يمكننا أن نقول إن الامبراطورية الرومانية قد عادت إلى الوجود من جديد وانتقلت العاصمة من روما إلى واشنطن امبراطورية الولايات المتحدة تقوم حاليا بدور روما القديمة ومن أمريكا إلى أوروبا ترى «روما الجديدة» أن شرقى وجنوب البحر المتوسط.. لابد أن يكون خاضعا لهيمنة الامبراطورية وإسرائيل هى الآن رأس الرمح.. لاستمرار الهيمنة الأمريكية.. وسيادة الرجل الأبيض والمخطط مكشوف تماما منذ أواخر القرن الـ٩١ تحت اسم إسرائيل الكبرى.
فى الماضى كان الصراع بين الغرب والشرق الكتلة الغربية بقيادة أمريكا والشرقية بقيادة السوفيت الآن الصراع بين الغرب وبقية دول العالم.. وليس ضد الصين وروسيا وكوريا الشمالية وإيران فقط.
إلى متى؟!
فى 2010 أصدر المؤرخ الانجليزى إيان موريس كتابا فى لندن تحت عنوان: «لماذا يحكم الغرب العالم حتى الآن؟!» لكن مع صعود الصين والهند لابد أن نتساءل: إلى متى يمكن أن تبقى هيمنة وسيطرة الغرب الأمريكى – الأوروبى على العالم؟! ويؤكد أن تاريخ الحضارة الإنسانية يكشف أن التطور والتقدم فى الشرق يختلف تماما عن الغرب ولذلك فإن الغرب يواجه تحديات وتغييرات كبرى قادمة إنه يعود إلى الماضى.. لكشف ما يمكن أن يحدث فى المستقبل وقالوا إن هذا الكتاب هو المرشد العبقرى للغرب ولصناع القرار الأمريكى خلال هذا القرن.
المهمة العاجلة أصبحت الآن واضحة.. وهى ضرورة ضمان استمرار هيمنة أمريكا والغرب على العالم.. واستمرار سيادة الرجل الأبيض.
هناك من يدعى فى واشنطن أن أمريكا عاجزة عن السيطرة والتحكم فى إسرائيل قراراتها وسياساتها أو هو العجز المتعمد فى واشنطن بعد الحرب على إيران.
إسرائيل
إسرائيل.. بالطائرات والصواريخ والقنابل الأمريكية.. تتعمد حاليا تحطيم وتكسير عظام دول الشرق الأوسط من لبنان وسوريا.. وحتى إيران.. والمخططات مفضوحة بالتقسيم والتقزيم للدول الوطنية فى عصر ما بعد إيران.
إسرائيل أصبحت «دمل» فى جسد العالم ويتساءلون الآن فى واشنطن: هل يمكن الحفاظ على النظم السياسية للدول العربية فى لبنان وسوريا والعراق.. أو حتى فى إيران؟! على مدى أكثر من عشر سنوات بعد مؤامرات وانقلابات المخابرات المركزية فى الدول العربية.. أصبحت دول المشرق العربى فى مهب الريح.. وأصبحت هى النماذج القائمة للدول الفاشلة وفشل الربيع الأمريكى بالمنطقة!!
نتنياهو المجنون
كان الغزو الأمريكى للعراق فى 2003 هو الضربة الأولى التى استهدفت تحطيم وإسقاط وإعدام قادة النظم الوطنية فى الدول العربية لضمان بقاء ووجود دولة إسرائيل.
ثم جاءت مؤامرات الإرهاب واستغلال جماعة الإخوان وعصاباتها الخائنة فى الحرب الإرهابية الطويلة على سوريا وتعرضت مدن وقرى سوريا إلى دمار شامل لم تعرفه سوى ألمانيا واليابان خلال الحرب العالمية الثانية.
الآن حروب إسرائيل دائمة ولا تتوقف وأصبحت شهية بنيامين نتنياهو مفتوحة لأقصى حد.. ليواصل الحروب الإقليمية فى كل مكان بضوء أخضر أمريكى وشيك على بياض كما يقولون.
إسرائيل تهدد حاليا وجود الدول الوطنية المركزية فى لبنان وسوريا وتقوم بتحطيم وتكسير عظام هذه الدول والغريب أن واشنطن تواجه أطماع إسرائيل فى صمت مريب وظهر من يقول فى البيت الأبيض أن نتنياهو رجل مجنون.
سيناريو التقسيم
> انهيار الدول والمجتمعات فى لبنان وسوريا والعراق.. وحتى إيران.. يخدم مصالح إسرائيل التوسعية إسرائيل تواصل احتلال المزيد من الأراضى السورية وتقوم بتسليح ميليشيات تابعة لها للتمرد على الدول السورية المركزية.
> أباطرة «صناعة الحرب» فى واشنطن يعترفون بأن ما تقوم به إسرائيل مخطط قديم وثابت.. وإن صمت واشنطن تأييد واضح.. والهدف أن تبقى هذه المنطقة الغنية بالبترول مفقودة التوازن حتى يسهل التحكم والسيطرة عليها.
> هناك سيناريوهان لمستقبل دول المشرق من لبنان وسوريا والعراق.. وحتى إيران فى السيناريو الأول يريد الرئيس دونالد ترامب التوسع فى اتفاقات إبراهام للتطبيع بين العرب وإسرائيل وفى السيناريو الثانى تريد واشنطن وضع خرائط إقليمية جديدة للحدود بين الدول والشعوب فى هذه المنطقة بعد سقوط خرائط سايكس بيكو.
حماية الأقليات
> يقول كولونيل الموساد الإسرائيلى السابق آران ليرمان إن أمريكا تؤيد حتى الآن قيام دولة مركزية فى سوريا بعد سقوط نظام بشار الأسد لكن إسرائيل ترفض ودخلت فى صراع مع الرؤية الأمريكية فى سوريا.
> بنيامين نتنياهو يريد بوضوح تنفيذ السيناريو الثانى لتقسيم وتقزيم سوريا.. قبل سيناريو التطبيع الذى يريده ترامب.
يعترف ليبرمان بأن إسرائيل لها مصالح إستراتيجية فى توفير الحماية للدروز ومختلف الأقليات الدينية والعرقية فى سوريا.. ويؤكد أن إسرائيل سوف تحدد الخطوط الحمراء.. كما حدث فى السويداء رغم الضغوط الأمريكية.
> إسرائيل تريد توفير ما تدعى أنه الحماية للأقليات الدينية والعرقية فى سوريا.. بهدف نزع سلاح سوريا من جنوب دمشق.. حتى مرتفعات الجولان.
الخط الأحمر
> إسرائيل لا ترفض اتفاقات إبراهام مع سوريا لكن لابد من توفير الحماية للدروز وإقامة دويلة لهم.. تحت الحماية الإسرائيلية.
إسرائيل وضعت خطاً أحمر لحماية الدروز فى مواجهة حكومة الشرع فى دمشق.
> مع ذلك لا مانع لدى إسرائيل من الحوار مع حكومة الشرع كما تريد واشنطن.. لكن بشروط إسرائيل وبخطوط إسرائيل الحمراء مع ذلك يقال فى تل أبيب إن انهيار نظام الشرع سوف يؤدى إلى الفوضى لكن إسرائيل سوف تحتفظ بقوة الردع العسكرى فى جنوب سوريا بالذات مع الاحتفاظ بحرية العمل العسكرى ضد النظام فى دمشق.
> نتنياهو يريد القفز إلى السنياريو الثانى النهائى لتقسيم سوريا ولبنان سريعا وفرض واقع إقليمى جديد بأسرع ما يمكن فى عصر ما بعد إيران.