نجح فى تفسيره يوسف عليه السلام بعد أن قالوا إنه أضغاث أحلام فضل من العليم العلام ودرس للأنام على مدار الأيام والأعوام.
لم يطلب من القوم أن يستوردوه أو يزرعوا غيره ليشتروه ولكن طلب منهم أن يزرعوا وبعد حصاده يقسموه الشطر الأول يأكلون والآخر فى سنبله يتركونه عسى أن ينفعهم فى شدة أو مكروه.
يعتمد معظم سكان العالم على القمح فى طعامهم على وجه الخصوص لإنتاج الخبز وأيضاً المكرونة ومئات الصناعات الغذائية ومن لا ينتج خبزه من أرضه يتعرض للجوع والضياع أو على الأقل فقدان حرفية وكرامته.
والقمح أشهر وأهم وأقدم المحاصيل صنع منه الإنسان خبزه على مدار التاريخ ويطلقون عليه فى مصر اسم «العيش» أى الحياة.
قيل إنه نشأ أولاً فى وادى الرافدين بالعراق وانتقل منها إلى المناطق المعتدلة فى جميع القارات.
عثر عليه فى منطقة أثرية فى دمشق يرجع تاريخها إلى 9 آلاف سنة وعثر عليه فى أهرامات دهشور بالجيزة بمصر التى شيدت 2359 ق.م.. والقمح ثلاثة أنواع رئيسية منها نوع يستخدم فى إنتاج المكرونة.
كانت مصر تسمى مخزن غلال الامبراطورية الرومانية لأن هذه الامبراطورية المترامية الأطراف كانت تأكل من القمح الذى تنتجه الأرض الطينية خاصة فى منطقة الوادى الجديد وكان النيل أكثر من عشرة فروع تروى الأرض شرقاً وغرباً ولم يعد يتبق منها سوى فرعين فقط دمياط ورشيد.
تشتمل حبة القمح على مواد نشوية وبروتينات وفيتامنيات وقليل من الدهون وتستخدم مخلفات القمح كعلف للماشية وكل الدول تحرص على أن تزرع القمح أو على الأقل تحقق الاكفتاء الذاتى من القمح ويبلغ إنتاج العالم من القمح 510 ملايين طن مترى وهى كمية تمثل حمولة قطار البضائع يبلغ طوله 4 أضعاف محيط الكرة الأرضية.
ونجحت مصر خلال السنوات الأخيرة فى زيادة الإنتاج من محصولها من القمح وذلك بتشجيع الفلاح على التوسع فى زراعته وإعطائه أسعاراً مجزية لدى توريده وكذلك من خلال زيادة الرقعة الزراعية عبر مشروعات استصلاح الأراضى فى الدلتا والوادى وتحسين إنتاجية الفدان بالزراعة الحديثة وإنشاء الصوامع العملاقة لتقليل الفاقد عند التخزين.. ويلاحظ أن الدول المنتجة للقمح تسير بخطى ثابتة على طريق التقدم وأعتقد أننا بدأنا.