احتفل العالم باليوم الذى يُطلق عليه أيضًا يوم العمال أو يوم العمال العالمى وهو يوم لإحياء ذكرى كفاح العمال والحركة العمالية للحصول على حقوقهم وذلك فى 1 مايو من كل عام.
البداية كانت من أستراليا، التى تعد الدولة الأولى التى بدأت بالاحتفال بهذه المناسبة فى 21 أبريل من العام 1856، ومن ثم انتقل إلى الولايات المتحدة الأمريكية بعد حوالى 30 عاماً وباقى دول العالم، ليصبح عيداً رسمياً فى أكثر من 100 دولة.
بدأ اعتماد هذا اليوم عيداً يحتفل به العالم بعد أن نجح عمال البناء فى ملبورن وسيدنى «عرفوا حينها بحركة الثمانى ساعات» بتحقيق مطالبهم بتخفيض ساعات العمل لـ8 ساعات يومياً.
يعود عيد العمال فى أصله إلى عام 1869 حيث شكل عمال صناعة الملابس بفيلادلفيا فى أمريكا ومعهم بعض عمال الأحذية والأثاث وعمال المناجم منظمة «فرسان العمل» كتنظيم نقابى يكافح من أجل تحسين الأجور وتخفيض ساعات العمل.
جاء أول مايو ليشهد 1886 ليشهد أكبر عدد من الإضرابات العمالية فى يوم واحد فى تاريخ أمريكا حيث وصل عدد الإضرابات التى أعلنت فى هذا اليوم نحو خمسة آلاف إضراب واشترك فى المظاهرات 340 ألف عامل وكان الشعار ألمطلبى المشترك لأحداث هذا اليوم هو «من اليوم ليس على أى عامل أن يعمل أكثر من 8 ساعات».وفى مدينة شيكاغو احتفل العمال وتظاهروا فى أول مايو لتخفيض ساعات العمل وكان شعارهم «ثمانى ساعات للعمل «ثمانى ساعات راحة» ثمانى ساعات للنوم».
فى أوروبا تم الدعوة فى المؤتمر التحضيرى لما أصبح فيما بعد الأممية الاشتراكية الثانية فى 1889 لمظاهرات متزامنة فى المدن الأوروبية يوم الأول من مايو 1890 من أجل المطالبة بقانون يحد ساعات العمل إلى ثمانى ساعات.
ففى بريطانيا تكونت موجة جديدة من النقابات إثر الإضراب الضخم لعمال الموانئ فى 1889 وفى ألمانيا حقق الاشتراكيون مكسبًا مهمًا حين رفض البرلمان الألمانى فى نفس العام الابقاء على قوانين بيز مارك المناهضة للاشتراكية واستطاع الحزب أن يضاعف من أصواته فى الانتخابات العامة واستطاع أن ينال أكثر من 20 بالمائة من مجموع الأصوات.
فى بلد تلو الآخر أخذت الحكومات البرجوازية تحول احتفال الأول من مايو يوم احتجاج وصراع طبقى إلى يوم استيعاب وتعاون طبقي
ان العامل الذى يكدّ ويتعب طيلة العام بهدف كسب رزقه يستحق منا كل تقديرٍ واحترامٍ، فمن واجبنا أن نقدّر جهده ونحتفل به ونشجعه على بذل المزيد من الجهد لنرتقى باقتصاد بلدنا، فالعامل عنصرٌ مهمٌ فى سلسلة حلقات الإنتاج، وتشجيعنا له وتقديرنا لعمله يعطيه الثقة بنفسه وبعمله أكثر ويحثّه على بذل المزيد من جهده. لقد سعت أغلب الحكومات إلى توفير الكثير من مستلزمات دعم العمال، وتحقيق الأمن الوظيفى لهم من خلال المؤسسات التى ترعاهم، وتحفظ لهم حقوقهم، كما توجد للعمال نقابات فى كثير من الدول، وينتخب العمال ممثليهم بكلّ حريةٍ وديمقراطيةٍ، مهمة هذه النقابة حماية حقوق العامل والمشاركة مع المؤسسات التشريعية الأخرى للوقوف على التشريعات والقوانين التى تخصّ العمال.