815 ألف طن إجمالى إنتاج الموسم الحالى.. والمخزون يتخطى 12 شهرًا
طرح فائض الإنتاج عبر البورصة السلعية.. فور استكمال إجراءاتها التنظيمية
سددنا 90 ٪ من مستحقات المزارعين بـ 14٫7 مليار جنيه.. وجار تسوية المتبقى
شركة السكر والصناعات التكاملية التابعة للشركة القابضة للصناعات الغذائية من أعرق وأقدم شركات السكر فى مصر وأفريقيا والشرق الأوسط وتمثل ذراع الدولة «الطولي» وسط المتغيرات العالمية والتوترات التى تشهدها سلاسل الامداد العالمية من أجل الحفاظ على استقرار هذه الصناعة الاستراتيجية محلياً والأهم التوسع فى السوق الخارجى وعلى الاخص الافريقى بانشاء وتجهيز مصانع للسكر بنظام «تسليم مفتاح».. والأكثر أهمية ان الشركة تلعب دوراً محورياً فى تنفيذ استراتيجية الدولة فى التوسع فى زراعة المحاصيل السكرية وتحقيق خطة الاكتفاء الذاتى من السكر.
أجرت «الجمهورية» الحوار التالى مع الكيميائى صلاح فتحى العضو المنتدب التنفيذى للشركة للتعرف على التحديات التى تواجه صناعة السكر وخطط الشركة لتعزيز الانتاج المحلى من السكر.
> ما أثر التقلبات العالمية على استقرار صناعة السكر فى مصر؟
>> صناعة السكر، من الصناعات الاستراتيجية، التى تواجه تحديات متعددة لا تقتصر على الوضع المحلى فقط، بل تتعلق كذلك بالظروف والتقلبات العالمية.
وتأثرت الأسعار العالمية خلال فترات سابقة بعوامل كثيرة، من بينها التغيرات الجيوسياسية والاقتصادية، وهو ما انعكس بدوره على استقرار الصناعة محليا، سواء من حيث الإنتاج أو التسعير أو توافر المواد الخام.
> الموسم الحالى شهد زيادة ملحوظة فى إنتاج محصول البنجر، ما التوقعات بشأن التوسع فى زراعته مقارنة بمحصول قصب السكر؟
>> الموسم الحالى شهد زيادة ملحوظة فى الكميات المنتجة من محصول البنجر، حيث تم تسجيل مليون طن زيادة مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، وذلك حتي20 يوليو 2025.
فقد بلغ إجمالى الإنتاج من البنجر هذا العام نحو 16 مليون طن، ومن المتوقع أن يشهد الموسم المقبل زيادة أكبر فى كميات البنجر المزروعة، خاصة فى الأراضى الصحراوية التى تعتمد على نظم الرى الحديثة مثل «البيفوت» والزراعة الآلية المتطورة.
وتأتى هذه الزيادة بالتوازى مع توقعات بزيادة محدودة فى إنتاج قصب السكر، لكنها لن تكون بنفس حجم الزيادة فى البنجر.
> كم بلغت أرباح شركة السكر والصناعات التكاملية خلال العام المالى المنتهى فى 30 يونيو، وما دلالة هذا التطور فى نتائجها المالية؟
>> الشركة حققت إنجازًا كبيرًا خلال العام المالى المنتهى فى 30 يونيو، حيث قفزت الأرباح من 16 مليون جنيه فى العام السابق إلى 100 مليون جنيه، وهو تطورًا غير مسبوق يعكس تحسن أداء الشركة بشكل واضح.
> ما حجم الأعمال المستهدف لشركة السكر والصناعات التكاملية خلال العام المالى 2025/2026 مقارنة بالعام السابق؟
>> فيما يتعلق بمستهدفات العام المالى الجديد 2025/2026، بلغ حجم أعمال الشركة المخطط له نحو 44 مليار جنيه، مقابل 33 مليار جنيه حققتها فى العام السابق، وذلك فى ظل خطط تطوير شاملة وتحقيق أقصى استفادة من الموارد والإمكانات المتاحة.
وفى رأيى أن الموسم الجديد 2026 يُبشّر بنتائج إيجابية، حيث بدأت الشركات فى التعاقد المبكر مع المزارعين على زراعة البنجر للموسم القادم، وهو ما لم يكن معتادًا فى السنوات السابقة، وفى الوقت ذاته هناك إقبال واسع من مزارعى القصب على التعاقد مع الشركة، مما يبشّر بموسم وفير يفوق الطاقة الإنتاجية لبعض المصانع.
وفيما يتعلق بالسوق المحلية، فقد شهدت خلال الفترة الأخيرة حالة من الانضباط، بعد موجة من التذبذب فى الأسعار بسبب التأثيرات العالمية، فأسعار السكر فى السوق الحر أصبحت تخضع لقواعد العرض والطلب، وهو ما ساعد على استعادة التوازن تدريجيًا.
> كم بلغ إجمالى إنتاج الشركة من السكر خلال النصف الأول من عام 2025، وما حجم المخزون الاستراتيجي؟
>> اجمالى إنتاج الشركة من السكر خلال الفترة من يناير وحتى 30 يونيو 2025 بلغ نحو 815 ألف طن، تشمل سكر القصب والبنجر، بالإضافة إلى الكميات المنتَجة عبر التكرير، والمخزون الاستراتيجى يكفى لمدة تتجاوز 12 شهرًا، مع وجود فائض إضافي.
وتمتلك الشركة 8 مصانع، من بينها «أبو قرقاص»، الذى يعد الوحيد الذى يجمع بين إنتاج السكر من القصب والبنجر.
> ما تفاصيل مشروعى التوسع فى إنتاج السكر من البنجر بمصنعى جرجا ودشنا، وما الجدول الزمنى المستهدف للتشغيل التجريبي؟
>> هناك مشروعان للتوسع فى إنتاج السكر من البنجر الأول فى مصنع جرجا بطاقة إنتاجية تصل إلى مليون طن بنجر سنويًا ما يضيف نحو 130 ألف طن سكر وبتكلفة استثمارية 8 مليارات جنيه، والثانى فى مصنع دشنا بنفس الطاقة الإنتاجية، وبنفس معدل الإضافة للسوق المحلية باستثمارات تقارب 10 مليارات جنيه، ليصل إجمالى تكلفة المشروعين إلى نحو 18 مليار جنيه، والتشغيل التجريبى للمصانع الجديدة مستهدف خلال عام 2025/2026.
> ما سبب توقف مصنع أبو قرقاص فى الموسم الماضي، وما أبرز أعمال التطوير التى شهدها استعدادًا لاستئناف التشغيل؟
>> مصنع أبو قرقاص كان متوقفًا العام الماضى بسبب عدم توافر كميات كافية من محصول القصب، إلى جانب حاجته لأعمال صيانة وتطوير، وقد نجحت نجاح الشركة فى إنشاء خط جديد لاستقبال القصب المحصود آليا فى المصنع، فى خطوة تُعد الأولى من نوعها على مستوى مصانع الشركة.
وتم توريد الكميات الأولية من القصب المحصود آليًا للمصنع من مشروع «مستقبل مصر» بمدينة السادات، حيث تم تشغيله لإنتاج الكمية المتاحة والتى بلغت 25.2 ألف طن، و أسفرت عن إنتاج 2700 طن سكر.
كما بلغ إجمالى كميات البنجر التى تم استقبالها بالمصنع حتى الآن نحو 930 ألف طن، أسفرت عن إنتاج ما يقرب من 126 ألف طن من سكر البنجر، مع توقعات بارتفاع هذه الكميات إلى نحو مليون و20 ألف طن بنجر، لإنتاج نحو 130 ألف طن من السكر.
> كيف تعاملت شركة السكر والصناعات التكاملية مع التحديات التى واجهت موسم القصب فى العام الماضي، وما نتائج الموسم الحالى من حيث الكميات الموردة ونسب الاستخلاص؟
>> الشركة عالجت عدة ملاحظات ظهرت فى الموسم السابق لمحصول القصب، بالتعاون مع القيادات للشركة الفنية ورؤساء القطاعات، والموسم هذا العام شهد تحسنًا ملحوظًا، رغم انخفاض الكميات الموردة بحوالى 500 ألف طن عن الموسم الماضي.
وبلغ إجمالى الكميات التى تم توريدها لمصانع الشركة الـ 8 هذا الموسم 5.476 مليون طن، بينما ارتفعت نسب الاستخلاص إلى 11 ٪، ما مكن الشركة من إنتاج 600 ألف طن سكر من القصب.
> ما قيمة المستحقات التى صرفت لمزارعى القصب والبنجر حتى الآن؟
>> تم سداد نحو 90 ٪ من مستحقات المزارعين حتى الآن، بقيمة 12 مليار جنيه لمزارعى القصب، و2.7 مليار جنيه لمزارعى البنجر، والنسبة المتبقية البالغة (10 ٪) قيد التسوية ضمن الحسابات الختامية علما بان هذه المبالغ لا تشمل المصروفات التشغيلية الأخرى مثل الوقود والكهرباء والمرتبات ومواد التعبئة، وأؤكد التزام الشركة الكامل بسداد مستحقات الموردين والعاملين.
> ما حجم كميات السكر التى تضخها الشركة فى السوق المحلية، وكيف يتم توزيعها بين البطاقات التموينية والسوق الحر؟
>> الشركة تضخ نحو 95 ألف طن سكر فى السوق المحلية شهرياً، موزعة بين 65 ألف طن للبطاقات التموينية و30 ألف طن للسوق الحر، بإجمالى 800 ألف طن سنوياً.
> ما خطة الشركة لزيادة إنتاجية محصول القصب فى الموسم المقبل؟
>> هناك خطة طموحة لتعزيز إنتاجية محصول القصب، من خلال استنباط أصناف جديدة عالية الإنتاجية والسكرية، حيث تستهدف مضاعفة الكميات المنتَجة فى الموسم المقبل، من خلال توسيع الرقعة المزروعة وتحفيز المزارعين على التوريد المنتظم.
وتركز الخطة كذلك على الزيادة الرأسية فى إنتاجية الفدان، حيث إن الإنتاجية التى كانت تصل سابقًا ما بين 40 و42 طنًا للفدان تراجعت إلى 30 طنًا فقط، وتسعى الشركة لاستعادتها عبر تحسين الأداء ورفع الكفاءة.
وشملت الأبحاث والتجارب أكثر من 20 صنفًا، تم اعتماد 5 منها، من بينها «جيزة 4» و»حوامدية 24» اللذان دخلا مرحلة الزراعة التجارية، بالإضافة إلى 3 أصناف لا تزال تحت الدراسة.
وتم استخدام الأصناف الجديدة المعتمدة فى زراعة 164 فدانًا من صنف «جيزة 4»، وجار التوسع فى زراعته بالوجه القبلى خاصةً جرجا وكوم أمبو، فى حين تم زراعة فدانين من «حوامدية 24» كبداية تمهيدية للتوسع، أما صنف «سين 9»، فلا يزال يُزرع على نطاق واسع.
وتقدر الإنتاجية المتوقعة من الأصناف الجديدة بين 35 و37 طنًا للفدان، إلى جانب ارتفاع نسبة السكر المستخلصة، ما يجعلها أصنافًا واعدة.
كما بدأت الشركة فى إنتاج شتلات من صنف «سين 9» باستخدام تقنية زراعة الأنسجة، لتحسين جودة المحصول ومعالجة التلف الناتج عن المعدات أو ظروف الزراعة، وقد أقمنا عدداً من الصوب الزراعية فى المصانع لإنتاج هذه الشتلات.
وتتحمل شركة السكر والصناعات التكاملية نسبة 25 ٪ من تكلفة هذه الشتلات، بينما يتحمل المزارع 75 ٪، ضمن خطة لدعم عمليات الترقيع ورفع كفاءة الإنتاج الزراعي.
> ما هى أبرز المشروعات التى تنفذها الشركة حالياً فى إطار توسعها الخارجى خاصة فى إفريقيا؟
>> نقوم حاليا بدراسة لإنشاء مصنع لإنتاج سكر البنجر بطاقة 12 ألف طن يوميًا، لصالح الحكومة السودانية، وذلك فى الولاية الشمالية المحاذية للحدود المصرية، بتكلفة تقديرية تبلغ نحو 350 مليون دولار، حيث تتولى الشركة إعداد دراسات الجدوى والتصميمات، فضلاً عن تنفيذ أعمال التصنيع والتشغيل الكامل للمشروع.
كما ستقوم الشركة بإنشاء وتجهيز المصنع بالكامل بنظام «تسليم مفتاح»، ومن المتوقع الانتهاء من الدراسات الفنية الخاصة بالمشروع خلال شهرين، ويأتى هذا المشروع ضمن خطة شركة السكر والصناعات التكاملية للتوسع فى السوق الإفريقية.
وفى ذات الوقت قامت الشركة بإرسال وفد فنى إلى بوروندى لتقييم أحد مصانع السكر هناك، تمهيدًا لإعداد دراسة مبدئية لتطوير المصنع، إلى جانب خطة لإقامة مصنع آخر بطاقة 5 آلاف طن قصب يوميًا، أيضًا بنظام «تسليم مفتاح».
> هل هناك توجه لطرح فائض إنتاج السكر عبر البورصة السلعية لتنظيم السوق وضبط الأسعار؟
>> شركة السكر والصناعات التكاملية كانت قد درست فى وقت سابق آلية لطرح جزء من فائض إنتاجها من السكر عبر منصتها المزمع تفعيلها، بهدف المساهمة فى تنظيم السوق، ومنع الممارسات الاحتكارية، وضمان استقرار الأسعار لصالح المستهلك.
والبورصة السلعية التى بدأت كتجربة، دخلت حالياً مراحلها النهائية نحو تأسيس منظومة متكاملة لتداول السلع الزراعية ومشتقاتها، على أن تعمل وفق معايير تتماشى مع البورصات العالمية.
وينفذ هذا المشروع الوطنى تحت إشراف وتنسيق عدد من الجهات المعنية، من بينها جهاز مستقبل مصر، ووزارات التموين والتجارة الداخلية، والزراعة، وقطاع الأعمال العام.
ويجرى حاليا العمل على إعادة تفعيل البورصة مرة أخرى تنفيذًا لتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسى، الذى شدد على أهمية تسريع الخطى نحو تفعيلها لما لها من أثر مباشر على ضبط الأسواق وتعزيز الشفافية.
> معنى ذلك أن الشركة لديها توجه فى طرح فائض الإنتاج عبر منصتها؟
>> نعم، أعتقد أن توجه الشركة نحو طرح كميات من السكر عبر البورصة يُعد أمرًا واردًا بقوة، وسيتم تنفيذ الطرح فور الانتهاء من استكمال الإجراءات التنظيمية والإقرار الرسمى للبورصة.
ونؤمن بأن هذه الخطوة ستُسهم فى تعميق السوق الرسمي، وتحقيق توازن فعّال بين العرض والطلب، بما يصب فى مصلحة المستهلك.
> ما خطة الشركة فى مجال إنتاج الوقود الأخضر من محصول البنجر؟
>> تستهدف الشركة إنتاج 1.2 مليون طن سنويًا من الإيثانول الحيوى المستخرج من البنجر، وذلك فى إطار خطة قومية للاتجاه نحو الوقود الأخضر وتقليل الاعتماد على مصادر الطاقة التقليدية.
ومن المعروف أن استخدام الإيثانول فى مصر لايزال فى طور التوسع، حيث يُخلط بنسبة معينة مع البنزين بهدف تقليل الانبعاثات وخفض استهلاك الوقود، كما أن الأولوية فى توزيع الإنتاج ستكون للسوق المحلى وفقًا لاحتياجات الدولة، والتى قد تصل إلى 10 ٪ أو 15 ٪ من إجمالى الإنتاج، فيما لم تُحدد بعد نسب التصدير، ولا تزال الدراسات الفنية والمالية جارية.
