبر الأهالى على انقطاع المياه والكهرباء!!
القيادات التنفيذية بالمحليات أهملوا ولم يؤدوا واجبهم عندما تركوا العقارات تنهار فوق رءوس ساكينها ليدفنوا تحت أنقاضها وآخرهم من ماتوا وأصيبوا فى طنطا والإسكندرية وكفر الشيخ خلال أسبوع واحد!!
للأمانة.. مازال الإهمال والتسيب والعشوائية يسيطر على معظم المرافق الخدمية.. ورغم كل التصريحات لا توجد حتى الآن أى خطط واضحة لإدارة الأزمات أو التنبؤ بها أو التعامل معها حينما تقع أو وضع ترتيبات للوقاية منها وهو أضعف الإيمان!!
الغريب.. إنه لو قطعت المياه أو الكهرباء عن أى مسئول ولو لساعة واحدة فى الأيام العادية فلن يتحمل الجلوس فى مكتبة بلا تكييف أو يهبط السلالم بدلاً من استخدام «الأسانسير».. فما بالنا لو منعت عنه المياة والكهرباء فى أشد أيام العام سخونة وحرارة.. ماذا سيفعل؟!
لولا الاعتذار المتكرر الذى قام به المهندس عادل النجار محافظ الجيزة للأهالى باستثناء ما حدث فى الاتصالات بعد حريق سنترال رمسيس لأنه كان على مستوى الجمهورية.. فمازال قطاع الخدمات لا يعترف بثقافة الاعتذار عندما تنقطع الخدمة أو تسوء.. ومازال تعويض المواطنين عن معـاناتهم بســبب ذلك غير مطــروح أبــداً.. بينمـا لو تأخر المشترك فى سداد فاتورة واحدة فالويل له.. والغرامة فورية!!
للأسف الشديد.. تتناقض تصريحات المسئولين بقطاع الخدمات قبل وقوع أى أزمة مع ما يقولونه أو يصدرونه من بيانات بعد حدوثها.. فمثلا كانت كل التصريحات الخارجة من وزارة وشركات الكهرباء تؤكد أنه تم الاستعداد لموسم الصيف ولن تنقطع الكهرباء وفجأة حدثت مشكلة «جزيرة الدهب» فعاشت معظم مناطق الجيزة فى ظلام بلا كهرباء وبلا مياه فى عز الحر.. فجاء البيان التالى: «إنه نظراً لزيادة الأحمال حدث العطل».. فأين هى الاستعدادات وما هى الخطط التى كان من المفترض أن تكون جاهزة لو حدث أى عطل لعلاجه فى وقته بدلاً من أن يستمر الناس فى عذاب لعدة أيام فى نار جهنم؟!
.. وإذا كنا نعتب على قطاع الخدمات والمحليات.. فهناك عتاب أيضا على وسائل الإعلام التى ينقل أغلبها معاناة أهالى الجيزة باستثناء صحف وقنوات تعد على أصابع اليد الواحدة.. وأخرى نقلت صرخات المواطنين على استحياء.. والغالبية اكتفت بنشر وبث البيانات الرسمية التبريرية لمسئولى المياة والكهرباء.. وقد يكون ذلك أحد أهم أسباب اللجوء إلى وسائل التواصل الاجتماعى أو الإعلام الخارجي!!
انقطاع المياة والكهرباء عن الجيزة نموذج لما يحدث فى معظم القطاعات.. حيث لا توجد أى خطط أو برامج جاهزة ولكن يتم التعامل مع كل حالة بعد حدوث الأزمة أو الكارثة مما يستدعى وقتا أطول وجهداً أكبر وهدراً للإمكانيات.. والأهم التسبب فى معاناة للجماهير أو إصابتهم وفقدهم لحياتهم كما يحدث عن انهيار العمارات أو فى حوادث الطرق والحرائق!!
سيظل السؤال الذى يتردد عقب كل حادث أو أزمة.. متى نتخلص من الإهمال والتسيب واللامبالاة.. ومتى تكون الجهات الخدمية جاهزة للتعامل السريع مع أى أزمة أو كارثة أو حادث مفاجئ.. والأهم متى تكون للمواطن قيمة فيحرص المسئولون عن التخفيف من معاناته والحفاظ على حياته؟!
يشهد العالم منذ سنوات تغيرات مناخية مفاجئة.. منها ارتفاع درجات حرارة غير مسبوقة.. وكذلك انخفاض حاد لدرجة سقوط الثلوج لأول مرة فى دول قرب خط الاستواء.. لذلك فعلى جميع الجهات فى الدولة والمحليات وشركات الخدمات ان تنتظر سقوط أمطار والتعرض لعواصف وسيول.. أو وقوع حرائق نتيجة للجفاف وشدة الحرارة.. وربما تعرضنا لا قدر الله لموجة تسونامى أو زلزال.. علينا الاستعداد لكل الاحتمالات وتجهيز خطط مواجهة لكل حالة.. نعلم بالطبع إنها أشياء خارجة عن الإرادة وتقع بأمر الله ولا مفر منها.. ولكن يجب الاستعداد جيداً.. فلم تعد دولة فى العالم بعيدة عن التأثر بالتغيرات المناخية.. ومهما فعلنا فلن يغنى الحذر من القدر.. وإنما الأخذ بالأسباب يقلل الخسائر.. والتحرك السريع وفق خطط مدروسة قد ينقذ أرواحا كثيرة عندما يقع البلاء!!
أفلح التجار.. إن صدقوا!!
>> هل يصدق التجار فى وعدهم للدكتور مصطفى مدبولى رئيس الوزراء بأن يتم خفض أسعار السلع يوم 4 أغسطس مع بداية الأوكازيون الصيفى؟!
قال التجار فى اجتماعهم مع رئيس الوزراء أول أمس، إنهم سيخفضون الأسعار لأقل ربحية ممكنة.. وأن ذلك سيشمل السلع المختلفة التى يحتاجها المواطن بما فى ذلك الحديد حيث سيتم الإعلان عن أسعاره الجديدة خلال الأسبوع المقبل.
كان الدكتور مدبولى قد اجتمع مع ممثلى التجار والمصنعين أول أمس، بالعلمين وطالبهم بأن يشهد المواطن انخفاضا فى أسعار السلع بعد أن انخفض الدولار أمام الجنيه.. فهل يصدق التجار؟!
تشديد الرقابة على الأسواق هو الأهم.. حتى يشعر المواطن بخفض الأسعار وبجدية الأوكازيون.. ولا يكون وهميا!!
«عفريت برخيل»!!
>> فجأة وبلا مقدمات.. اشتعلت النيران وألتهمت عشرات المنازل والأحواش بما فيها من أثاث ومواشى وطيور فى قرية برخيل مركز البلينا بسوهاج!!
لم يجد الأهالى سبباً مقنعاً لهذه الحرائق.. فبدأت الشائعات تتسرب بأنها من فعل «الجن» وانتشرت «الخرافات» أسرع من انتشار النيران.. وتوترت الأجواء واختلق البعض القصص عن وجود «عفاريت».. وساد الذعر خاصة بعد احتراق العديد من المنازل وضياع الممتلكات وأخيراً توفى أحد المزارعين أثناء محاولته انقاذ المواشى من حظيرته.. لدرجة أن هناك من نادى باللجوء إلى السحرة والدجالين لإخراج «الجن» من القرية!!
تحركت الأجهزة.. صحيح أنها تأخرت.. ولكن أفضل من ألا تأتى أبداً.. وأرسلت المحافظة والمركز العديد من المسئولين لمعرفة أسباب الحرائق.. كما أرسل الأزهر وفداً لطمأنة المواطنين ومواجهة الشائعات والخرافات وعدم الاستسلام لمن يروجون الأفكار الخاطئة.. ومحاربة ذلك باللجوء إلى الله والعلم لمعرفة الأسباب الحقيقية وراء الحرائق!!
.. وإلى أن تبدأ الأجهزة استكمال تحقيقاتها للوقوف على الأسباب وهل الحرائق نتيجة لارتفاع درجات الحرارة وتخزين الأهالى للمخلفات الحيوانية والزراعية داخل المنازل والحظائر مما أدى لتحللها وخروج غاز «الميثان» فيحدث الاشتعال.. أو أن هناك منازل مبنية بالطوب النى والخشب سريع الاشتعال.. وربما كما يعتقد البعض وجود ثأر بين عائلات وتكون الحرائق متبادلة وأن كان هذا الاحتمال مستبعداً وقد يكون من أسلاك الجهد الخاصة بالكهرباء.. تعددت الأسباب ولكن ليس من بينها «الجان».
بالتأكيد.. كل الشكر إلى فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر والمسئولين بالأزهر وبمحافظة سوهاج.. فمثل هذه الحوادث تحتاج إلى سرعة التحرك والتواصل مع الأهالى ووأد الشائعات فى مهدها.. ويبقى الأهم وقف تجدد الحرائق ومعرفة أسبابها الحقيقية لأنه بصراحة «لا عفريت إلا بنى آدم»!!